عربي وعالمي
وول ستريت جورنال: ترامب قد يتراجع عن اتفاق أمريكا مع إيران

رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الاختبار الصاروخي الذي أجرته ايران مؤخرا تمنح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سببا جديدا للتراجع عن اتفاق سلفه باراك أوباما مع النظام الإيراني .
وقالت الصحيفة- في مقال للرأي بثته على
موقعها الالكتروني اليوم الاثنين - إن إدارة ترامب ردت على تجربة إيران الصاروخية بفرض
عقوبات جديدة والإدلاء بتصريحات ذات لهجة صارمة .
واستدركت قائلة إن مثل هذه الإجراءات وحدها
لن تثني إيران عن مسارها ولن يكون لها تأثير مادى في عرقلة جهودها المستمرة منذ عقود
طويلة للحصول على أسلحة نووية قابلة للإطلاق .
واعتبرت (وول ستريت جورنال) أن القضية الحقيقية
هي ما إذا كانت الولايات المتحدة ستلغي اتفاقية الرئيس الأمريكي السابق مع إيران من
عدمه، باعتبارها كارثة استراتيجية نجمت عن رؤية أوباما سيئة التقدير للعالم وعدم حنكته
الدبلوماسية .
وأضافت بأن إلغاء الاتفاقية التاريخية من
شأنه التركيز على أن إيران تنتهك بالفعل الاتفاق النووي وأنها تهدف بوضوح إلى مواصلة
سعيها لامتلاك أسلحة نووية بل تعمل مع كوريا الشمالية على نحو وثيق سعيا للحصول على
أسلحة نووية قابلة للإطلاق إلى جانب دعمها للإرهاب الدولي والتصرفات العسكرية الاستفزازية
.
وأضافت أن الهروب من المستنقع الذي خلفته
مفاوضات أوباما من شأنه استعادة قيادة الولايات المتحدة الحازمة والوضوح الأخلاقي وهو
الأمر الذي افتقدته واشنطن عى مدار 8 سنوات .
بيد أن هؤلاء الذين يدعمون اتفاق إيران
إلى جانب حتى العديد من الذي يعارضونه، يعترضون على إلغائه، وبدلا عن ذلك قالوا إنه
يتعين على أمريكا تطبيق شروط الاتفاق "بصرامة" آملة في أن تنسحب إيران منه.
بيد أن الصحيفة قالت إن تطبيق شروط الاتفاق
بصرامة سيكون خطأ لسببين؛ أولهما ان التقديرات الاستراتيجية الخاطئة التي يتضمنها الاتفاق
النووي يعرض الولايات المتحدة وحلفائها للخطر وخاصة "إضفاء شرعية على آيات الله
الممولين الرئيسيين في العالم للارهاب" كما تقول الصحيفة.
وقال الصحيفة إن السبب الثاني هو أن نسبة
نجاح تطبيق الاتفاقية بصرامة من المرجح أن تتشابه مع فرص نجاح تثبيت حلوى جيلاتينية
في الحائط بمسمار، لافتة إلى أن الاتفاق النووي بأكمله لا يعكس عملية مهادنة فقط، بل
يعكس اللغة الضعيفة والمبهمة والمشوشة الي خلفتها دبلوماسية أوباما في العديد من بنود
الاتفاق.
واختتمت "وول ستريت جورنال" مقالها
بالقول إن هذه الإخفاقات في اعداد الاتفاق أدت الى ثغرات ضخمة تستغلها إيران الآن في
تمرير برامجها النووية والصاروخية من خلالها.