رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
د. هايدي عيسى

د. هايدي عيسى

عُمْرَةُ رَمَضانَ... والإقبالُ الفَرِيدُ بَعْدَ التَّحَسُّر

الثلاثاء 09/مايو/2023 - 09:54 ص
طباعة
كلماتٌ غلبني شوقي لأستهلَّ كتابتها في صحن مطاف بيت الله الحرام، ومن أمام الكعبة المشرَّفة، في أواخر رمضان 1444هـ، وقبل طرحها –فضلًا- اسمحوا لي أنْ أُوجز الأجواء التي صاحبت خروج قولي للنور، لأنقل بعدها عين ما أردته.
صحن طواف يَعِجُّ بالطائفين، يُعانقه حالة تأهُّبٍ واستنفار من أفراد الأمن والطاقم الصحي، بل والمتطوعين وغيرهم، كلٌ يقوم بدوره على قدم وساق وحبٍّ غُلِّف بالاشتياق، ومُزج بروحانيات لا مثيل لها، ومع هذه الكثرة لم يكن سهلاً الحصول على ورقة وقلم –خاصة أنَّ الهاتف لن يفي بالغرض- لكن بعدما تعاظمت رغبتي لأعبر عما جاش في صدري، عُدتُ أتساءل أنَّى لي بورقة وقلم في هذه الأجواء؟! ومن أسأل؟ أو حتى أستوقف، بل وكيف؟ 
وبعد فترات متقطِّعة من التفكير غمرني المولى -جل في علاه- بواسع كرمه مُهيِّأ لي الأسباب لأسأل أحد أفراد الأمن المنوط بهم مساعدة الطائفين وتيسير حركة المعتمرين والمصلين والزوار؛ فبعدما توسمت فيه المساعدة، ذهبت إليه بالفعل لأطلب ورقةً وقلمًا، وبعدما دُهِش لثوانٍ! -فمن هذه التي تتفرغ لتكتب شيئًا في هذه الأجواء المشحونة؟ - ذهب هنا وهناك، وسأل هذا وذاك حتى أحضرهما؛
 إنه حسن علي الزهراني، الذي ضرب مثالاً مُصغَّرًا لتعاون قوات الأمن كأحد الأهداف التي خرج حديثي ليُشيد به؛ تآزر متمايز، فلا هو كلمات تُعلَّق أو شعارات تُردَّد (خدمتكم شرف لنا)، بل واقع لُمِس من الغالبية، وإلى حضراتكم التفاصيل وباقي الأهداف.
فبعدَ.. منعٍ فرضته إجراءات احترازية، وتلهفٍ أَجَّجتهُ أشواق إيمانية؛ مَنَّ الله علينا بوفادة أو بالأحرى التحامٍ فذٍّ ضجَّت به باحات بيت الله الحرام وطرقه، أَلَمَّ به القاصي والداني، التحامٌ مُفعمٌ بالرحمات والنفحات مُنقطعة النظير، التحام رصدته العدسات وسُلِّطت عليه الأخبار لما ضمَّه من أحداث تاريخية استثنائية؛
وعليه فبعد.. انفراجِ الأزمة كان واجبًا حتمًا مشاركة الفرحة؛
وبعد قرابة العامين والنصف من مقالتي "وحاج منعته الكورونا قانونًا" كان من الإنصاف إعادة الكتابة لأُعلن بملء الفم لا عن عودة الأجواء بفضل الله كما كانت، بل عودتها أكثر عمقًا، حفظ الله الجميع.
إنه فضل ورحمة مَنَّ الله -جلَّ في علاه- بها على عباده؛ فها هم الملايين شهدوا رمضان هذا العام ببلاد الحرمين الشريفين، جاءوا ليُفرغوا الأشواق والعبرات ويطرحوا الهموم، ومن ورائهم جهود حشود مضنية، منها المجهول ومنها المعلن.
وكأنه تضافر جهود يَرفع راية شعارها... أيُّها المتواجدون في بيت الله الحرام، اعبُدوا ربَّكم في أمان وسكينة ... ويا من تشتاق للمجيء فأهلًا ومرحبًا بك... ودع القلق فإخوانك رجال الأمن، ومعهم الزائرين ممن سبقوك، يسعون من الآن لتهيئة الأوضاع.
وعليه فثمة قوى مُتكاتفة سُخِّرت، وجهود بُذِلت تستحق الإشادة، بذلها رجال الأمن، ومعهم العاملون بالمسجد الحرام، وكأنهم خضعوا لتدريبات تكتيكية مُحنَّكة لآليات وأساليب مُستجدَّة للتعامل أوقاتَ الازدحام، ومتى يُلزَم جانب اللين؟ ومتى تُستخدم الشدة؟ لهدفٍ واحد إكرام وحماية ضيوف الرحمن، مواقف متعدِّدة -يصعب حصرها، منها ما تعرضتُ له بنفسي، ومنها ما رأيته بعيني- غَلب عليها امتصاص غضب الزائرين واحتواء الموقف، وكانت المحصلة ابتهالات صادقة لدعاء إمام الحرمين للمولى -جلَّ في علاه- بأن يُعينهم ويُسدد خطاهم، تقبلها الله عز وجل.
فأيها المشتاق لا تؤجِّل زيارة أو حج بيت الله الحرام طالما سخر الله لك الأسباب؛ ولا تتردد ألبتة في الأخذ بهذه الأسباب، وثق أنت المستفيد، بل المحتاج، وثق أن الإخاء والمصلحة العامة.. سيِّدا الموقف.
فالأجواء مُشجِّعة، والأدواء متوفِّرة، والأهواء مغلوبة، والأنباء سارة، والأحباء منتظرة، والأوباء مبتعِدة. 
شكرًا.. بلاد الحرمين الشريفين.. المملكة العربية السعودية.. حفظك الله.
والحمد لله رب العالمين أنْ مَنَّ علينا بزيارة بيته الحرام.. اللهم لا تحرمنا حج بيتك الحرام وزيارة بلاد الحرمين الشريفين أزمنةً مديدة، وتقبلها منا حتى نلقاك وأنت راضٍ عنَّا.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads