اخبار
مستشار مالي وقانوني دولي: افتتاح المتحف المصري الكبير يفتح فجرًا جديدًا للسياحة والجمهورية الجديدة في قلب المشهد
السبت 01/نوفمبر/2025 - 09:26 م
طباعة
sada-elarab.com/784759
صرّح الدكتور أيمن غنيم، أستاذ الإدارة والخبير الاقتصادي والقانوني، بأن افتتاح المتحف المصري الكبير قرب أهرامات الجيزة يمثل لحظة محورية في تاريخ مصر الحضاري والاقتصادي، إذ يأتي كحصاد لسنوات من الرؤية الثاقبة التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي في إطار مشروع الجمهورية الجديدة، ويضع البلاد في مركز العالم بامتلاكها أكبر متحف لحضارة واحدة.
وأضاف الدكتور غنيم أن هذا المشروع العملاق ليس مجرد معلم سياحي، بل مشروع اقتصادي قائم على قياسه بالعملات الصعبة، الوظائف، الخدمات، البنية التحتية، والابتكار؛ فالاقتصاد المصري اليوم بحاجة ماسة لمورد ثابت للنقد الأجنبي، والمتحف يوفر ذلك من خلال جذب ملايين السائحين الذين سينفقون أكثر ويقيمون أطول، وبالتالي يعزز القدرة الشرائية للخارج ويبني موارد للدولة. 
وأشار غنيم إلى أن القطاع السياحي في مصر بدأ يعكس نتائج ملموسة، فقد بلغ عدد الزائرين نحو 15.7 مليون سائح في 2024، وهو الرقم الأعلى حتى الآن.  مع افتتاح المتحف، يُتوقع أن تتضاعف الأرقام وتصل إلى 30 مليون سائح سنويًا بحلول 2030، ما يُحوّل القطاع إلى ركيزة أساسية من ركائز النمو وفرص التشغيل. 
وأوضح أن التشغيل المحلي سيشهد نقلة نوعية بفضل المشروع، فالوظائف المرتبطة بالمتحف (إدارة، ترميم، خدمات سياحية، فنادق، نقل) تُرتب لعشرات الآلاف، بينما القطاعات المجاورة كالفندقة والضيافة والنقل تنطلق نحو توسع أكبر، ما يُسهم في تخفيف عبء البطالة وتعزيز المشاركة الاقتصادية للشباب.
ولفت إلى أن مصر اليوم تستثمر في «حضارة ماعت» ليس فقط كتراث، بل كعقد اجتماعي واقتصادي، يوقظ «فجر الضمير» لدى كل مصري بأن بلاده لديها رسالة حضارية وإنسانية. هذا التوجه يحوّل الزيارة إلى تجربة إنتاجية، والتنقيب عن الماضي إلى بوابة لمستقبل مشرق.
وقال غنيم إن المشروع يُكمّل سلسلة المشروعات القومية التي أطلقها الرئيس السيسي، فالمتحف وضع ضمن منظومة المحاور اللوجستية والموانئ والمطارات، وربطه المباشر بـ مطار سفنكس الدولي ومسارات النقل الجديدة هو شهادة على أن مصر لا تنشئ بنايات بل تخلق منظومة تنمية متكاملة. 
وأضاف أن الفائدة الاقتصادية للمتحف تبلغ أبعادًا: «لكل سائح إضافي يُنفق ما معدّله ضعف أو ثلاثة أضعاف متوسط الإنفاق المعتاد، يقضي وقتًا أطول ويزور أكثر من موقع»، وهذا يعني أن زيادة عدد السائحين بملايين translates directly إلى مليارات الدولارات من العوائد، تعمل على تحسين ميزان المدفوعات الوطني.
وشدّد على أن هذا الإنجاز هو في جوهره إظهار لدور مصر الجيوسياسي المستقر؛ ففي وقت تشهد فيه العديد من الدول اضطرابات، تبرز مصر كبيئة جذب للاستثمار والسياحة، فحيث توجد الثقة يوجد المال. وافتتاح هذا المتحف في هذا التوقيت يعكس أن الدولة ليست فقط تبني للماضي، بل تبني للبنية التحتية للغد.
واختتم غنيم تصريحه مؤكّدًا أن المتحف المصري الكبير هو ليس نهاية المسيرة بل بداية فصل جديد من التاريخ المصري، وأن الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس السيسي تدخل مرحلة حيث الاقتصاد والثقافة والتشغيل والهوية كلها في بوتقة واحدة… والمهمة ليست متعة الزيارة فقط، بل تحويل هذه الزيارة إلى مورد اقتصادي فعلي يُغذّي الدولة والمواطن على حد سواء.














