رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

فن وثقافة

ناهد الشريف: «غيبوبة الأوجاع» جعلتها «فريسة» لـ«ذئاب الحياة»

الإثنين 26/أكتوبر/2020 - 04:08 م
صدى العرب
طباعة
أحمد إسماعيل
عندما تتحدث عن الممثلة الراحلة ناهد شريف، فأنت بلا شك أمام ملف شائك ممزوج بـ"الحيرة"، فهى دائماً كانت فى مواجهة نيران الهجوم، وسنجد مَن يتهمها بـ"إشعال الغرائز"، أو "السفالة" إذا كنا نتحدث بواقعية عقول مجتمعنا الشرقى، وستجد من يتهمها بـ"الفجور"، بعد أن ظهرت عارية تماماً فى فيلم "ذئاب لا تأكل اللحم"، و"الكافرة" التى تزوجت من مسيحى، رغم أن الدين الإسلامى ينهى عن ذلك، هل هناك من يزيد الاتهامات؟ "ألا أونا..ألا دو.. ألا ترى".

مبدئياً هناك شريحة كبيرة من رجال مجتمعنا، التى توجه سيل الاتهامات للراحلة ناهد شريف، هم أنفسهم الذين يحبونها كأنثى، بل ويبحثون عن صورها العارية، فى محرك البحث "جوجل"، ولا غرابة فى ذلك، فـ"الرجل الشرقى" بطبيعته متناقض، فـ"زوجته الشريفة" التى تحمل على عاتقها همومه وأزمات الأولاد الطاحنة، يراها كـ"قطعة أثاث" فى منزله، ليس لها مشاعر، هو ذاته الذى لديه استعداد أن يقبّل يد راقصة أو عاهرة، إذا منحته الفرصة للتقرب منها، وربما يبيع كل ما يملك من أجل تلك الفاجرة تحت شعار "بضاعة أتلفها الهوى"، وجسّد العبقرى نجيب محفوظ هذه الحالة فى شخصية "سى السيد" فى ثلاثية "بين القصرين".

وفى مجتمعنا لا تقترن مصطلحات "الفجور" و"العهر" بالرجال، فهم "أحرار" والنساء "عبيد".. هذه آفة مجتمعنا.

هذا هو المجتمع الذى نشأت فيه ناهد شريف التى تعرضت لـ"خريف الظلم" طيلة حياتها، بداية من تحرش زوج أمها بها، ومحاولة اغتصابها أكثر من مرة، فذُبح بداخلها الأمان والاستقرار، ورُسمت الحياة فى أعينها بـ"اللون الأسود"، وكانت بداية أصابتها بـ"نوبات اكتئاب"، فقررت الهروب من عالم زوج أمها "العفن"، وقررت دخول عالم الفن، ربما لا يعرف الكثيرون أنها كانت ترفض فى بداية أعمالها الفنية الظهور فى مشاهد عارية أو مثيرة، حتى تزوجت من المخرج حسين حلمى المهندس، الذى اعتقدت أنه "الحضن" و"الأمان" و"حائط الصد" بينها وبين "الأوجاع"، لكنها اكتشفت أنه يستغل أنوثتها من أجل أعماله الفنية، وأنها مجرد وعاء لـ"شهوته"، لم يمنحها "الاستقرار المنشود"، ما زاد من حالة "الاكتئاب" لديها، فلجأت إلى "المهدئات"، خاصة بعد أن أصبحت مسؤولة عن شقيقتها المصابة بـ"الشلل"، ومن هنا نستطيع أن نقول أن "ناهد" أصبحت مريضة نفسية، وهو أسوأ الأمراض على الإطلاق، فجميع الأمراض تصيب الجسد، إلا هذا المرض الذى ينهش الروح، ويطعن طاقة الإنسان بـ"خنجر مسموم".

حاولت" ناهد" أن تجد "الحب" و"الاحتواء" فى رجل آخر، فتزوجت كمال الشناوى سراً لمدة 6 سنوات، خاصة أن "الشناوى" كان متزوجاً وقتها، لكنه تسبب فى تحويل "الآلام" بداخلها إلى جبال شاهقة، حيث كان يحرضها على العرى فى الأفلام، فلم تشعر بأنها أنثى له فقط، كما أصابها الإحباط، لأنها كانت تعيش مع "نصف رجل" بحكم أن "الشناوى" كان يلتقيها فى شقتهما لساعات قليلة، على أيام متفرقة، فكانت "الوحدة" تنهش بقايا الأمل لديها فى حياة مستقرة، وشجعها "الشناوى" على أدوار الإغراء، وتعرية جسدها إلى أقصى حد ممكن ومسموح به رقابياً، وشاركها بطولة عدد من أفلام الإغراء، ولم تعد تحتمل أن تعيش "نصف حياة" مع "الشناوى"، فقررت الانفصال بعد زواج عرفى استمر قرابة "6 سنوات".

ومن هنا نستطيع الجزم، أننا أمام "مريضة نفسية" بشكل مكتمل، وأصبحت "وجبة شهية" لـ"اليأس" و"الإحباط"، رغم تربّعها على عرش الإغراء بلا منافس، فى تلك الفترة.

وكانت عندما يفيض الكيل بها، تذهب إلى مسقط رأسها الإسكندرية، وترتدى "حجاباً" وثياباً سوداء تغطى كامل جسدها، و"نظارة سوداء" كبيرة، وتجلس على شاطئ البحر، لم تكن تريد أن يعرفها أحد لتقوم بـ"وشوشة أمواج البحر" بأوجاعها.

وكان وقتها المجتمع المصرى متحرراً، وارتداء المايوه البكينى هو السائد فى تلك الفترة، فكانت الثياب التى ترتديها مثيرة للاستغراب على الشاطئ، وذات مرة ذهب إليها رجل "ستّينى" شعر بالتعاطف معها، و"الشفقة" عليها، فربما تستطيع أن تغطى جسدك، لكن تبقى أوجاعك عارية، ومكشوفة للجميع.

الطريف أن الرجل العجوز قال لها: "مالك يا بنتى.. قاعدة حزينة كده ليه.. أنا عندى بنات فى عمرك.. قومى انا هاخلّى بنتى تروح معاكى الشاليه والبسى مايوه من بتوعها.. وانزلى البحر معاهم.. يا بنتى الشرف مش فى إنك تغطى جسمك بالشكل ده".

فابتسمت "ناهد" وقالت له: "أنا أكتر واحدة الناس شافوا جسمها متعرى فى مصر والوطن العربى".

فأصيب "العجوز" بحالة من الذهول، واعتقد أنها مجنونة، وقال: "لا حول ولا قوة إلا بالله.. ربنا يشفيكِ يا بنتي!".

ولم يكن يعلم هذا "العجوز" أنها ناهد شريف، التى يثير اسمها فقط غرائز معظم الرجال.

وبعد "المِحن" التى تعرضت لها فى حياتها، وطعنات الغدر المتتالية، لم تُبقِ "ناهد" على شيء وارتمت فى أحضان المخدرات والكحوليات والمهدئات.

أحياناً... كثرة الآلام تجعلك كأنك تحت تأثير "بنج كلى" تهذى بأفعال لم تكن فى خيالك، وهذا ما دفعها للظهور عارية فى فيلم "ذئاب لا تأكل اللحم"، والزواج مدنياً من رجل مسيحى فى لبنان.

وقالت ناهد شريف فى حوار نادر: "عشت لإسعاد الناس، ولكن لو كان فى يدى الاختيار، لما اخترت أن أسلك ذلك الطريق".

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر