محلل سياسي: 128 ألف عامل فلسطيني يعملون داخل إسرائيل

أكد المحلل السياسي الفلسطيني علي وهيب أن 128 ألف عامل فلسطيني تقريبا يعملون داخل إسرائيل، منهم 25 ألف يعملون داخل المستوطنات، وهذا أمر خطير ويدعو للقلق، مشيرا ان هذه الإحصائية تأتي في وقت نواجه فيه المشروع الاستيطاني، وهذا يأتي لان الاقتصاد الفلسطيني غير قادر على خلق فرص عمل لهم.

وقال وهيب في تصريحات له اليوم أن  قطاع غزة يعاني من نسبة بطالة تقدر 41% وكذلك نسبة الفقر التي تصل أكثر من 52%، وأن أكثر من 70% من سكان القطاع يعتاشون على المساعدات، كما أن هناك أكثر من 185 ألف عائلة تتلقى مساعدات شهرية من السلطة سواء بالضفة أو في القطاع.

واوضح أن الأشد خطورة من كل ذلك، أنه في الفئة العمرية ما بين 19- 29  يوجد حوالي 56% من الشباب الفلسطيني، عاطلون عن العمل، ومعظم هؤلاء من خرجي الجامعات، وأن هناك أسر استثمرت كامل مدخراتها لأبنائها كي يتعلموا في الجامعات، وبالنهاية لا يجدون أي فرصة عمل، وان القيادة الفلسطينية ووزارة العمل تحاول خلال الفترة المقبلة تنفيذ برامج لاستيعاب هؤلاء الشباب في سوق العمل بالتعاون مع القطاع الخاص.

وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية قال وهيب، أن المصالحة متوقفة، وبصراحة الشعب مل من هذا الملف الذي دام اكثر من 10 سنوات، والحل الوحيد هو الذهاب إلى صندوق الانتخابات والشعب هو الفيصل في هذا الموضوع، ويجب من حركة حماس حل اللجنة الإدارية المشكلة في غزة، لانه لا يعقل في وقت تبذل جهود كبيرة لإنهاء الانقسام وانهاء الامر الواقع المرير  وحماس تقوم بتعيين وكيل وزارة منذ يومين.

وفيما يتعلق بخصومات رواتب موظفي غزة ، أوضح وهيب  أن الخصومات لا علاقة لها بالأزمة المالية للسلطة، وإنما القضية "سياسية" بحتة، وانه لابد ان تأتي حماس لمظلة الشرعية الفلسطينية، والعمل من أجل وحدة الضفة وغزة والقدس، مشيرا أن الخصومات  بصراحة سببت الكثير من الضيق للمواطنين لما لديهم التزامات واحتياجات ولكن أيضاً نعلم أن الشعب يريد أن ينتهي الوضع القائم المستمر منذ أكثر من عشر سنوات، ويريد المصالحة.

وتطرق المحلل وهيب، حول ملف الكهرباء، قائلا  أن وزارة المالية  تدفع 40 مليون شيكل لتمويل الوقود ومحطة الكهرباء في غزة، وفِي المقابل  تقوم حماس بجباية الفواتير ولا تعيدها للجهة المسؤولة التي مولت كهرباء غزة وهي السلطة الفلسطينية، بل تأخذ هذه الأموال لمصلحتها الحزبية، وهذا الوضع مستمر منذ 2009 .

وحول اتهام الرئيس الأمريكي لحركة حماس بالإرهاب، قال وهيب إنه: عندما يقول العالم كله إن حماس تنظيم إرهابي، نحن نرد بأن حماس مركب رئيسي من الشعب الفلسطيني، نعم هناك خصومة سياسية بيننا وبينهم لكننا نريد أن ننهي هذه الخصومة للأبد، نريد حماس بمنظمة التحرير بيت الشرعية الفلسطينية، لكن بهذا الوضع هي تعزل نفسها وتعرض نفسها لكل الاتهامات.

واوضح، أن هناك عجز في موازنة الخزينة الفلسطينية حيث هناك تراجع كبير في أموال المانحين للخزينة، مبيناً أنه في العام 2016، لم يصل إلى  إلا 60% من الالتزام المالي للدول المانحة.

وفي ملف المفاوضات وإمكانية اجراء حوارات فلسطينية- إسرائيلية مباشرة خلال الفترة المقبلة، أوضح وهيب، أن أية مفاوضات يجب أن تكون على أسس كي تنجح وتصل للمراحل الناجحة، وذلك عبر مرجعية واضحة فلم يكن في السابق بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي أية مرجعيات واضحة، مؤكدا ان أي مفاوضات مقبلة، يجب أن يتوافر إطار زمني، فمن غير المقبول أن تطول المفاوضات دون أية نتائج تذكر، إضافة لوجود وسيط نزيه، وإجراءات بناء ثقة، وكل ما يقوم به الجانب الإسرائيلي هو تدمير أية نوايا حقيقية للسلام، مضيفا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في طور الاستماع، والرئيس محمود عباس شرح له القضية وما يجري على أرض الواقع.

وعن الرعاية العربية للقضية الفلسطينية، قال وهيب أن التكاتف العربي حول فلسطين مستمر وظهر ذلك من خلال تنسيق المواقف العربية وتحديداً زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وزيارة العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين، إلى واشنطن قبيل لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بترامب، فكان هناك اتفاق بأن نذهب جميعاً إلى الولايات المتحدة مجتمعين بذات الرؤى والخطوات حتى نؤكد على ضرورة السير على مبادرة السلام العربية، كحل للصراع العربي- الإسرائيلي، وأنه يجب تطبيق المبادرة العربية من الألف إلى الياء، وليس من الياء إلى الألف.