رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
حملة مكثفة لأعمال مكافحة ناقلات الأمراض على مستوى مدينتي دمنهور وكفر الدوار بالبحيرة لتجنب التلاعب بوزن "الرغيف".. مطالب ببيع الخبز الحر والفينو بـ"الكيلو" سفيرة البحرين : زيارة الملك حمد لمصر تأكيد على التكامل الإستراتيجي ووحدة الصف بين البلدين فوز الأهلي المصري وأهلي بني غازي الليبي.. انتهاء مواجهات اليوم الأول من مباريات مجموعة النيل ضبط 2000 لتر سولار وبنزين تم تجميعهم داخل عهده باطنية غير مرخصة و 500 كجم أسمدة ومبيدات زراعية منتهية الصلاحية بالبحيرة حملات تموينية ورقابية لضبط الأسواق بالبحيرة جوميز يعلن قائمة الزمالك استعدادًا لمواجهة دريمز الغاني بالكونفيدرالية فوز 3 طالبات بكفر الشيخ بمسابقة «مصر في عيون أبنائها» على مستوى الجمهورية منصة موبي تبدأ عرض الفيلم القصير البحر الأحمر يبكي للمخرج فارس الرجوب قطر تعرب عن أسفها البالغ لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة

الاشراف والقبائل العربية

صناع الشعوبية الحديثة ليسوا نقاداً بل أعداء ..

الخميس 12/يناير/2017 - 07:39 م
صدى العرب
طباعة
بقلم .. دكتور أحمد حسين النمكى ..


لقد تكلم البعض عن الشعوبية بطريقة تتفق مع مزاجهم التغريبي مدافعين عن رجال الشعوبية وصناعها ، فقد اعتبر البعض أن الشعوبية بالمعنى الذي قصده بعض من كتبوا عن الشعوبية وهو أنها دعوة لاحتقار العرب ، فكل من يحتقر العرب والعروبة فهو شعوبي () وقد ذكر الجاحظ() أن القصد بالشعوبي كل من ارتاب في الإسلام وتمادى في الارتياب وأطال الجدل المؤدى إلى القتال .

ولاشك أن الجاحظ وغيره أمثال البيروني وابن قتيبة ممن وقفوا على حقيقة الشعوبيين لم يقصدوا في دفاعهم عن الإسلام والعرب ضد الشعوبيين أنهم يرون أن ثمة صراعاً حول الجنس العربي وغير العربي ، بل وجد هؤلاء العلماء منكراً وكفراً بواحاً من دعاة الشعوبية ـ حتى وإن كانوا من العرب أنفسهم ـ فانصرف اللفظ أو المصطلح على كل من عادى الإسلام والعروبة ـ لغة وليس جنساً ـ 

ولقد ضحكت كثيراً عندما وجدت كاتباً() ينتقد من يصف بعض المعرضين للإسلام والمناهضين له بلفظ الشعوبية ، كأن يصف البعض أبا سفيان بن حرب بالشعوبية ، فهو عربي قح ومن المعروف أن الشعوبية تحتقر العرب ، فكيف لأبى سفيان ـ وغيره ـ أن يوصف بالشعوبية وهو في الأصل عربي ؟!! فقد ربط الرجل بين منشأ الشعوبية وظهورها في صدر الإسلام ثم اعترض على أن يطلق اللفظ أو المصطلح على أبى سفيان أو الوليد بن المغيرة أو غيرهما ، وهؤلاء ليسوا عجماً ، والأصل ـ كما فهم الكاتب ـ أن الشعوبي كل من يطعن على العرب() أو محقر لهم(). وبناء على هذا فإن مصطلح الشعوبية لا ينطبق على هؤلاء لبعد الزمن بين ظهور فكرة الشعوبية وبين من اندرجوا تحت هذا اللفظ

والواقع أنني أرى أن الرجل محقا ولكن فاته أن من كتبوا عن الشعوبية نظروا إلى الوصف وليس الموصوف ، فالوصف ـ وإن تباعد الزمن إلا أنه ينطبق على الموصوف ، مثل كراهة الإسلام والتشكيك فيه وفى مصادره ، والكتاب المسلمون لم يتوقفوا عند من هو عربي أو أعجمي لكي يوصفوه بهذا اللفظ ، فهناك من العرب من كان يرى رأى الشعوبية وينتهج نهجهم فيدخل من باب النقد أو التصحيح أو التنوير ، ولذلك يذكر الجاحظ() حكاية الحكم بن قنبر المازني ، فهم عربي صريح العروبة ، وكان ذا شأن عظيم في قبيلة تميم ، وكان يصلى على جنائزهم ولكن أوغل في آراء الشعوبية ونهج طريقهم ـ من السب للعربية والارتياب في الإسلام ـ ضربه بنو مازن ـ وهم مواليه ـ وأوجعوه ضرباً حتى جعلوه يستغيث .

إذن بنو مازن ـ وهم عرب ـ كرهوا زعيماً منهم لكونه يرى رأى الشعوبية ويفعل مثلهم أو تشبه بهم ، وكلمة الشعوبية أطلقت وانتشرت بين كتاب العربية والإسلام على أنهم كانوا يطلقون لفظ القبائل على العرب والشعوب على غير العرب ، ومن ثم لم يتحرج الكتاب العرب أن يطلقوا على ابن خلدون لفظ الشعوبية عندما تعرض للعرب بالنقد الشديد وإن كان ابن خلدون ـ وهو عربي الأصل ـ لاذع اللسان على كثير من الشعوب بما فيهم العرب ، وذكر ابن أبى الحديد() أن كل كتاب فيه مثالب العرب لم يكتبه إلا دعي ـ أي ليس من العرب ـ أو شعوبي .

ويشير الخوارزمي() إلى هذا المعنى فإن كل من يبدى كراهية للإسلام والعربية يعد شعوبياً سواء كان عربياً أو أعجمياً من باب التغليب بلصق الصفة بالموصوف وإن تأخر زمانه أو تقدم ، وعلى هذا المعنى فإن الذي يتعصب للعجم يعد شعوبياً كذلك الذي يتعصب للعرب ـ جنساً ـ فهو شعوبي .

ويذكر ابن رشيق القيرواني() بأن هناك أناسا يتصفون بشعوبية اللسان ، أي أنه عربي العنصر ولكنه ينطق بما ينطق به الشعوبيون . أي أنهم شعوبيو الرأي() ويذكر ابن النديم() أن سهل بن هارون كان شديد العصبية على العرب وله في ذلك كتب كثيرة ، ولذلك اعتبر واحداً من زعماء الشعوبية في عصره ، وكانوا ـ أي الشعوبيون ـ في العراق كثيرين حتى ذكر لهم الجاحظ أن لهم رئيساً في البصرة(). 

ولابد أن يضع القارئ اللبيب في حسبانه أن كثيرا من الفرس والروم دخلوا في الإسلام ولم يوصفوا بتلك الأوصاف ، فالإسلام بالنسبة لهم وطن وجنسية ، من ثم ولم تظهر فكرة الشعوبية في عصر النبوة ولا في عصر الخلفاء الراشدين ، وغالبية الدارسين للشعوبية يزعمون أن الشعوبية فكرة قائمة على طلب العدل والمساواة بين العرب والعجم() . والواقع أن من يدافع عن الشعوبية إما أنه مغرض يلبس ثياب الحيادية والعقلانية أو غير فاهم لما قرأ أو يقرأ ، فالعباسيون كانوا يطبقون في حكمهم سياسة الحياد بين العرب وغيرهم ولم تظهر لديهم النزعة العربية والتعصب للعنصر العربي ـ الشعوبية ـ دون غيره ومع ذلك ذكت أعواد نار الشعوبية ـ أو قل الفتن القومية أو الحركات المضادة ـ في عصر العباسيين بما لم يظهر في عصر أي دولة أخرى

إن المفهوم الصحيح للشعوبية يحاول الكثيرون أن يدلسوا عليه باسم العقلانية تارة أو الموضوعية والحيادية تارة أخرى لكي يطمسوا معالمه التي كشف حقيقتها من عاشوا في تلك الحقبة واكتووا بنار فتن الشعوبية ، فلم يصور هؤلاء الدارسون المغرضون الشعوبية على أنها في حقيقة أمرها معارك قومية أو جانب من الصراع العقدي والفكري بين أدعياء الإسلام ـ ومن دخلوه وهم حاقدون عليه ـ وبين أصحاب الأديان الأخرى .

لم يكن قصد الشعوبيين من تأليف الكتب العديدة في مثالب العرب إلا بقصد الإساءة إلى للإسلام نفسه ولكن بطريق غير مباشر ، فالعرب هم الفاتحون وحملة هذا الدين وناشروه ، فحين يطعن في العرب فالقصد الطعن في الرسالة التي يحملوها ويبلغوها ، وبدون شك أن الشعوبية استخدمت كل وسائل الإساءة والإهانة والتشهير والتحقير من أنساب وحضارة العرب .

بقى سؤال ، هل الشعوبية حركة منظمة ؟ بمعنى أنها ذات تنظيم سياسي أو ثقافي أو اجتماعي ولها مبادئ وأهداف يريد أتباعها تحقيقها ؟ 

من الواضح من كلام الجاحظ حين قال بأن الشعوبية في البصرة كانوا كثيرين ولهم رئيس أن الشعوبية حركة مضادة سياسياً وثقافياً واجتماعياً ، وكانت تتخفى وراء ستار العلم والنقد والتحرر من التقاليد ، وهى حركة ـ في غالب الأمر ـ سرية لم تظهر أمام السلطات الحاكمة في أي عصر ، ومن ثم فقد حكم البعض عليها بأنها حركة باطنية تولد منها جميع الحركات والفرق الباطنية ، حتى أن البعض قال بأن المعتزلة حركة شعوبية وكذا الشيعة في حقيقة أمرها حركة شعوبية ، والحركة الصفوية واحدة من الحركات الشعوبية التي تسترت وراء ستار التشيع ، ولذا تجد الشيعة ينفذون جميع خطط الشعوبية ضد أهل السنة والإسلام ، فهي حركات مناهضة للإسلام لا تنشد سوى هدم الدين وإبادة أهله .

وهى ذات أهداف ثقافية وعقائدية أكثر منها سياسية ، لأنها تهدف في مضمون أفكارها هدم العقائد واللعب بعقول العامة من الناس والسيطرة الفكرية التي تحقق للشعوبيين الأهداف المناهضة للإسلام ، فإذا نجحوا في زعزعة العقائد في النفوس وعملوا على تحييد المسلم ـ على أقل تقدير ـ عن دينه ثم يجذبونه إلى صفوف فهو مكسب لهم .

على أن هذا يعطينا فكرة أنهم منظمون في عرض أفكارهم وأهدافهم ، لأن غالبيتهم من أهل الثقافة والعلم ، ولا يخلو منهم زمن ، فهم في حالة صراع مستمر ضد الإسلام ، ولهذا يستخدمهم الغرب الأوروبي الآن كأحد أبواقهم أو يمثلون رجل الأمن الذي يتقاضى راتبه من بلاد الغرب لحراسة الشرق لصالح الغرب الملحد .

الجدير بالذكر أن حركة الشعوبية ما زالت تتفرع في المجتمعات الإسلامية تحت مسميات عدة ، فلقد كان المستشرق الفرنسي رينيه أو من فتح باب الهجوم على العرب في كتابه " تاريخ اللغات السامية المقارنة " فالغرب ينكر على العرب كل فضيلة ويودون سحق كل مجد أو فضل أو حضارة للمسلمين ، ومن أبناء الشعوبية الحديثة طه حسين ـ من يدعونه عميد الأدب العربي ـ فهو زعيم الشعوبية الحديثة الذي اعتبر عبقرية ابن الرومي وأبى تمام وابن جنى ترجع إلى أصول غير عربية ، وكأن العرب قد جردتهم الأقدار من كل فضيلة ، وترى هذه النبرة واضحة في كتب طه حسين وعلى رأسها كتاب " في الشعر الجاهلي " ، وقد اعتبر طه حسين أن مصر ليست دولة أفريقية وإنما هي واقعة في الإقليم الجغرافي الأفريقي فقط بيد أنه جزء من القارة الأوربية ، بل وطلب من المصريين في كتابه " مستقبل الثقافة في مصر " إلى أن يقول المصريون بكل ما يقول به الأوربيون وأن يتبعوا أوربا حذو النعل للنعل في شرها وخيرها وأمراضها .

وكان سلامة موسى ـ الذي يتظاهر بالمسيحية بيد أنه من الملحدين ـ ينشر العداء للعروبة والإسلام في صورة العداء للحضارة الآسيوية ، فقال يجب علينا أن نخرج من آسيا ـ ويقصد الإسلام ـ ونلحق بأوربا ـ ويقصد المسيحية الأوربية الملحدة ـ وكأننا لم نسكن في آسيا يوماً من الأيام ، ويقصد أن نخرج من الإسلام إلى المسيحية الأوربية ، ومن أقبح كلامه ـ وما أكثره ـ أنه قال : كلما ازدادت معرفتي بالشرق ازدادت كراهيتي له ، ثم قال : أنا كافر بالشرق مؤمن بالغرب !!  

وهناك سعيد عقل زعيم آخر من مدرسة الشعوبية الحديثة وصاحب الدعوة إلى استبدال اللغة العامية باللغة العربية الفصحى ، وكانت مدرسته لا تقل خبثاً ولا لؤماً عن الشعوبية القديمة ، وجاءت مدرسة الحداثة في الشعر العربي ـ الشعر الحر ـ التي حاولت القضاء على الشعر العربي بما يعرف بشعر الحداثة ، فإذا كان طه حسين قد فشل في كتابه " في الشعر الجاهلي " أن يشكك في أصول الشعر الجاهلي وأنه شعر منحول ومزيف لا صلة له بالعرب الأوائل ، وإنما هو من وضع الرواة الذين نسبوه إلى شعراء الجاهلية ، فقد حاول الحداثيون أن يستبدلوا الشعر الحر بالشعر ـ العمودي ـ القديم ، ولكن هيهات لهم هيهات ... فقد فشلت مدرستهم وأصبحت كتبهم ودواوينهم في مقبرة التاريخ .

وكان أحمد سعيد على ـ الذي يعرف بأدونيس ـ السوري الأصل من جبال العلويين ، والذي اتخذ لنفسه لقب إله الخصب عند القدماء " أدونيس " فقد تنقل الرجل من الشيوعية إلى النصرانية ، وهو صاحب خط واضح في الدعاء لهدم التراث العربي والإسلامي ، ففي كتابه " الثابت والمتحول " كان الرجل يوجه حربا صريحة على التراث والدين والأدب والشعر ، ورفض كل الآداب التي تتعلق بدين الإسلام وكل ما له أثارة من دين الإسلام ، وكان يعتقد أن كل مشاكل العالم العربي تتمثل في الدين الإسلامي لا غير ، وكان يسخر من " معجزة الإسراء والمعراج "() .

وفى الوقت الحاضر هناك أدعياء للإسلام ـ كإسلام البحيري وإبراهيم عيسى وسيد القمني الذي أعلن كفره بلسانه ـ ولكنهم سلكوا طريق الشعوبية اللادينية ـ الإلحادية ـ وهم يدعون أنهم ينقدون التراث العربي والإسلامي ، وساروا على نفس خطى الشعوبية القديمة ولم يأتوا بجديد وإنما هم مجرد أبواق للحركة الشعوبية القديمة التي تبنى أفكارها الشيعة والمستشرقون واليهود والنصارى في العصر الحديث والمعاصر .

وهناك أسماء تبناها الإعلام العربي الفاسد ـ وهؤلاء موجودون في كل زمن ـ وقدموا أصحاب تلك الأسماء على أنهم دعاة تنويريون ، حداثيون ، ليبراليون ، متحررون ، مجددون ، وهؤلاء لا شغل لهم سوى الهجوم على الإسلام ومقدساته ، ويعملون على هدم التراث الإسلامي وهم يدعون أنهم ينقون التراث ويخلصونه من الشوائب التي تعوق الفكر والذهن العربي والإسلامي ، فالزمن مختلف والهدف واحد والطريق واحد !!!! 

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر