اخبار
ملتقى الجامع الأزهر: استقرار العلاقات الإنسانية يتطلب وجود "سلطة" تحمي الحقوق و"قوة ردع" تحافظ على المقدرات
الإثنين 16/يونيو/2025 - 09:51 ص

طباعة
sada-elarab.com/768030
نظّم الجامع الأزهر الشريف لقاء جديدا من "ملتقى التفسير والإعجاز القرآني" تحت عنوان "الإعجاز العلمي للحديد بين البأس والنفع"، بحضور فضيلة الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين الأسبق، والدكتور مصطفى إبراهيم أستاذ العلوم بجامعة الأزهر، وأدار اللقاء الدكتور مصطفى شيشي مدير إدارة شؤون الأروقة بالجامع الأزهر، حيث ناقش المشاركون دلالات قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ}.
من جهته، أوضح الدكتور العواري، عميد كلية أصول الدين الأسبق، أن التفسير الراجح هو المعنى المجازي للإنزال بمعنى "التهيئة والإنشاء"، مستشهداً بقوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ}، مشدداً على أن القرآن لا يصادم الحقائق العلمية بل يقرها.
وربط العواري بين الحديد ومقوّمات المجتمع السليم، مشيرا إلى أن غياب "الميزان" و"العدل" -المنصوص عليهما في الكتاب الإلهي- يؤدي إلى انهيار المجتمعات، وأن استقرار العلاقات الإنسانية يتطلب وجود سلطة تحمي الحقوق، وهو ما يستدعي "قوة الردع" المتمثلة في الحديد، من أجل تحقيق التوازن الدولي، مستشهداً بقوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ}.
من جانبه، كشف الدكتور مصطفى إبراهيم (الأستاذ بكلية العلوم) عن أن الحديد أكثر العناصر وفرةً في الأرض (32%)، ويتكوّن في ظروف استثنائية (10 ملايين درجة مئوية) غير متوفرة في مجموعتنا الشمسية، كما أنه مسؤول عن المجال المغناطيسي الأرضي الذي يحفظ الحياة، ويُنظّم عمليات حيوية (دورة الماء، الأكسجين، الأوزون)، إضافة إلى أنه عنصر أساسي في بناء الهيموجلوبين والعمليات البيولوجية.
واختتم الملتقى بالتأكيد على تطابق النظرة القرآنية للحديد -كقوةٍ ونفعٍ- مع الحقائق العلمية الحديثة، مؤكداً أن هذا التوافق يُعدّ تجسيداً للإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
أكد الدكتور مصطفى شيشي، مدير إدارة شؤون الأروقة، أن الآية جمعت بين قوتي "البأس الشديد" و"المنافع"، مشيرا إلى اختلاف العلماء التاريخي في تفسير "أنزلنا": فريق رأى فيها "الخلق والتمهيد"، وآخر فسّرها نزولاً حرفياً من السماء.
يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني "يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات من الأستاذ الدكتور/ محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، ود. هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.