رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
مجموعة شركات تويوتا إيجيبت توقّع شراكة استراتيجية مع شركة Continental كونتيننتال الألمانية تموين الإسكندرية تشارك في ورشة عمل مع جهاز حماية المستهلك وشئون البيئة عمر عوض: بيان الرئيس رسالة حاسمة لصون إرادة الناخبين لتعزيز دور التصنيع والاستثمار الزراعي وفتح آفاق تصديرية فى الأسواق العالمية . اجتماع موسع بين مزارعى البحيرة وشركة "مافي" لتصنيع الحاصلات الزراعية "القابضة لكهرباء" تعتمد ميزانية شركة المحطات المائية لإنتاج الكهرباء للعام المالي ٢٠٢٤ / ٢٠٢٥ . تامر الحبال: توجيهات الرئيس رسالة طمأنينة للشعب ودعم صريح لنزاهة الانتخابات ودور الهيئة الوطنية شركة «Kleek Developments» تحصل على رخصة بناء مشروع «Noll New Cairo» وتجهز لبدء التنفيذ حملات تموين كفر الشيخ تضبط أكثر من 2 طن سلع فاسدة ومجهولة المصدر وتحرر 113 محضرًا للمخابز والأسواق تشغيل 3 خطوط سير جديدة للسرفيس للمناطق ذات الكثافة بكفر الشيخ وكيل تعليم كفر الشيخ يشهد طابور الصباح وتحية العلم بمدرسة الشهيد كامل عبد المقصود الثانوية المشتركة

اخبار

د يوسف مشارى يطالب انشاء الرابطة الصينية-العربية للجامعات" كمنصة دائمة لتبادل المناهج وتطوير منصات تعليمية إلكترونية

الإثنين 17/نوفمبر/2025 - 12:28 م
صدى العرب
طباعة
هناء السيد
قدم المستشار د. يوسف بدر مشاري
مدير ادارة الثقافة وحوار الحضارات في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مدير المركز الصيني العربي لمبادرة الحضارات العالمية 

. ورقة عمل حول  تعزيز التبادل الثقافي والإنساني بين الحضارتين العربية والصينية وذلك 
في إطار مبادرة الحضارة العالمية – الدورة الحادية عشرة للحوار الصيني-العربي، 2025
الأمانة العامة لجامعة الدول العربية – قطاع الشؤون الاجتماعية – إدارة 
الثقافة وحوار الحضارات

وقال أن  هذه الورقة تُقدّم في سياق مسؤولية تاريخية، تنبثق من رؤية مشتركة تسعى إلى ترسيخ مفهوم "مجتمع مصير مشترك للبشرية"، من خلال تكثيف التعاون الثقافي والإنساني بين الحضارتين العربية والصينية، كركيزة حقيقية للسلام والازدهار المشترك، لا كمجرد شراكة اقتصادية أو تجارية، بل كشراكة حضارية عميقة، تُبنى على جذور التاريخ، وتُوجّه بقيم الإنسانية.

واضاف مشارى  نحن نؤمن — بصدق وثقة  أن مفتاح التفاهم الحقيقي لا يكمن في الإعلانات أو الاتفاقيات وحدها، بل في التواصل العفوي بين الشعوب، وفي لقاء العقول، وتبادل القيم، واحترام الهويات. فحين يقرأ طالب عربي شعر لوانغ وي، وحين يتعلم طالب صيني من فلسفة ابن خلدون، وحين يشارك فنان عربي في معرض في قوانغتشو، وحين يُعرض فيلم صيني في مهرجان القاهرة السينمائي بحضور جمهور عريض — حينها فقط، يصبح التبادل لا مجرد نشاط، بل تعبيرًا عن إرادة مشتركة عن التقارب، والتقدير، والاحترام.

وهذا التقارب  — ليس مصادفة، بل هو نتاج حضاري طبيعي، عندما تتلاقى حضارة ترتكز على التسامح والانفتاح والروحانية، كحضارة العرب، بقيمها الإسلامية والعربية الأصيلة، وحضارة تنبض بالانضباط والتجديد والحكمة التراكمية، كحضارة الصين، بتراثها الفلسفي وروحها المعمقة للانسجام.

ولذلك، فإن تكثيف هذا التعاون لا يمكن أن يُبنى إلا على ثلاثة أسس فلسفية لا تقبل التجزئة

أولها الاحترام المتبادل والتنوع الحضاري — فنحن لا نرى في الاختلاف عقبة، بل نرى فيه ثراءً إنسانيًا، وغنىً أخلاقيًا. والاعتراف بخصوصية كل حضارة، وتقدير تجلياتها، واحترام مرجعيتها الثقافية، هو شرط أساسي لأي حوار جاد، وهو ما تؤكده الحضارة العربية منذ قرون، ويُجسّده الفكر الصيني في مفهوم "الانسجام دون التماثل".

وثانيها التعلم المتبادل والمنفعة المشتركة — نحن لا نريد تبادلًا سطحيًا، بل تبادلًا يُثري المؤسسات، ويُصقل السياسات، ويُنمي المعرفة. فنحن ندعو إلى تبادل الخبرات في التعليم، والعلوم الإنسانية، والتنمية المستدامة، والحضارة الحضرية، بحيث يتعلم كل طرف من الآخر، لا كمتلقٍ فقط، بل كشريك في صناعة المعرفة.

وثالثها: دعم السلام العالمي عبر القوة الناعمة — فالثقافة، في جوهرها، هي أداة بناء، لا تدمير. وهي أقوى من أي سلاح، لأنها تُصلح القلوب قبل الحدود، وتُذيب الخوف قبل أن يتحول إلى كراهية. ولذلك، فإن تكثيف التبادل الثقافي هو واجب أخلاقي، ومسؤولية استراتيجية، لتفكيك خطاب صراع الحضارات، وبناء جسور من الثقة، لا من التوتر.

ولتحويل هذه الأسس إلى واقع ملموس، نقترح خمسة مسارات عملية، مترابطة، مدروسة، وقابلة للتنفيذ:

أولًا: التعاون الأكاديمي والبحثي — ندعو إلى مضاعفة المنح الدراسية المتبادلة للطلاب والباحثين في مجالات اللغة العربية والدراسات الإسلامية والحضارية في الصين، واللغة الصينية والدراسات الآسيوية في الدول العربية، مع ضمان استدامة هذه المنح وتنوعها. ونؤكد ضرورة إنشاء "الرابطة الصينية-العربية للجامعات" كمنصة دائمة لتبادل المناهج، واعتماد المساقات المشتركة، ونقل الأساتذة، وتطوير منصات تعليمية إلكترونية موحدة. كما ندعو إلى تأسيس مراكز بحثية مشتركة لدراسة تاريخ طريق الحرير، وتحليل التفاعلات الثقافية عبر القرون، وتبادل البيانات والوثائق والشهادات العلمية، مع تنظيم لقاءات علمية سنوية تُنشر نتائجها في مجلات محكمة مشتركة، تُعنى بالحوار الحضاري.

ثانيًا: التبادل الثقافي والفني والتراثي — نقترح إطلاق "السنوات الثقافية المتبادلة" كل ثلاث سنوات، تُخصص كل منها لحضارة واحدة، وتُعرض فيها الأدب، والموسيقى، والمسرح، والسينما، والفنون التشكيلية، في كلا الطرفين، بمستوى يليق بعراقة الحضارتين. وندعو إلى دعم مشروعات ترجمة منهجية للأعمال الأدبية والفكرية الكلاسيكية والمعاصرة، مع إنشاء لجان لغوية وثقافية عليا، مكونة من مترجمين وعلماء وأدباء من الجانبين، لضمان جودة الترجمة واحترام السياق، وليس مجرد نقل حرفي. كما ندعو إلى تعاون فني وتقني في حفظ التراث المادي وغير المادي — واستثمار التجربة الصينية المتقدمة في التوثيق الرقمي، والحفاظ بالذكاء الاصطناعي، وترميم الآثار — لحماية المواقع العربية، ونقل المعرفة إلى الأجيال القادمة، بما يحفظ الهوية ويضمن الاستدامة.

ثالثًا: التواصل الإنساني والشعبي — ندعو إلى تبسيط إجراءات التأشيرات، وتقديم تذاكر مخفضة، وإطلاق حملات إعلامية مشتركة لتشجيع السياحة المتبادلة، وتنظيم رحلات ثقافية جماعية للطلاب والفنانين والباحثين. فالسياحة ليست رفاهية، بل هي أقوى وسيلة لبناء الثقة، لأنها تجعل الإنسان يرى الآخر بعينه، لا بعيون الإعلام، ويشعر بروحه، لا بخطابه.

رابعًا: تمكين الشباب والمجتمع المدني — ندعو إلى دعم منتديات الشباب، وبرامج التبادل التطوعي، وورش العمل المشتركة حول قضايا البيئة، والتعليم، والمواطنة، والتسامح. ونرى أن هذه المبادرات يجب أن تكون مُدرجة في سلاسل تعليمية وتوعوية، وتُقيّم بمؤشرات قابلة للقياس، وتُدعم بتمويل مستمر، لأن الشباب هم حملة راية الحضارة القادمة، وليس مجرد متلقين لها.

خامسًا: التعاون الإعلامي — ندعو إلى بناء "سرد مشترك" إيجابي وعادل في وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، عبر توقيع اتفاقيات تعاون بين المؤسسات الإعلامية الرائدة في الجانبين. ونؤكد ضرورة وضع معايير أخلاقية مشتركة للمحتوى، وتطوير مواد إعلامية تُظهر صورًا حقيقية ومتوازنة للحضارتين، وتُحارب الانطباعات النمطية، وتُقلل من تأثير خطاب الغلو والكراهية، الذي يُزرع بسهولة في عالم يعاني من التضليل.

وفي ختام هذا الإطار، ندعو إلى تشكيل لجنة تنفيذية عليا مشتركة، تضم ممثلين من وزارات الثقافة والتعليم والخارجية، ومراكز الأبحاث، والجامعات، ومنظمات المجتمع المدني، لتتبع مؤشرات الأداء، وتحديد جداول زمنية، وتقديم تقارير ربع سنوية. ونطلب تخصيص ميزانيات مضمونة ومستدامة لبرامج الترجمة والبحث العلمي المشترك، مع آليات شفافة لمراجعة الاستخدام وتقييم العائد الاجتماعي والثقافي. ونؤكد ضرورة تضمين هذه المسارات كمرجع أساسي في خطط عمل منتدى التعاون الصيني-العربي للسنوات الخمس القادمة، وتفعيل رقابة مستقلة، وتقديم تقارير دورية تُرفع إلى القمة العربية-الصينية. كما ندعو إلى توحيد معايير الجودة في البرامج والأنشطة، ودمج آليات المشاركة المجتمعية والشبابية، لضمان أن لا تبقى هذه المبادرات حكرًا على المؤسسات، بل تصبح ملكًا للشعوب.



التفاهم الثقافي لا يُبنى بتوقيعات على أوراق، بل بإرادة سياسية لا تلين، وشفافية تنفيذية لا تتهاون، وتنشيط مستمر للقدرة البشرية، وللتبادل المعرفي، وللإنسانية المشتركة.

إن أي تراجع عن هذه المسارات — مهما كان بحجة التكاليف أو الأولويات — هو خسارة لشعوبنا، وضياع لفرصة تاريخية لبناء جسور ثقة دائمة، لا تهتز أمام التحديات.

واكد مشارى في ختام كلمته ان هذه الورقة ليست مجرد مقترحات..
بل نأمل ان تكون خارطة طريق لشراكة حضارية تُنتج السلام، لا التوتر.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تتوقع خفض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة اليوم؟

هل تتوقع خفض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة اليوم؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads
ads
ads