اخبار
"صيادلة مصر" يوجهوا نداء إلى القيادة السياسية لإنقاذ خط الدفاع الأول للدواء في مصر
الخميس 19/يونيو/2025 - 11:36 ص

طباعة
sada-elarab.com/768376
وجه الدكتور محمد عصمت، رئيس نادي صيادلة مصر، وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصيادلة العرب، نداء إلى القيادة السياسية من قلب الشارع المصري، ومن خلف واجهات الصيدليات التي ظلت لعقود هي الملجأ الأول لكل مريض، نرفع إليكم هذه الرسالة، لا من باب الشكوى، بل من باب الاستغاثة الوطنية.
أضاف الدكتور محمد عصمت، قائلًا: "نخاطب فخامتكم اليوم بصوت عشرات الآلاف من الصيادلة المصريين، ممن أُنهكتهم القرارات الاقتصادية العشوائية، وعلى رأسها قرار البيع بسعرين، الذي بات يهدد الصيدليات الفردية، تلك الصروح الوطنية التي تخدم المواطن قبل أن تفكر في الربح".
أكد الدكتور محمد عصمت أن القرار الذي فُرض على الصيدليات بإلزامها ببيع العبوات القديمة من الدواء بالسعر القديم، بينما يشترون العبوات الجديدة بسعر أعلى، قد يبدو في ظاهره رحمة للمريض، لكنه في جوهره ظلم فادح للصيدلي، خاصة أنهم يشتروا الأدوية من أموالهم الخاصة وبأسعار سوق حرة، ولم تُعوّضهم الدولة أو الشركات عن الفارق السعري، وباتوا مجبرين على البيع بالخسارة أو مواجهة سحب الترخيص!.
أوضح الدكتور محمد عصمت، أن هذا القرار – بغير آلية دعم أو تسوية – غير دستوري، لأنه يجبر الصيدلي على تقديم خدمة خاسرة قسرًا، دون أن يكون طرفًا في القرار التسعيري.
أشار إلى أنه يوجد في مصر أكثر من 80 ألف صيدلية، منها ما يزيد عن 85% مملوكة لأفراد أو أسر، وليست تابعة لسلاسل أو شركات كبرى، ويعمل بها قرابة 300 ألف صيدلي وعامل إداري ومساعد، تعول أسرًا مصرية شريفة، موضحًا أن أكثر من 9 آلاف صيدلية أُغلقت خلال آخر 4 سنوات، وفقًا لإحصائيات نقابية، بسبب ارتفاع الإيجارات والكهرباء، والبيع بالخسارة، وتضارب الأسعار وقرارات التسعير العاجلة.
قال الدكتور محمد عصمت أن صيادلة مصر يعلموا مدى حرص الدولة على بقاء وتواجد الصيدليات الحرة، وهي أول خط دفاع دوائي في المجتمع، وتسأل: كيف نطالب الصيدلي أن يبقى فاتحًا أبوابه 24 ساعة لخدمة المواطن، ثم نُجبره على بيع دواء بالخسارة؟ وكيف نحمّل المسؤولية المالية والمهنية كاملة لطرف واحد في سلسلة التوزيع؟
ووجه نداء إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلًا: "كما دعمتم أصحاب المصانع، والفلاح، والعامل، ورجال الأعمال، فإن الصيدلي يستحق أيضًا نظرة رعاية وتقدير".
وطالب الدكتور محمد عصمت، برفع الحراسة عن نقابة صيادلة مصر، الوقف الفوري للبيع بسعرين، ووضع آلية لتعويض الصيدلي عن فارق السعر، وإنشاء صندوق دعم الصيدليات الفردية الصغيرة و تفعيله داخل نقابة الصيادلة، وتمكين الصيدليات من الحصول على تسهيلات تمويلية بفائدة منخفضة كباقي المشروعات الصغيرة، وفرض رقابة عادلة على شركات الدواء والمخازن التي تستغل تغيّر الأسعار دون التزامات.
فالصيدلي، ليس تاجرًا، هو الطبيب اليومي لملايين المصريين، ويقدّم العلاج في الصباح، والمشورة في الليل، والدواء في الأزمات، دون حجز ولا كشف ولا انتظار، فلا تجعلوا قرارًا إداريًا يقتل هذه المهنة النبيلة، ولا تجعلوا الصيدليات تتحول من منارة للدواء إلى لافتة مغلقة مكتوب عليها: "تم الإغلاق... لم نعد نحتمل".