طباعة
sada-elarab.com/784229
تعدد الأنشطة الثقافية في مملكتنا الغالية يؤكد مكانة مملكة البحرين في مجال الثقافة والفكر وتشجيع المنابر المتعددة لأطياف من الأدب والشعر والفكر سواء بصورة فردية أو عبر مؤسسات تلقى كل الدعم والمساندة من القيادة الحكيمة حفظها الله ورعاها التي تؤمن بالدور التاريخي والحضاري للمملكة سواء عبر نادي الخريجين، أو أسرة الأدباء والكتاب أو مركز عبدالرحمن كانو الثقافي أو جمعية تاريخ وآثار البحرين أو نادي العروبة أو من خلال المناسبات المتعددة التي تحتضنها الوزارات والمؤسسات الوطنية؛ فالحراك الثقافي لا يقل أهمية عن الأنشطة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية فلكل مجاله والمتابعين له ومن ينشدون المعلومات والمعرفة، فالإنسان مع طلبه الرزق له ولأولاده وقوت يومه يتطلع إلى ما يدخل السرور إلى نفسه ويريح حاسة الذوق عنده، فقد عودنا الأجداد والآباء عن الترويح عن النفس من خلال مجالسهم وما كان يدور من أحاديث ممتعة ومفيدة وقصص من البذل والعطاء ترسم الماضي بما فيه من عطاءات وبذل وتضحيات ليستفيد منها أجيال أتت بعدهم، بالإضافة إلى المناسبات التي تمر عليهم كالأعياد والأفراح وحفلات الغناء التراثي...
فقد عشنا هذه الفترات وتكوَّنت عند البعض منا ذائقة الاهتمام بالفنون والآداب؛ فالتواصل المجتمعي لا ينهض فقط بالتبادل المادي وإنما ينهض بالمعرفة والثقافة والفكر والإبداع في أقسامه المتعددة، وجميل عندما نلتقي في مناسبات عدة أن نستذكر ما مر بنا من ظروف سواء كان في العمل أو الوظيفة أو المناسبات الوطنية أو الأفراح الخاصة خصوصاً وإن مجتمعنا قائم ولا يزال على التزاور في المناسبات المتعددة، ونحن نعيش كما كان يعيش أسلافنا على ما يسمى عندنا «بالفرجان» أو الأحياء، وميزة مدننا الحديثة أنها قريبة من بعضها البعض ومع توفر وسائل المواصلات ووجود التقنية الحديثة قربت المسافات وأصبح التواصل سهلاً، خصوصًا وإننا جبلنا ولله الحمد على التواصل الحميمي بين أفراد مجتمعنا الله لا يغير علينا وأن يظل تواصلنا لما فيه الخير والمنفعة المشتركة ليظل مجتمعنا كالعهد به متواصلاً وحميميًا وحتى عندما شغلتنا هموم الدنيا في مناسبات كثيرة نستذكر تلك القواسم المشتركة بين أفراد مجتمعنا سواء كان في الوظائف الحكومية أو المهن الخاصة والشركات أو في الأسواق والمقاهي الشعبية وكانت الأندية الرياضية والثقافية والاجتماعية تجمعنا دائمًا على الخير. فما أحوجنا إلى التواصل بيننا وتبادل الرأي والمشورة لما ينفع مجتمعنا ويقوي الأواصر فيما بيننا...
نحيي هذه التجمعات الثقافية والمراكز الفكرية على الإهتمام بهذا الجانب الإنساني الذي يزيد من لحمة المجتمع ويقوي الأواصر بين المجتمع الواحد ففي ذلك قوة ومنعة للمجتمع وأفراد هذا المجتمع مهما تعددت اهتماماتهم وتخصصاتهم، فالمرء يقوى بدينه وبعلمه وثقافته وتواصله مع الناس وتبادل الأفكار والمنافع لما يعود على الوطن والمواطنين بالخير، كنا في وقت من الأوقات نستعين بمفكرين ومبدعين من مختلف أقطارنا العربية وفي مجالات متعددة فيكون هناك إثراء للثقافة وتبادل الأفكار لما يعود بالخير على الجميع وإن اختلفت الرؤى، فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، وإنما بالحوار يتم إثراء الفكر والرؤى بما ينفع المجتمع... وخلال هذا الأسبوع استضاف نادي الخريجين الدكتور محمد الرميحي استاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت بحضور سعادة السيد نبيل بن يعقوب الحمر مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام بمحاضرة بعنوان «أمن الخليج في عالم متغير» بإدارة الحوار من قبل الإعلامي الأستاذ يوسف الحمدان. هذا التواصل مع المفكرين من شأنه إثراء الساحة وتبادل الأفكار بما ينفع دولنا وشعوبنا.
تبقى الثقافة رافدًا من روافد الفكر المستنير لما فيه الخير للأمة والمجتمع.
وعلى الخير والمحبة نلتقي















