رياضة
تريزيجيه : حققت أمنية والدي بقيادة منتخب مصر للمشاركة في كأس العالم
الثلاثاء 24/أبريل/2018 - 05:49 م

طباعة
sada-elarab.com/94418
غادر نجم كرة القدم المصري محمود إبراهيم حسن "تريزيجيه" ، النادي الأهلي للاحتراف أوروبيا ، ويقدم موسما متميزا مع قاسم باشا التركي ، يعمل بصمت بعيدا عن الأضواء ، ارتقى لمستوى اللاعبين الكبار بسرعة وثبت أقدامه بين نجوم الصف الأول في بلاده ، نال ثقة المدرب هيكتور كوبر وأصبح أحد أهم العناصر في تشكيلة "الفراعنة" التي وجدت الطريق لبلوغ نهائيات كأس العالم روسيا 2018.
بعد أن ساهم بنجاح في حصد بطاقة التأهل لمنتخب مصر في تصفيات أفريقيا ، يضع تريزيجيه الآن نصب عينيه تقديم أفضل ما لديه في نهائيات روسيا 2018 ، ولعل هذا أحد الأسباب الكثيرة التي تجعله متألقا رفقة ناديه قاسم باشا في الدوري التركي، حيث يقدم أسبوعيا ما يجعله أحد أبرز الأسماء المنتظرة في قائمة الفراعنة ، إلى جانب صديقه محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي.
وقال تريزيجيه ، في حواره مع الموقع الرسمي للفيفا اليوم الثلاثاء ، " كان حلما كبيرا راودني منذ الصغر، فهذه أكبر ساحة منافسة في عالم كرة القدم، وأي لاعب يتمنى مجرد التواجد فيها. لقد سعيت بكل جهدي خلال السنوات القليلة الماضية لكي أنال هذه الفرصة، وما زاد من رغبتي هي وصية والدي قبل أن يتوفى، فقد تمنى أن أساهم في تأهل منتخب مصر مرة جديدة للنهائيات، كم كنت أتمنى أن يكون حاضرا لرؤية ما أنجزته بقميص المنتخب الوطني، ولكن ما يشعرني بالفخر أنني حققت أمنيته ومشاركتي ستكون إهداء لذكراه.
وأكد تريزيجيه أن المنافسة في أفريقيا لم تكن سهلة أبدا، لقد بدأنا التصفيات بخسارة أمام تشاد (0-1) في الدور الثاني، ورغم فوزنا إيابا (4-0)، لكن كانت تلك الخسارة بمثابة إنذار لنا كلاعبين من أجل عدم الاستهانة بأي من المنتخبات التي سنواجهها لاحقا ، من جانب آخر وضعتنا أمام تحد كبير.
وقال : في كل تجمع للمنتخب كان الحديث فيما بيننا أن لا يجب إهدار هذه الفرصة ، فهذا وقتنا، وعلينا أن نكون متحدين ونضع كل تركيزنا في التدريبات والمباريات دون النظر سواء للانتقادات أو حتى للترشيحات ، في الحقيقة بدى لنا أن الوصول لكأس العالم بعيد بعض الشيء ، إلا أنه وبالصبر والعمل الجاد كنا نعلم أنه يمكننا تحقيق الحلم الذي طال انتظار للشعب المصري.
وأضاف : كما أن الأمر لم يكن منوطا فقط باللاعبين والجهاز الفني، فقد وجدنا منظومة متكاملة تعمل وتقف خلفنا، إتحاد الكرة ذلل الصعوبات أمامنا، الإعلام المصري ساندنا كثيرا والجماهير كانت تساندنا بكل قوة، وحتى في أنديتنا كان الجميع يضع في الحسبان أهمية المنتخب وضرورة مساندته من أجل مهمته الكبيرة، والحمد لله تكللت الجهود بالنجاح.
وعن المباراة الحاسمة أمام الكونغو التي شارك فيها تريزيجيه إحتياطيا ، قال تريزيجيه لاعب قاسم باشا التركي أنه كان يتفهم تلك الحالة التي عمت الشارع الرياضي في مصر ، بعد تعادل أوغندا وغانا قبلها بيوم ، بدا المشهد وكأننا ذاهبون لمباراة محسومة ، وأن بطاقة التأهل أصبحت مضمونة بيدنا ، الجماهير كانت تحتفل منذ ساعات في الملعب ، اللاعبون تفهموا هذا ، ولكن لم نكن لننساق وراء هذه الحالة، كنا مدركين لصعوبة المواجهة، لم يكن أمام الكونغو ما تخشاه ، وقد كانت بالفعل ، انتهى الشوط الأول سلبيا، أخذت فرصتي بداية الشوط الثاني وتقدمنا بهدف محمد صلاح وكان من المهم أن نعزز التفوق لكي لا نفاجئ لاحقا ، وحدث ما لا يمكن تصوره قبل دقيقتين من النهاية، عندما اهتزت شباكنا بالتعادل، أتت تلك اللحظات التي قد تفقد فيها العزيمة وتهزم نفسيا خصوصا في تلك الأجواء.
وأضاف : في الوضع الطبيعي لفريق في طريقه للفوز والتأهل كان ليصاب اللاعبون بالاحباط ، ولكن لم أشهد مثل تلك الحالة، استنهضنا عزيمتنا، وصرخنا على بعضنا لكي نعود للعب ولا نستسلم أبدا ، مارسنا هجوما ضاغطا خلال دقائق الوقت بدل الضائع، كانت تلك الفرصة الأخيرة، تمركزت في منطقة الجزاء وفي المرة الأولى وصلتني الكرة قبل أن أتصرف بالكرة قفز المدافع وسقطت أرضا، سرعان ما عادت بكرة عرضية من أحمد حجازي، في المرة الثانية قررت الانقاض على الكرة رغم ما قد يحصل لي من إصابة، وحدث ما توقعته تعرضت لاعاقة وكانت ركلة الجزاء التي حسمت الامور بعد هدف صلاح الثاني. شعرنا بأن الحلم أصبح حقيقة في تلك اللحظة، ومن ثم بات تأهلنا رسميا بصافرة الحكم النهائية. لقد كانت ليلة ومباراة للتاريخ، أنهينا العقدة التي طالت 28 عاما، واسعدنا الشعب المصري وكل العرب الذين وقفوا معنا في تلك المباراة.
وعن مجموعة مصر في كأس العالم ، قال تريزيجيه إنه دون أدنى شك هي مجموعة صعبة، مخطأ من يعتقد أنها ستكون واحدة من المجموعات السهلة، روسيا سيكون لها دافع الأرض والجمهور والتاريخ، أما أوروجواي فهي بطلة سابقة للبطولة وتملك نجوم كبار يمكن لهم تهديد أي فريق، ومباراتنا مع السعودية ستكون بمثابة الدربي. الآن كيف لنا أن نحقق التأهل الذي نعتبره هدفا أولا بالنسبة للمنتخب المصري، سيأتي هذا بالاستعداد الجيد للنهائيات، والوصول لروسيا بثقة وتركيز، واللعب في كل مباراة كما لو أنها مباراة كؤوس ، ويجب أن نثق بقدرتنا ونلعب مثلما تعودنا في اجتياز العديد من التحديات، وسنضع كمرجع لنا تلك المواجهة الودية أمام البرتغال بطلة أوروبا في المعسكر الأخير. يجب أن نذهب للنهائيات دون أن نخشى أحدا.
وعن الثقة التي يحظي بها تريزيجيه من قبل كوبر المدير الفني لمنتخب مصر ، قال : لقد تأسست منذ الصغر على ضرورة العمل بجهد كبير في التدريبات ما سينعكس حتما على الأداء في المباريات ، ومع قدوم المدير الفني كوبر لقيادة المنتخب، أخذت فرصتي الأولى وتمسكت بها ثم أظهرت رغبة كبيرة في العمل والتطور ، وهو مدرب يحترم من يقوم بهذا العمل والجهد داخل أرض الملعب سواء في التدريبات أو المباريات، وضرورة الالتزام بالنواحي التكتيكية وتأدية الواجبات على أكمل وجه ، ولذلك والحمد لله نلت ثقته وشاركت في كل مباريات التصفيات والعام الماضي خضت كل المباريات في نهائيات كأس أفريقيا 2017 ، أود هنا أن أشكره لثقته التي منحني إياها وأعده أن أبقى محافظا على مستواي وأطوره أكثر في الأسابيع المقبلة.
وعن قرار احترافه ، قال تريزيجيه إنه قرار صعب ، فليس من السهولة أن تخرج من النادي الأهلي، ولكن أعتقد أنها خطوة يجب أن تحدث في هذا التوقيت ، انتقلت لأندرلخت البلجيكي ، ورغم عدم مشاركتي هناك صممت على المثابرة لكي أثبت نجاحي. انتقلت بالاعارة إلى موسكرون وأعتقد أنني أثبت قدرتي خلال الموسم الماضي. وأردت خوض تجربة أقوى وتحولت إلى قاسم باشا التركي، في البداية وجهت لي عدة انتقادات للذهاب هناك، لكن كان هدفي أن أثبت قدراتي في بطولة تنافسية، والحمد لله مع اقترابا من نهاية هذا الموسم أعتقد أن أرقامي تتحدث عن نفسها [28 مباراة أساسيا، 11 هدفا، 5 تمريرات حاسمة]. مع قاسم باشا أقدم موسما أفضل من سابقه، وأشكر كل من أرسل لي التهنئة على أدائي أسبوعيا، هذه ثمرة عمل وجهد كبيرين.