رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

تحقيقات

"صدي العرب" يتابع استغاثات أهالي قري المنيا

الإثنين 10/نوفمبر/2025 - 09:01 م
صدى العرب
طباعة
محمد الشناوي
تشهد قرى ومناطق عديدة في محافظة المنيا أزمة متكررة في انقطاع مياه الشرب، الأمر الذي أثار غضب الأهالي ودفعهم إلى البحث عن بدائل مؤقتة لتلبية احتياجاتهم اليومية من المياه. فبين من يضطر لشراء الجِرادل من سيارات المياه المتنقلة، وآخرين يقطعون مسافات طويلة لجلبها من القرى المجاورة، تبقى المشكلة قائمة دون حلول ملموسة.

ورغم تصريحات المسؤولين المتكررة عن تنفيذ مشروعات لتحسين شبكات المياه وزيادة الضخ، إلا أن الواقع على الأرض يعكس معاناة مستمرة، خاصة في القرى البعيدة والمناطق الطرفية.

هذا التحقيق يرصد أبعاد أزمة انقطاع مياه الشرب، وينقل معاناة المواطنين من قلب الحدث، في محاولة للبحث عن الأسباب الحقيقية وراء الأزمة، ومسؤولية الجهات المختصة في إيجاد حل دائم يُعيد الحياة إلى صنابير المنازل.


في قلب مركز بني مزار بمحافظة المنيا، تقبع عزبة الصعايدة فوق أرضٍ خصبةٍ لكنها محرومة من أبسط مقوّمات الحياة... المياه. فبينما تتدفّق المياه في أنابيب المدن القريبة، يعيش الأهالي منذ سنوات طويلة على أملٍ وُعِدوا به مرارًا ولم يتحقق بعد، لتتحول حياتهم اليومية إلى رحلة معاناة تبدأ من فجر اليوم ولا تنتهي إلا بعد مغيب الشمس.

مأساة تمتد لسنوات

يقول الحاج عبدالرحمن حسن، أحد كبار القرية:

> "المياه مقطوعة عندنا أغلب اليوم، ولو جت بتكون ضعيفة جدًا... بنصحى الفجر نملأ الجراكن قبل ما تخلص، واللي يتأخر ميعرفش يشرب طول اليوم."


الأزمة — بحسب روايات الأهالي — بدأت تدريجيًا منذ ما يقرب من خمس سنوات، حتى أصبحت اليوم حالة “اعتيادية” يعيشها الجميع. البعض اضطر لحفر آبار يدوية، وآخرون لجأوا إلى شراء المياه المنقولة على عربات، بينما تُرسل الشركة من حين لآخر سيارات محمّلة بالمياه كحلّ مؤقت لا يسدّ رمق القرية العطشى.


المياه المالحة وأمراض الكُلى

المأساة لم تتوقف عند حدود العطش فقط، بل امتدت إلى الصحة العامة.
تقول منى علي، إحدى الأمهات:

> "المياه اللي بنشربها طعمها غريب.. مالحة ومُرّة. أطفالنا بيشتكوا من المغص والكل بيخاف من الفشل الكلوي اللي انتشر هنا."


وقد أكد عدد من الأهالي وجود حالات فشل كلوي بين السكان، يرجّحون أن لها علاقة بنوعية المياه المستخدمة. بينما لم تصدر بعد أي نتائج رسمية لتحاليل تؤكد أو تنفي الأمر، إلا أن الخوف سيطر على القرية، وأصبحت عبوات المياه المعبأة رفاهية لا يقدر عليها معظم السكان.


ردّ شركة المياه: الأزمة تحت الدراسة

من جانبها، أكدت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنيا في تصريحات صحفية سابقة أن أزمة عزبة الصعايدة "قيد الدراسة"، مشيرة إلى أن الانقطاع يحدث نتيجة ضعف الضغط في الشبكة المغذية للقرية، خاصة في ساعات الذروة.
وقال مصدر بالشركة إن هناك خطة لمدّ خطوط جديدة لحل المشكلة جذريًا، لكنها تنتظر موافقة الشركة القابضة وطرح المناقصة اللازمة، مؤكدًا أن سيارات المياه تُرسل بشكل دوري لتخفيف المعاناة.

إلا أن هذه الوعود — كما يقول الأهالي — تتكرر كل عام دون تنفيذ فعلي على أرض الواقع.


معاناة إنسانية يومية

على أطراف القرية، يجلس الأطفال يحملون الجراكن في انتظار دورهم أمام صنبور خفيف التدفق. النساء يصطففن منذ الصباح لجلب ما يسدّ حاجتهن اليومية من الغسيل والطبخ، بينما يقطع البعض مسافات طويلة على الدواب أو الدراجات لجلب المياه من قرى مجاورة.

ويشير أحد الشباب إلى أن الأزمة لا تمسّ البيوت فقط، بل أثّرت على الثروة الحيوانية والزراعة:

> "المواشي عطشانة، والأرض بتبوّر، والعيشة بقت مستحيلة من غير ميه."



خبراء: المشكلة فنية وإدارية

يرى خبراء في مجال المياه أن السبب الرئيسي يعود إلى تهالك الشبكة القديمة التي لا تتحمل الضغط السكاني المتزايد، بالإضافة إلى ضعف الصيانة وغياب الرقابة الفعلية.
في المقابل، يطالب الأهالي بوجود جدول زمني معلن لحل الأزمة ومتابعة دورية من المحافظة، بدلًا من الاكتفاء بالوعود والتصريحات.


المياه حق إنساني

في النهاية، تظلّ قضية عزبة الصعايدة نموذجًا لمعاناة الريف المصري مع مشكلات البنية التحتية الأساسية. فالمياه ليست خدمة ترفيهية بل حق إنساني ودستوري، وحرمان المواطنين منها لسنوات يُعد جريمة في حق التنمية والكرامة.

> "نريد فقط كوب ماء نظيف.. لا أكثر ولا أقل."
هكذا ختم أحد أهالي القرية حديثه، بينما كانت أنابيب القرية لا تزال جافة تنتظر من يعيد إليها الحياة.





كما هو الحال في نجع نجم بمركز مطاي العطش يحاصر القرية ووعود المسؤولين لا تُروِي ظمأ الأهالي


 قرية عطشى في قلب المنيا

في شمال محافظة المنيا، وتحديدًا بمركز مطاي، يعيش أهالي نجع نجم واحدة من أكثر الأزمات قسوة في حياتهم اليومية: انقطاع مياه الشرب لأيامٍ متواصلة، وعودة ضعيفة لا تكفي حاجات الأسر ولا الزراعة ولا الماشية.
رغم الشكاوى المتكررة والوعود الرسمية المتلاحقة، ما زال النجع يعاني من عطشٍ مزمن حوّل حياة الناس إلى معاناة يومية، تبدأ من الصباح الباكر ولا تنتهي إلا بعد منتصف الليل.

رحلة البحث عن “جركن مياه”

منذ عدة شهور، بدأت الأزمة تتفاقم تدريجيًا حتى أصبحت القرية بلا مياه حقيقية في ساعات النهار.
يقول الحاج سليم عبدالجواد ، أحد كبار النجع:

إحنا بنصحى من الفجر ندور على الميه، بنمشي بالعربية أو الموتوسيكل مسافات طويلة نملأ جراكن من قرى تانية.. والمشكلة مفيش مسؤول حاسس بينا.”

ويؤكد الأهالي أن المياه إن وُجدت، فهي ضعيفة للغاية ولا تصعد إلى الطوابق العليا، ما اضطر بعض الأسر إلى شراء مياه من عربات خاصة بأسعار باهظة، رغم ظروفهم الاقتصادية الصعبة.


 الأزمة تُهدد الصحة والحياة اليومية

المياه المنقطعة لا تقتصر على الشرب فقط، بل أثّرت على كل تفاصيل الحياة اليومية داخل نجع نجم.
تقول السيدة فاطمة عبدالتواب، ربة منزل:

“مش عارفين نغسل ولا نطبخ ولا ننضف.. العيال بتروح المدرسة من غير استحمام، والحياة بقت شبه مستحيلة.”



ويضيف أحد الشباب:

> “الناس بدأت تشرب من الترع والآبار، والمياه دي مش نظيفة خالص، وبدأنا نسمع عن أمراض في الكُلى والمعدة.”

الأهالي حذّروا من تدهور الوضع الصحي، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وقلة الوعي الصحي في استخدام المياه البديلة غير الآمنة.


 ردّ شركة المياه: “الضغط ضعيف.. ونعمل على الحل”

تواصل الأهالي أكثر من مرة مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنيا، التي أكدت أن المشكلة ترجع إلى ضعف الضغط بالشبكة القديمة المغذية للنجع، خاصة مع زيادة الاستهلاك 

وقال مصدر بالشركة – في تصريحات لـ«السوق العربية» – إن هناك مشروعًا لمد خط رئيسي جديد من محطة مياه مطاي لتحسين الخدمة، إلا أن العمل “لا يزال في طور الإجراءات الفنية والاعتمادات المالية”.

كما أشار المصدر إلى أن الشركة تقوم بإرسال سيارات مياه متنقلة لتغطية احتياجات الأهالي مؤقتًا، حتى الانتهاء من تنفيذ المشروع الدائم.


 تأثير مباشر على الزراعة والماشية

يقول المزارع عبدالبديع صبري، أحد أبناء النجع:

> “الأرض عطشانة زينا.. المحاصيل بتموت والمواشي مش لاقية تشرب. المياه اللي بنجبها بالعافية بنخزنها في الجلاليب والطلمبات، لكن ده مش كفاية.”



وتشير شهادات الأهالي إلى أن الزراعة مهددة بالتوقف في بعض المناطق، نتيجة عدم توافر المياه حتى لأغراض الري البسيطة أو تنظيف المعدات الزراعية، ما ينذر بخسائر اقتصادية جسيمة للفلاحين.


الخبراء: الحل في تجديد الشبكة ورفع القدرة التشغيلية

يؤكد المهندس محمود العشماوي، خبير شبكات المياه، أن القرى التابعة لمطاي تحتاج إلى رفع قدرة المحطات القائمة ومد خطوط فرعية جديدة، لأن الاعتماد على الشبكات القديمة أصبح “غير مجدٍ هندسيًا”.
وأضاف:

> “الحل المؤقت بسيارات المياه لا يمكن أن يكون بديلًا دائمًا.. المطلوب خطة عاجلة بتوقيتات محددة، ومراقبة تنفيذها ميدانيًا.”



المياه.. حق لا يجوز تأجيله

تتكرر مأساة نجع نجم في عشرات القرى المصرية التي تعاني من ضعف المياه أو انقطاعها، ما يجعل القضية تتجاوز حدود الإدارة إلى حق المواطن في الحياة الكريمة.

يقول أحد الأهالي في ختام حديثه:

 “مش طالبين رفاهية ولا مشاريع ضخمة.. إحنا بس عايزين نشرب مية نظيفة زي باقي الناس.”


واخيرا رغم أن أزمة المياه في نجع نجم تبدو بسيطة في نظر البعض، فإنها تكشف عن خلل واضح في العدالة الخدمية بين القرى والمراكز، وتؤكد أن التنمية الحقيقية تبدأ من حق المواطن في كوب ماء نظيف.

 فهل يتحرك المسؤولون قبل أن تتحول عطشة القلوب إلى يأسٍ لا يُروى؟


ترعة عزبة ابو جمعه كارثة بيئية كبيرة وسط المنازل تتسبب في انتشار الامراض 


وايضا في قلب عزبة أبو جمعة التابعة لمركز بني مزار بمحافظة المنيا، تمتد ترعة صغيرة كانت في يوم من الأيام شريانًا للحياة يروي الأراضي الزراعية، لكنها تحولت اليوم إلى بؤرة تلوث وتهديد صحي يهدد حياة المئات من الأهالي الذين يعيشون على ضفافها.

مياه راكدة وروائح كريهة

لم تعد مياه الترعة صافية كما كانت، بل تحولت إلى مستنقع من القاذورات ومخلفات المنازل والحيوانات. الأهالي يشتكون من أن المياه راكدة منذ شهور، تفوح منها روائح كريهة تزكم الأنوف، وتجذب أسراب الحشرات والبعوض، مما تسبب في انتشار أمراض جلدية وتنفسية بين الأطفال وكبار السن.

صرخات الأهالي: الترعة وسط البيوت!

يقول الاستاذ محي حسن جمعه والحاج صالح منير ، أحد أهالي العزبة: "الترعة أصبحت وسط البيوت، والمياه فيها سودة من كتر الزبالة، وكل يوم نخاف على أولادنا يقعوا فيها أو يتصابوا بالأمراض".
بينما تضيف السيدة فاطمة أحمد : "نرمي المخلفات غصب عننا، مفيش صناديق قمامة، والحي مش بييجي ينضف الترعة خالص".

الترعة تهدد صحة المواطنين

بحسب تصريحات من أحد العاملين بالوحدة الصحية بالقرية، فإن نسبة الإصابة بـالملاريا والالتهابات الجلدية ارتفعت خلال الشهور الماضية، مؤكدًا أن السبب الرئيسي هو تلوث المياه وانتشار البعوض القادم من الترعة.

المسؤولون: جاري التنسيق للتطهير

من جانبه، صرح مصدر بمجلس مدينة بني مزار أن هناك خطة لتطهير ترعة عزبة أبو جمعة ضمن حملة موسعة تشمل الترع داخل القرى المجاورة، مؤكدًا أن التمويل محدود، وأن الأعمال ستبدأ فور توافر المعدات اللازمة.
لكن الأهالي يؤكدون أن هذه الوعود تتكرر منذ سنوات دون تنفيذ فعلي.

حلول مقترحة

يطالب المواطنون بسرعة تغطية الترعة أو تبطينها بالخرسانة لحماية الأهالي، مع توفير نظام لجمع القمامة، وزيادة حملات التوعية بعدم إلقاء المخلفات في المياه. كما يناشدون وزارة الري ووزارة البيئة التدخل العاجل لإنقاذ القرية قبل أن تتحول الكارثة البيئية إلى مأساة صحية جماعية.


واخيرا تبقى ترعة عزبة أبو جمعة شاهدًا على الإهمال المزمن الذي يهدد الريف المصري، حيث تتقاطع أزمة البيئة مع ضعف الخدمات الصحية والبلدية. وبين انتظار الحلول الرسمية وصبر الأهالي، تظل المياه الراكدة في قلب العزبة تغلي بالأمراض والمعاناة.

كما ان جريدة السوق العربية تؤكد انها سوف تتابع عن كثب حلول هذه المشاكل حتي يتم تقديم خدمة افضل للمواطنين بهذه القري حفظ الله الوطن

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تتوقع خفض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة اليوم؟

هل تتوقع خفض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة اليوم؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads
ads
ads