عربي وعالمي
السفير العكلوك: سنعيد بناء وجودنا وسنحاسب مرتكبي جريمة الإبادة الجماعية
الجمعة 10/أكتوبر/2025 - 01:48 م

طباعة
sada-elarab.com/781740
قال السفير مهند العكلوك، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، أن الشعب الفلسطيني البطل، يتنفس اليوم الصعداء، وخاصة أهلنا في قطاع غزة، بعد 733 يوماً متواصلة من جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل ضد شعبنا، بهدف القضاء عليه وتصفية قضيته، وقد راح ضحية هذه الإبادة الجماعية أكثر من ربع مليون ضحية مباشرة، بين شهيد وجريح ومفقود، عدا عن مئات آلاف المعذبين والمجوعين والمرضى والمشردين في الشوارع بعد أن دمرت إسرائيل ما نسبته 80% من كل أشكال الحياة في قطاع غزة.
واضاف : اليوم تتحطم الأهداف الصهيونية على صخرة بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، فرغم كل الجرائم والإرهاب الإسرائيلي الذي لم يعرف التاريخ مثل وحشيته، ورغم كل محاولات التهجير القسري التي قام بها العدوان الإسرائيلي، بقي الشعب الفلسطيني على أرضه، لأن جذوره ضاربة في عمق أرض فلسطين.
وأضاف السفير العكلوك أن القيادة الفلسطينية قد رحبت بجهود الرئيس الأمريكي وجهود الوساطة المصرية القطرية المخلصة، وكل الجهود الدولية المماثلة التي أرادت حقن دماء شعبنا، ومنع تهجيره وتصفية قضيته، هذه الجهود التي أسفرت عن التوصل للاتفاق على المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، وقد حصل ذلك على أرض مصر المباركة، التي لن ينسى لها الشعب الفلسطيني أنها وقفت بكل ثبات وبسالة في وجه الضغوط والتهديدات الثقيلة، ومنعت تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته، واعتبرت أن القضية الفلسطينية هي جزء أساسي من الأمن القومي المصري.
وأكد المندوب الدائم لدولة فلسطين بأن الحياة ستبدأ بالعودة إلى قطاع غزة على نحو سيذهل العالم، حيث قال: نحن نثق بأن شعبنا سيعيد تعزيز صموده ووجوده وحضارته وثقافته الممتدة لآلاف السنين على أرضه، وها هي مدينة غزة، المدينة المأهولة لأكثر من 5800 سنة متواصلة، قد بقيت رغم ما ألحقته بها إسرائيل من دمار هائل، بقيت موجودة مأهولة في وجه إسرائيل، حديثة العهد ضحلة الجذور، التي أرادت تدميرها وإبادتها، وغداً سنعيد إنتاج ما قاله محمود درويش: نيرون مات ولم تمت روما، ولم تمت غزة، بعينيها تقاتل، وحبوب سنبلة تموت، ستملأ الوادي سنابل.
ودعا إلى تنفيذ قرارات القمم العربية، التي أكدت على دعم وتمكين حكومة دولة فلسطين من تولي جميع مسؤولياتها في قطاع غزة، بدعم عربي ودولي، في إطار الوحدة السياسية والجغرافية للأرض الفلسطينية على حدود 1967، وسيادة دولة فلسطين عليها، وبالتالي ندعو لتمكن الحكومة الفلسطينية من العودة إلى غزة لبدء تنفيذ خطتها للإغاثة والتعافي المبكر، وندعو أيضاً على وجهة السرعة إلى ضرورة تنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة الإعمار، والشروع في إعادة إعمار قطاع غزة في أسرع وقت ممكن، وندعم الأشقاء في جمهورية مصر العربية لعقد مؤتمر إعادة إعمار غزة، بالتنسيق مع دولة فلسطين والأمم المتحدة، ونحث المانحين الدوليين على تقديم الدعم اللازم، والمشاركة الفاعلة من خلال المؤتمر.
كما دعا إلى تنفيذ إعلان مؤتمر حل الدولتين رفيع المستوى، الذي عقد في نيويورك الشهر الماضي برئاسة سعودية فرنسية وبمشاركة دولية واسعة، ونحث الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، الذي كان له مساهمة أساسية مُقدرة في وقف العدوان الإسرائيلي، ومعه كل الشركاء الدوليين، على إرساء السلام في المنطقة على أسس عادلة ومستدامة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف في تقرير مصيره والعودة، على أساس القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام وحل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وتجسيد استقلال دولة فلسطين كاملة السيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس.
وختم السفير العكلوك تصريحه مؤكداً بأن الشعب الفلسطيني لن ينسى ولن يغفر الجرائم التي ارتكبت بحقه، وأكثرها بشاعة ووحشية جريمة الإبادة الجماعية، وسنلاحق ونحاسب المجرمين الإسرائيليين الذين استهدفوا إبادتنا وتصفية قضيتنا، وسنعمل ما استطعنا لترجمة الزخم العالمي الجارف المناصر لحقوق الشعب الفلسطيني والرافض للعقلية الإسرائيلية العنصرية المجرمة، إلى واقع سياسي ملموس، أحد تجلياته هو تجسيد استقلالنا وسيادتنا على أرضنا. وسنعمل على تخليد ذكرى مئات الآلاف من ضحايا الإبادة الجماعية الذين قتلتهم وجوعتهم وعذبتهم إسرائيل، بما في ذلك من خلال إطلاق إسم على جريمة الإبادة وتوصيف قانوني لها، وتجريم إنكارها.