طباعة
sada-elarab.com/782045
هناك الكثير من المبادرات البحرينية التي ولدت من المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وأصبح لها تاريخ وتوثيق دولي، ويسعى إليها الناس سنوياً للمشاركة والفوز بها، وهنا أقصد جائزة اليونسكو - الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعليم، التي تم الإعلان عن الفائزين بها من أرض الفكرة وبداية انطلاقتها.
ولعل كثيراً من أهل البحرين لم يكونوا يعلمون عن هذه الجائزة من قبل، لكونها جائزة دولية تابعة لليونسكو وتقام سنوياً في مقر اليونسكو الرئيسي في باريس، لكنها وبعد عقدين من الإنجاز المبهر، عادت إلى منشأها لتحتفي بصاحب الفكرة وراعيها جلالة الملك المعظم، وقد أقيم حفل إعلان الفائزين بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله نيابة عن جلالته.
هذه الجائزة كافأت على مدار 20 عاماً 34 مشروعاً مبتكراً من 21 دولة، لتتحول إلى منصة عالمية يسعى إلى الالتحاق بها أصحاب المبادرات المتميزة في توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصال للنهوض بالتعليم، واستطاعت أن تخدم فئات واسعة في شتى بقاع الأرض.
فعلى سبيل المثال وليس الحصر، قُدمت الجائزة لبرنامج وطني في كوستاريكا استفاد منه أكثر من 8 ملايين طالب، وفي سنغافورة لمشروع فيزياء لنحو 9800 طالب، وفي الهند لمبادرة تعليم متصل بـ 478 مدرسة 1767 معلماً، ومشروع آخر في هولندا للأطفال ضحايا الصراعات، وفي روسيا لتدريب 30 ألف معلم سنوياً، وفي الصين لاستفادة أكثر من 4 ملايين شخص، وفي مصر لدعم آلاف المدارس والمعلمين، وبلجيكا لإنشاء دورات تعليم عبر الإنترنت، وفي فنلندا لدعم مشروع تعليم الكبار استفاد منه أكثر من 80 ألف طالب، وكوريا الجنوبية بدعم مشروع فضاء التعليم الإلكتروني ليصل إلى أكثر من 5.5 مليون مستخدم، وفي بنغلاديش لتوصيل التعليم إلى المناطق الريفية.
وهنا لم أتمكن من حصر تفاصيل بقية المبادرات التي تناقش موضوعات أخرى، وتخدم التعليم بابتكارات شملت مؤخراً الذكاء الاصطناعي، ولكن جلست أتخيل حجم الخير الذي نشرته مملكة البحرين من فكرة واحدة فقط من أفكار حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، وقدر الشكر والامتنان والعرفان من هؤلاء الذين شاركتهم البحرين رحلة التعليم والترقي، وساهمت في دعمهم.
كم أنت عظيم يا جلالة الملك، فبمجرد فكرة واحدة فقط جعلت مملكتنا سباقة للخير لكل البشر، دون تفرقة بين دولة غنية أو فقيرة، بل إن البحرين اليوم لها الفضل على جميع دول العالم، وكل ذلك فقط من مبادرة واحدة نشأت قبل 20 عاماً، فما بالكم ببقية المبادرات التي أطلقها جلالته حتى يومنا هذا؟
وفي لفتة تزامنت مع تنظيم حفل جائزة التعليم بالمملكة، فقد حققت جامعة البحرين إنجازاً نوعياً بدخولها في تصنيف مؤسسة تايمز العالمية للتعليم العالي (Times Higher Education World University Rankings)، ضمن فئة أفضل الجامعات على مستوى العالم، وذلك للمرة الأولى منذ إنشائها في العام 1986، لتصبح بذلك أول جامعة محلية ووطنية تدخل تصنيف تايمز العالمي، وليتأكد أننا نسير على الطريق الصحيح منذ بداية العهد الإصلاحي، وهو طريق العلم والتعلم.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية