طباعة
sada-elarab.com/781415
لم تكن زيارتى الأخيرة لمعرض "باص وورلد" العالمى خلال الأسبوع الأخير .. زيارة عادية ، ليس فقط على مستوى ماهو جديد وربما غير متوقع من عروض إستثنائية وطرازات متطورة تم تقديمها خلال أيام المعرض ، وبخلاف عدد ضخم من المؤتمرات الصحافية الممتدة على مدار ثلاثة أيامه الأولى ... ولكن ، لتسجيلى بعض الملاحظات التى أرى أنها هامة وجديرة بالإهتمام شأن:
· الإطلاق الرسمى الأول لأحد الباصات العاملة بوقود الهيدروجين من الصانع المصرى الشهير للباصات (MCV) أو شركة صناعة وسائل النقل .. ففكرة تقديم باص مخصص للنقل العام (City Bus) ويعمل بالهيدروجين ليست جديدة بالمطلق، ولكن مع قيام MCV بالشروع بهذه الخطوة .. هو الأمر الذى يخلق الملاحظة على عدة مستويات – بغض النظر أنه موجه للسوق الأوروبية فى البداية – فهل ستتبنى الحكومة المصرية هذا الفكر المتقدم (ولو بالمستقبل القريب) وخاصة مع إستعدادات مصر لتكون مركز إقليمى لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر بمنطقة السويس الإقتصادية؟ لن أستطيع الإجابة على هذا السؤال سوى بتذكر حوارى مع م. كريم غبور منذ 6 سنوات ماضية وأثناء دورة 2019 من المعرض عندما سألته لماذا لم تسارعوا بتقديم باصات عاملة بالكهرباء؟ فكانت إجابته وقتها نحن نرى أن الأفضلية للغاز الطبيعى وخاصة مع توجه الدولة نحو مشروع التحول لإستخدام الغاز الطبيعى ، وما هى إلا سنوات محدودة لتأتى MCV وتضيف مصنعاً لباصات فولفو الكهربائية المعدة للتصدير بخلاف العديد من المشروعات المحلية التى تستخدم باصاتها الكهربائية شأن باصات الـ BRT.
· توجه عدد لابأس به من مصنعى السيارات الشهيرين إلى إضافة صناعة الباصات لمحفظتهم الصناعية.. فمن النماذج التى جذبت إنتباهنا دخول شركات شهيرة مصنعة للسيارات شأن (MG) و (VINFAST) علاوة على (SKODA) إلى قطاع تصنيع الباصات من منطلق رؤيتهم الصناعية الواسعة لأهمية صناعة وسائل نقل الركاب ، وهو الأمر الذى طرح تساؤلاً طبيعياً فحواه .. لماذا لا تشرع الحكومة المصرية بزيادة الإهتمام بصناعة وسائل نقل الركاب العامة وكذا صناعاتها المغذية ، بمقابل تخفيف الإهتمام بتعميق صناعة سيارات الركوب؟ نعم ، إن مصر قد إهتمت بوسائل نقل الركاب شأن المترو والقطار الكهربائى الخفيف وقريباً المونوريل وكذلك أتوبيس الطريق الدائرى (BRT) ، ولكن زيادة الإهتمام بصناعة وسائل النقل العامة وبخاصة الأوتوبيسات سيكون من الأفضل التركيز عليه وخاصة للعاملة بالكهرباء منها ، وذلك لعدة أسباب أهمها التزايد السكانى الكبير للدولة ، ومدى مرونة التواجد بخطوط أكثر إنتشاراً وليست محددة الإتجاهات كالتى تسير على قضبان محددة ، علاوة على إرتفاع تكلفة إقتناء السيارات فى مصر بالسنوات الأخيرة بمقابل مستويات دخل الأفراد المتدنية.
· اللفتة الراقية من قبل لجنة صحافة وسائل النقل الأوربية المتخصصين – وهى لجنة حرة لا تتبع أى جهات حكومية – والتى تابعتها خلال حفل إفتتاح المعرض الرسمى من تكريم باص (SETRA) السياحى كأفضل باص تم تجربته لعام 2026 ، حيث جاءت تلك اللفتة بإعلان رئيس اللجنة (السويدى الجنسية) عن تنحيه عن رئاسة اللجنة بعد 7 سنوات لرئاستها طواعية وترك رئاسة اللجنة لزميل آخر (إيطالى الجنسية) لإستكمال مسيرة عمل اللجنة الإيجابى ... وهو الأمر الذى جعلنى أتذكر صور التكالب على مناصب (رابطة صحافى السيارات المصريين) التى كان لدى رغبة فى إنشاءها منذ عدة سنوات – شريطة أن لا أكون رئيسها ، بل مسئوول الإتصالات المحلية والدولية بها فقط – إلا أن ما رأيته من بعض الزملاء الذين كانوا مرشحين للمشاركة بتأسيسها من تكالب على المناصب من جانب ، ورغبة كل منهم فى تحقيق أكبر منفعة شخصية من تلك الرابطة من جانب آخر .. قد نسف فكرة تأسيسها فى المهد!.
العديد والعديد من الملاحظات التى قد تفرض نفسها على المشهد بمثل هذه الأحداث الدولية ، ولكن هل من متفهم لما وراء الأحداث؟؟.
