رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
 بقلم : الباحث السياسى محمد على حسن

بقلم : الباحث السياسى محمد على حسن

فرانسوا فييون من الماتينيو إلى الأليزيه

الأحد 27/نوفمبر/2016 - 07:01 م
طباعة

الانتخابات التمهيدية  الفرنسية والتى ستكون جولتها الثانية اليوم الأحد 27 نوفمبر قد تنقل رئيس الوزراء الفرنسي  سابقا فرانسوا فييون من الماتينيو " قصر رئاسة الحكومة الفرنسية " إلى الاليزيه " قصر رئاسة الجمهورية الفرنسية " فبعد ان انتهت الجولة الأولى من الا نتخابات التمهيدية لليمين الوسط فى فرنسا , والتى أسفرت عن تقدم فرانسوا فييون في هذه الدورة الأولى بحصوله على 44.1 في المئة من أصوات الناخبين ويأتى بعده عمدة بوردو آلان جوبيه الذي جاء في المركز الثاني بحصوله على نسبة 28.2 في المئة من أصوات الناخبين , وفى مفاجأة من العيار الثقيل احتل نيكولا ساركوزي المركز الثالث بنسبة 20 في المئة كما جاءت وزيرة البيئة السابقة نتالي كوسيسكو موريزيه (42 عاما) في المرتبة الرابعة ثم وزير الزراعة السابق في حكومة فرانسوا فيون، برونو لومير خامسا وزعيم "الحزب المسيحي الديمقراطي" جان فرديريك بواسون سادسا، وأخيرا الرئيس السابق لحزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية"، "الجمهوريون" حاليا جان فرانسوا كوبيه. وهو مايعنى عدم حصول أى من المرشحين على الأغلبية المطلقة (50%+1) ومن ثم فإن الجولة التالية ستكون بين المرشح الأول فرانسوا فييون والمرشح الثانى آلان جوبيه , وستعقد هذه الانتخابات يوم الأحد الموافق 27 نوفمبر 2016, ومن المتوقع أن يفوز فرانسوا فييون على نظيره آلان جوبيه ويكون هو مرشح اليمين المتوسط فى الانتخابات الفرنسية 2017 ويقوم هذا التوقع على اعتبارات أهمها :

أن الردار السياسى والاقتصادى لفرانسوا فييون قد فهم جيدا المزاج العام للشارع الفرنسي ولذلك تبنى مجموعة من الأفكار الاقتصادية والاجتماعية تناسب عدد كبير منهم ولذلك حصل على أكثر من 40% من أصوات الناخبين وأهم هذه الأفكار :

خلق فرص عمل جديدة ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة حتى تنمو سريعا، من خلال تخفيض نسبة الضرائب التى تدفعها هذه الشركات بين 30 و50%. 

إعادة النظر فى النصوص التى تقنن "الإرث العائلى" وتسهيل نقل الشركات والممتلكات العائلية من الآباء إلى الأولاد.

تمديد سن التقاعد إلى 65 سنة على الأقل.

خطة تقشف تتضمن تجميد رواتب رئيس الجمهورية والوزراء فى حال انتخب رئيسا.

إعلان ساركوزى الذى خسر من الجولة الأولى , وحصل على 21 % من أصوات الناخبين تأيده لفرانسوا فييون بل وحث مؤيديه على التصويت لصالح فرانسوا فيون وكذلك وزير الزراعة فى حكومة فيون لو مير الذى جاء فى المركز الخامس .

الشعب الفرنسي على وعى تام بالتاريخ ومن ثم فهو يعرف أن جوبيه كان رئيس الوزراء في حكم الرئيس جاك شيراك من 1995 حتى 1997 , بسبب ارتفاع البطالة حدثت مظاهرات ضده  مما أدي لشيراك للإطاحة به والاستعانه بليونيل جوسبان وهو من الحزب الاشتراكي المناهض لشيراك ,بينما على الجانب الآخر فرانسوا فييون كان رئيس الوزراء من (2007 الى 2012) فى عهد ساركوزى إلا أنه استطاع بذكاءه السياسي فى المناظرات التى حدثت قبل انتخابات الجولة الأولى . أن يشير إلى أن سبب عدم تحقيق أى إصلاحات فى الحكومة هو ساركوزي , إنما هو لديه رغبة فى تحقيق إصلاحات للحكومة .

سنّ جوبيه (71 عاما) وهو يرمز للحكمة والخبرة  ولكن لم يعد عاملاً مساعداً  له لأن الناخب يحتاج إلى مرشح قوي في الشكل والمضمون وهو مايتفوق فيه فييون 61 عاما.

ومن ثم فإن هذه الأسباب كافية لفرانسوا فيون ليكون مرشح اليمين الوسط لينافس مارين لوبان مرشحة اليمين المتطرف .مع من ستسفر عنه الانتخابات التمهيدية للاشتراكيين والتى ستجرى فى يناير المقبل إلا أن فرانسوا فييون يعتبر هو الأوفر حظا فى الانتخابات الرئاسية 2017, ومن ثم ينتقل من الماتينيو إلى الاليزيه وذلك لأن :

هناك ميل للفرنسيين لتأييد اليمين الوسط وهو ماظهر فى الاقتراع الأخير الرسمى فى الانتخابات الجهوية الفرنسية فى 14 ديسمبر 2015 , وكانت نتائجها حصول اليمين الوسط على سبعة مناطق وفى المقابل حصل اليسار على خمسة مناطق دون أن تحصل الجبهة الوطنية على أى منطقة , على الرغم من أن مارين لوبان حصدت أكثر من 40 في المئة في الدور الأول في منطقة نور با دو كاليه إلا أنه بفضل مشاركة الفرنسيين من اصول عربيه لم تنجح مارين لوبان . وهو مايجعلنا نتوقع أيضا فوز مرشح اليمين الوسط فى الانتخابات الرئاسية 2017 على غرار نتائج الانتخابات الجهوية الفرنسية .

سياسات فرانسوا هولاند لم تكن اشتراكية بل  كانت أقرب إلى اليمين وهو ماتسبب فى تحول النقابات العمالية من تأييدها إليه إلى أن تكون من أبرز منتقديه وكذلك ظهر تيار داخل الحزب الاشتراكى معارضا لسياسات هولاند ورفع شعار (ضرورة تصويب ضلال عهد هولاند ) وأبرز زعماء هذا التيار  وزير التعليم السابق، بينوا هامون، الذي أعلن ترشحه للانتخابات الأولية للرئاسة والتي يعقدها الحزب الاشتراكي ما بين 22 و29 يناير المقبل وأيضا الوزير السابق، أرنو مونتبورغ وهو على الرغم من أنه كان حليفا سابقا لهولاند فى 2012 إلا أنه اصبح حاليا من أبرز منتقديه . وهنا يمكن القول أنه بسبب سياسات هولاند التى تبتعد عن الاشتراكية وتميل إلى اليمين . حدث تفتت داخل التيار الاشتراكى وهو ماسيؤدى إلى تفتت الأصوات فى الانتخابات المقبلة 2017 وذلك لصالح اليمين المتوسط وذلك على غرار ماححدث فى الانتخابات الاقليمية فى 2015 حيث حدث تراجع كبير لليسار لصالح اليمين المتوسط .

بالنسبة لمارين لوبان فنجد أنها من البداية لن تحصل على أصوات 2 مليون ناخب فرنسى من أصل عربي وذلك بسبب تصريحاتها العدائية تجاههم , وهو ماكان له تأثير واضح على عدم فوزها فى نور با دو كاليه بيكاردي (شمال فرنسا),  كما أنه عدم فوزها فى منطقة من ال 13 منطقة فى الانتخابات الجهوية التى حدثت فى 2015 يجعلنا نقول ان الردار السياسيى لمارين لوبان لم يفهم جيدا  المزاج العام للشارع الفرنسي  , ومن ثم فلن تفوز فى الانتخابات الرئاسية 2017 , كما أنه  ليس من المعقول أن مرشحة لم تنجح فى مقاطعة تنجح فى الانتخابات الرئاسية بالكامل .

بالنسبة لفرانسوا فيون فهو استطاع أن يفهم المزاج العام للفرنسيين وهو ماسيجعله لديه كتلة تصويتية قويه من اليمين الوسط وكذلك بالاضافة الى استفادته من التفتت الذى حدث فى الحزب الاشتراكى وايضا عدم تصويت العرب لمارين لوبان . ومع تراجع شعبية الاشتراكيين وعدم فوز مارين لوبا نفى الانتخابات الجهوية لتى تمت فى 2015 . يعتبر مرشح اليمين الوسط هو الأوفر حظا فى الوصل إلى الإليزيه .

ومن المعروف أن النظام الفرنسى هو شبه رئاسي ,ومن ثم يعطى ملف السياسة الخارجية للرئيس .اما السياسة الداخلية تكون بنسبة كبيرة لرئيس الحكومة, ولذلك فمن المهم التعرض للملامح العامة للسياسة الخارجية لفرانسوا فييون :

بالنسبة لسوريا : فهو متوافق إلى حد كبير مع دونالد ترامب فى ضرورة مكافحة الإرهاب , وضرورة التحالف مع روسيا  بل ذهب أبعد من ترامب ونادى بضم كلا من حزب الله، وايران، والجيش السوري، والأكراد، والرئيس بشار الاسد، الى تحالف دولي لمكافحة الارهاب، واعتبارهم شركاء شرعيين وجديين في محاربة داعش.

بالنسبة للسعودية وقطر : نادى بضرورة  إعادة التفكير فى طبيعة العلاقات مع السعودية , والتى اعتبرها أحد مصادر التهديد الارهابي في أوروبا وكذلك قطر.

بالنسبة لمصر فهو سيعتبر فرصة جيدة للرئيس الحالى عبدالفتاح السيسي الذى يضع على قائمة أولوياته مكافحة الإرهاب .

بالنسبة لأوروبا : فإنه يدعو الى إعادة النظر بالسياسة الاوروبية التي تدفع روسيا نحو آسيا، ومن ثم يجب تعديل السياسات الأوروبية لجعل روسيا تتجه على أوروبا بدلا من آسيا .

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads