رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
القبطان محمود المحمود

القبطان محمود المحمود

الحسد والغيرة والصراع الأزلي

السبت 18/مارس/2017 - 11:43 م
طباعة


لا يخلو إنسان من عيب وذلك أمر خلقه الله معنا منذ بدء الخليقة، وحتى قبل الإنسان، فما كان إبليس إلا ملكًا لكنه أخطأ وتمادى في خطئه ولم يستغفر ربه، وكان خطأه نابعًا من حقد على هذا البشر الذي خلقه الله من طين بينما هو المخلوق من نار.. "خلقتني من نار وخلقته من طين"، ولم يفكر حينها أنه يتناقش مع الخالق الذي حدد له مكوناته وأصله.

وكثيرًا ما ينسى الإنسان خلقه وأنه ليس مختلفًا عن أي إنسان آخر، فالجميع عند الخالق سواسية، ووجه الاختلاف الوحيد هو العلم والعمل أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "التقوى"، فعملك وتقربك إلى الخالق وتنفيذ ما أمر به، هو الوظيفة التي خلق من أجلها الإنسان، وليس شيء آخر، ولذلك لا بد أن يكون تركيز كل البشر في الحياة الدنيا، على تحقيق متطلبات الوظيفة كي يستطيع أن يرتقي للمنصب الأعلى والأسمى، أو أن يكون مصيره والعياذ بالله في النار.


الأمر الغريب في حياة البشر أنهم يتناسون مهام وظيفتهم ويعيشون بطرق مختلفة كل بحسب ما يتراءى له، فمنهم من يحقد على إنسان ويكن له الكراهية دون سبب معلوم، قد يكون لمجرد انه أعلى منه مركزًا او مكانة في المجتمع، او لأنه انسان مثابر او ناجح في حياته، وحتى الانسان المحبوب في مجتمعه، مع الأسف الشديد لم يسلم من آفة الحقد والكراهية والاثباتات والأدلة كثيرة.. فالحقد والكراهية من أمراض القلوب، ومصدرهما الحسد والغيرة والمقارنة، كما فعل الشيطان عند خلق آدم، ولهذا كان الحسد والغيرة هما أصل شرور المجتمع وإذا ابتلي الإنسان بهذين الداءين الفتاكين فمن الصعوبة التخلص منهما، لأنهما كالسرطان ينخر في جسم الحاقد حتى ينهش في جسده ويضر نفسه في المقام الأول قبل أن يضر غيره.


وفي مجتمعاتنا الاستهلاكية تجد كثيرًا من السلع تعتمد في ترويجها على سرطان الغيرة والحسد، فالأزياء والموضة تجارة لا تزدهر إلا بالاعتماد على الغيرة ما بين إنسان يلبس أفضل من آخر أو أحدث صيحات الموضة، أو أرقى أنواع الساعات ويركب أحدث أنواع السيارات، وهذا لديه طائرة خاصة، وتلك تمتلك مجموعة من المجوهرات، ولا تمل شركات الموضة والإكسسوارات من تأجيج غريزتي الحسد والغيرة لدى الإنسان، وتجند لهذا الأمر من يسمون نجوم المجتمعات، للإعلان عن مراحل تطور الغيرة والحسد، وتفرد وسائل الإعلام بكافة أنواعها مساحات كبيرة لترويج بضاعة هؤلاء الذين أيضا يدفعون بسخاء لمن يستطيع رفع درجة الغيرة والحسد لدى الإنسان.


أنظر فيما حولك ستجد أن مبيعات تلك الشركات تباع يوميًا وبشكل جنوني وغير معقول، لمجرد فقط الغيرة والحسد، ولأن يصبح الإنسان «مختلفًا» عن أخيه الإنسان، سواء بسيارة حديثة أو بأحدث خطوط الموضة، بل إن الأحدث حاليًا هو ما نشاهده في وسائل التواصل الاجتماعي، لأشخاص يعلنون عما أكلوا وشربوا فيقومون بتصوير طعامهم وشرابهم والتفاخر به، لتتفاعل بعد ذلك الغيرة مع الحسد وينتج منهما حقد وكراهية.


إن ما يحدث في العالم من حروب وصراعات على الموارد ومساحات النفوذ، والتكالب على امتلاك أحدث الأسلحة وأقواها فتكًا، ليس إلا أحد نواتج التفاعل الكيميائي البغيض بين الغيرة والحسد، والذي ينتج عنه حقد وكراهية ثم حرب وموت ودمار، فما كانت حروب المنطقة إلا بسبب محاولة السيطرة والنفوذ، وما خلق الإرهاب والقتل إلا من رحم الحقد والكراهية على أشخاص في مجتمعات.


ولكن ما العلاج؟ وكيف السبيل للخروج من هذه الدوامة.. الإجابة: لا يوجد علاج، ولا أقول إنني صاحب الفكر المستنير الذي استطاع الانتصار على الشيطان وتخلص من شهوات النفس وتعالج من الحسد والغيرة، ولكنه صراع يومي يحدث أن ننتصر فيه لحظة وأن ينتصر علينا الشيطان في أخرى، ومن يستطيع جمع أكبر نقاط هو الفائز، ومن ينتصر على نفسه في مرحلة فقد فاز بنقطة.. وتستمر المبـاراة والمعركة، إلى أن يعلن الحكـم العدل انتهاءها واحتساب النقاط.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads