رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
السفير: خليل الذوادي

السفير: خليل الذوادي

طاقــــة البحـــــر الميــــــت

السبت 08/أبريل/2017 - 08:59 م
طباعة


أخفض منطقة في العالم، بحره أكثر بحار العالم ملوحة، هواؤه من أنقى هواء فيه علاج لأمراض شتى وعلل معظمنا يعاني منها، إنه البحر الميت الذي لا حياة فيه لأسماك أو أعشاب كغيره من ما يسمى بحار العالم، غير أن له سحرًا آخر لا يدانيه أي بحر، صخوره الملحية في بدايته أو على ضفافه تتحدى غيرها من الصخور لنصاعة بياضها وتميزها وقدرتها على أن تكون مختلفة عما سواها. المياه فيه علاوة على شدة ملوحتها تلحظ بشكل جلي الزيوت التي تخالط الملح ورغم ذلك فهي تعبر عن ذاتها بحيث لا تخطئوها العين المجردة، والسباحة فيه غير السباحة فيما سواه إذ تحتاج إلى خبرة وتجربة ومران.


حبا الله الأردن بهذا البحر المميز، والمملكة الأردنية الهاشمية حباها الله بالكثير من خيراته ونعمائه.

إن على صعيد الطبيعة من جبال جرداء إلى جبال خضراء إلى أودية ومسارات سيول المطر، ونباتات وأعشاب وأشجار الزيتون، وسماء صافية تلحظ فيها النجوم وتسعد بضوء القمر، وقيادة سياسية تشربت التاريخ والإرث الحضاري والثقافي العربي

والإسلامي وعاشت عروبتها وتمسكت بقوميتها وآمنت بقضية فلسطين وقيض الله لها أمرًا بان تكون القدس الشريف هي الحامية له والمكلفة بالذود عنه وعن حياضه وقدسيته وشرفه، ورغم الاحتلال الإسرائيلي البغيض فإن القدس تطل على الأردن صباحًا ومساءً لتثبت مع تعاقب الأيام والسنين أن الحق بإذن الله سيعود إلى أصحابه الشرعيين، وكما قال صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية في كلمة جلالته الافتتاحية: «إن الأردن هو الأقرب لفلسطين، فدماء شهدائنا مازالت ندية على ثرى فلسطين، ونحن على تماس يومي ومباشر مع معاناة الشعب الفلسطيني، وأهلنا في القدس بشكل خاص. كما أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مسؤولية تاريخية يتشرف الأردن بحملها نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية وسنواصل دورنا في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع القائم، وفي الوقوف بوجه محاولات التقسيم، الزماني أو المكاني، للمسجد الأقصى، الحرم القدسي الشريف، وأنتم السند والعون للأردن في هذه المسؤولية فلابد لنا

من العمل يدًا واحدة لحماية القدس والتصدي لمحاولات فرض واقع جديد، وهو ما سيكون كارثيًا على مستقبل المنطقة واستقرارها». وهي الرسالة التي يحملها الملك عبدالله الثاني من جده الأول الشهيد الملك عبدالله الأول بن الحسين بن علي الهاشمي (1882م - 1951م) الملك المؤسس إلى جده المغفور له بإذن الله تعالى الملك طلال بن عبدالله بن الحسين، إلى والده المغفور له بإذن الله تعالى الملك الحسين بن طلال.

الأردن بلد العرب الذي يحتضن إخوته العرب الذين يعيشون في أمن واستقرار مع المواطنين الأردنيين في العاصمة ومختلف المدن والمحافظات الأردنية والذين يمرون بظروف صعبة واستثنائية فوجدوا في الأردن الملاذ الآمن والحضن العروبي الدافئ ويتقاسمون اللقمة مع مواطنيه، فقدر الأردن أن يكون هذا الوطن بكل تميزه وقدرته على الأخذ والعطاء والاحتضان.

في الأردن أنت تعيش كرم النشامى الأردنيين، فتأكل المنسف، والفريكة باللحم والزبادي، والمقلوبة والمسخن، ولابد لك من تناول أصناف الحلويات وفي مقدمتها «الكنافة الخشنة» و«الكنافة الناعمة» وتجد هذه المأكولات على الموائد الملكية كما تجدها

في بيوت الأردنيين والمطاعم الفاخرة والمطاعم الشعبية، ولابد أن تحمل لأسرتك الهدايا من ثمار البحر الميت المتعددة ومن بينها الطين وأنواع الملح والزيوت وكريمات التجميل، وكذلك زيت الزيتون و«بزر الضفة» و«الزعتر» وأنواع شتى من البهارات وشتى صنوف المكسرات، وستجد الأردنيين فخورين بمنتجات بلادهم وغيورين على أن يرضوا الزائرين العرب والسواح الأجانب ويأسرك الأردني بأخلاقه الرفيعة وبابتسامته التي لا تغيب عن محياه وحسن تعامله..

الأردن هو إحدى الدول الست المؤسسة لجامعة الدول العربية في عام 1945م والتي قامت على أساس العمل العربي المشترك، والحرص على مبادئ التضامن والتعاون والإيمان بالمصير الواحد، وانعقدت القمة 28 والتي احتضنتها المملكة الأردنية الهاشمية في ظروف صعبة وغاية في التعقيد والحساسية التي تمر بها امتنا العربية غير أن الحضور الكبير للقادة العرب، بالإضافة إلى ضيوف القمة من الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والبرلمان العربي والحرص على طرح مجمل القضايا والترتيب والاستعداد والتحرك الدبلوماسي الأردني خلقت أجواء صحية وطيبة انعكست على أعمال القمة إثراء وإغناء للمطروح على جدول الأعمال، بالإضافة إلى اللقاءات الثنائية والثلاثية والرباعية المشتركة، والرغبة في مواصلة العمل العربي المشترك ومواجهة التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة..

والأمم تمر عبر تاريخها بفترات قوة وضعف ولكن إرادة الشعوب والعزم والتصميم والعمل الوطني القومي يأتي في أولويات القادة الحريصين على مقدرات شعوبهم والمخلصين لأوطانهم والذين نذروا أنفسهم بأن يكونوا على مستوى المرحلة التاريخية التي تمر بها الأمة.

كان الأردن بحق الحريص على نجاح القمة والخروج بتوافقات ومواقف تخدم مسيرة الأمة وتتجاوز مرحلتها الراهنة، فهذا البلد كما وصفه معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: «يملك من مقومات المستقبل المشرق بقدر ما يمتلك من عناصر ومعالم التاريخ والحضارة. الأردن الوسطي العصي على الأنواء المحيطة به»، وأحسب أن جميع من حضر القمة يدرك حقيقة وأهمية التعاون العربي المشترك والخروج بمواقف ترضي الأوطان والشعوب.

ستظل القمة العربية ومسيرتها هي العنوان الكبير والرمز للتضامن العربي وتجاوز المرحلة الحالية ولا شك أن القمة المقبلة 29 والتي ستحتضنها الرياض بالمملكة العربية السعودية في مارس 2018م ستكون مرحلة أخرى من العمل العربي المشترك والحرص على وحدة وتكاتف هذه الأمة ولم الشمل والمضي قدما نحو الخير، فالمملكة العربية السعودية بتاريخها ومواقفها العروبية والإسلامية تدعو دائمًا للتضامن والتكاتف والتساند والسعي لتوحيد المواقف والمضي قدمًا نحو مراقي التقدم والبناء والنماء لخير الأوطان والشعوب.

إن العمل العربي المشترك هو خيار أمتنا الأول والأخير، والتحرك العربي من اليوم وإلى القمة المقبلة سيكون مليئًا بالمواقف الصادقة والأمينة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي وفي المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنموية، وستظل القمة التي عقدت على ضفاف البحر الميت في الأردن تستمد طاقتها من الطاقة الإيجابية التي تخلقها دائمًا الأجواء الطبيعية لهذا المنتجع الفريد في شكله ومضمونه إنها طاقة البحر الميت التي علينا الاستفادة منها وتوظيفها بما يعود علينا بالنفع والخير.


إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads