عربي وعالمي
اليامي يؤكد أهمية ترسيخ ثقافة التسامح وحقوق الإنسان

استضافت الجامعة العربية اليوم الخميس ندوة "التعايش السلمي وحقوق الانسان" وذلك في إطار احتفال لجنة حقوق الإنسان العربية باليوم العربي لحقوق الإنسان والذي يصادف يوم 16 مارس من كل عام وهو اليوم الذي دخل فيه الميثاق العربي لحقوق الإنسان حيز النفاذ في العام 2008 بعد أن تم اقراره في مايو من العام 2004 بالقمة العربية في تونس.
وأكد الدكتور هادي إليامي رئيس لجنة حقوق
الإنسان العربية "لجنة الميثاق"، في كلمته أمام الندوة ، أهمية تلك الندوة
لترسيخ ثقافة التسامح والتآخي وحقوق الإنسان التي كفلها الدين الإسلامي الحنيف ، محذرا
في الوقت ذاته من التداعيات الخطيرة التي خلفتها النزاعات والصراعات التي تشهدها العديد
من دول المنطقة وتفشي ظاهرة الإرهاب التي تهدد استقرار وأمن دول المنطقة .
وشدد "إليامي" على أن التعايش
السلمي يعد ضرورة لإدارة التنوع والتعددية في المجتمعات الإنسانية الحديثة التي أصبحت
أكثر تعقيدا ، كما أنه ضرورة للحفاظ على التماسك الاجتماعي في مواجهة أفكار صراع الحضارات
والثقافات والتعايش وثيق الصلة بالتسامح الذي يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع
الثري لثقافات عالمنا ولأشكال التعبير ويتعزز التعايش السلمي بالمعرفة والانفتاح والاتصال
وحرية الفكر والتعبير والمعتقد وقبول الآخر .
ولفت "إليامي" إلى الضمانات القانونية
التي كفلها الميثاق العربي لحقوق الإنسان لحماية حق الأفراد بالتعايش السلمي والتمتع
بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية المعترف بها عالميا ، مشددا على أنه لا يجوز بأي حال
الاحتجاج بالتسامح لتبرير المساس بهذه القيم
الأساسية وهي ممارسة ينبغي أن يأخذها الأفراد والجماعات والدول.
وأشار "إليامي" إلى أن الميثاق
يوجب على الدول الأطراف أن تتخذ التدابير اللازمة لتأمين المساواة الفعلية في التمتع
بكافة الحقوق والحريات المنصوص عليها في الميثاق وبما يكفل الحماية من التمييز بسبب
العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو المعتقد الديني أو الرأي أو الفكر أو الأصل الوطني
أو الاجتماعي.
ومن جهته،أكد ممثل الأزهر الشريف محيي الدين
عفيفي أمين عام مجمع البحوث الاسلامية ، في ورقة قدمها الأزهر ، إلى الندوة أهمية التواصل
الحضاري والتفاهم بين الشعوب ، لافتا إلى أن تلك الأهداف لن تتحقق إلا بالرغبة في العيش
المشترك والقبول بالتعددية بكل تجلياتها العقائدية والفكرية ، والعمل على إرساء قيم
التسامح وحقوق الإنسان والمروءة الإنسانية .
وتم على هامش الندوة توقيع مذكرة تفاهم
بين لجنة حقوق الإنسان العربية والبرلمان العربي لتعزيز التعاون المشترك.
وتناقش الندوة على مدى يوم واحد عددا من
المحاور بينها التعايش السلمي والمفهوم والإشكاليات والجهود الدولية لتعزيز التعايش
السلمي و"خطة عمل الرباط" بشأن حظر الدعوة إلى الكراهية والتواصل الحضاري
والتفاهم بين الشعوب والتسامح كمدخل لتعزيز التعايش السلمي في مواجهة العنصرية بالإضافة
إلى تجربة دور لجنة حقوق الإنسان العربية في تعزيز التعايش السلمي.