اقتصاد
جون لوكا: مصر على أعتاب عصر ذهبي سياحي يُعيد إليها بريق الحضارات القديمة في عصرنا الحديث
السبت 01/نوفمبر/2025 - 09:25 م
طباعة
sada-elarab.com/784758
صرح الخبير الاقتصادي جون لوكا، بأن المتحف المصري الكبير ليس مجرد معلم ثقافي، بل محرك اقتصادي قوي سيُعيد إحياء قطاع السياحة الذي يُشكل عماد الاقتصاد المصري”.
أكد لوكا أن المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أكبر متحف أثري في العالم بمساحته الشاسعة البالغة 490 ألف متر مربع، سيجذب نحو 7 ملايين زائر إضافي سنويًا، مما يُعزز الإيرادات السياحية التي بلغت 15.3 مليار دولار في 2024، بزيادة 9% عن العام السابق
وأضاف: “هذا التدفق المتوقع للسياح سيُولد تأثيرًا مضاعفًا على الاقتصاد، حيث يزيد من الإنفاق السياحي اليومي بنسبة تصل إلى 20%، ويُطيل فترة الإقامة في مصر إلى أسابيع بدلاً من أيام، مما يُفيد قطاعات الضيافة والنقل والتجزئة”.
ووضح لوكا، أن المتحف سيُساهم في تحقيق هدف الحكومة باستقطاب 30 مليون سائح بحلول نهاية العقد، معتمدًا على موقعه الاستراتيجي بجوار أهرامات الجيزة، الذي يجعله جزءًا من “مثلث الذهب السياحي” (الأهرامات، المتحف، والنيل).
وأكد أن هذا الافتتاح سيُعزز الاستثمارات الأجنبية المباشرة في البنية التحتية السياحية، حيث يُمكن لصندوق الوقف التابع للمتحف إصدار سندات إيرادات مضمونة، مما يجذب رؤوس الأموال الخاصة لتطوير فنادق ومنتجعات جديدة.
وأوضح ان “المتحف ليس تكلفة، بل استثمار يُعيد العائد خلال سنوات قليلة، وسيُولد آلاف الوظائف المباشرة والغير مباشرة في مجالات الإرشاد السياحي والحرف اليدوية”
من جانب آخر، صرح لوكا بأن الجانب البيئي للمتحف، الذي حصل على شهادة EDGE كأول متحف أخضر متقدم في أفريقيا والشرق الأوسط، سيُعزز صورة مصر كدولة ملتزمة بالاستدامة، مما يجذب السياح البيئيين والمستثمرين الخضراء.
ووضح أن هذا الالتزام سيُقلل التكاليف التشغيلية بنسبة 25%، مما يُتيح إعادة توجيه الأموال نحو برامج تدريبية للشباب المصري، ويُساهم في تنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد على قنوات السويس والغاز الطبيعي.
ومع المتحف، ننتقل من اقتصاد تقليدي إلى اقتصاد معرفي ثقافي، يُعزز التصدير الرقمي للتراث المصري عبر الواقع الافتراضي”
وختم لوكا حديثه، مشيرًا إلى أن الإيرادات المتوقعة ستُساعد في تمويل مشاريع تنموية في الدلتا والصعيد.
يُعد افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي استغرق بناؤه عقودًا، نقطة تحول تُعيد رسم خريطة الاقتصاد المصري، حيث يُتوقع أن يُساهم بنسبة 2-3% في الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات الخمس القادمة، ومع تزايد الاهتمام الدولي، تبدو مصر على أعتاب عصر ذهبي سياحي يُعيد إليها بريق الحضارات القديمة في عصرنا الحديث.














