عربي وعالمي
كاتب أمريكي: الإرهاب الذي يقوم به مواطنون أمريكيون بالداخل تهديد حقيقي
الأربعاء 01/فبراير/2017 - 12:08 م

طباعة
sada-elarab.com/23289
قال الكاتب الأمريكي آرون ديفيد ميلر ، إن قرار الرئيس ترامب بحظر الهجرة قد أغفل نقطة أساسية وهي أن الإرهاب الذي يقوم به مواطنون أمريكيون هو التهديد الحقيقي.
واستهل ميلر تعليقه في صحيفة (الـوول ستريت جورنال) الامريكية باستبعاد احتمال أن يحقق القرار التنفيذي للحدّ من الهجرة الذي وقعه الرئيس ترامب يوم الجمعة الماضي الهدف المرجو منه والمتمثل في حماية الأمة من دخول إرهابيين أجانب إلى الولايات المتحدة، وذلك في الأساس لأن التهديد الأخطر الذي تواجهه أمريكا يتأتى من إرهابيين نشأوا في الداخل .
ورجح الكاتب أن القرار، إذا لم يتم إلغاؤه أو على الأقل مراجعته فإنه قد يساعد في : تقويض سياسة الولايات المتحدة في مجابهة الإرهاب، وإغضاب حلفاء أمريكا في الخارج ومُسلمي أمريكا في الداخل، كما سيتسبب في غضون ذلك في الإضرار بمصالح الأمة وبقيمها.
وأكد ميلر أن مقتل أي أمريكي في هجوم إرهابي هو أمر خطير يستدعي مراجعة تدابير التحري والفحص وتعزيزها، وفي زمن الإرهاب الجهادي وظهور تنظيم داعش وعودة تنظيم القاعدة – يتعين على الولايات المتحدة أن تبقى متيقظة ، " ولكن، هل القرار تناول التهديد الحقيقي، وبأي ثمن؟" فمنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر لم تقع أية عملية إرهابية خطيرة في الولايات المتحدة على يد أي مهاجر (أو ابن أي مهاجر) من الدول السبع التي شملها قرار الحظر .
وتابع قائلا : - هذا فضلا عن أن القرار أغفل على نحو غريب عددًا من دول نفس المنطقة والتي تزخر تواريخها بأنشطة جهادية ، كما أغفل كلا من باكستان وأفغانستان اللتان احتضنتا الفكر الجهادي لوقت طويل وكانتا ملاذا للرؤوس المدبرة لهجمات إرهابية ضد الغرب... وهل من الضروري تعليق قبول كل اللاجئين بشكل مؤقت، وحظْر المهاجرين من سبع دول مسلمة وتعليق برنامج اللاجئين السوريين لأجل غير مسمى – كل ذلك دونما إعداد مناسب وتهيئة المؤسسات المعنية ؟
ويرى صاحب المقال ، أن قرار الإدارة الجديدة انطلق من فرضية أن تدابير الفحص والتحري عن المهاجرين التي تتبعها الولايات المتحدة هي تدابير معيبة أو غير موجودة من الأساس، وهذه الفرضية تتناقض مع حقيقة عدم وقوع أية هجمة إرهابية ناجحة في الولايات المتحدة على يد تنظيم إرهابي خارجي أو عبر توجيهه منذ عام 2001؛ فضلا عن أنه منذ إقرار قانون اللاجئين عام 1980 بتدابيره المُحْكمة لم تشهد البلاد تورط أي من الأفراد المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة كلاجئين في أي هجوم إرهابي رئيسي خطير.
وأكد ميلر أن القرار التنفيذي يبدو وقد أغفل نقطة أساسية وهي أن التهديد الأساسي للولايات المتحدة لا يبدو أنه قادم من لاجئين جُدُد أو زائرين تم قبولهم مؤخرا بالبلاد، وإنما التحدي الأخطر يأتي من جهاديين وُلدوا ونشأوا في الداخل؛ ومن بين 330 متهما بالتخطيط أو بدعم عمليات إرهابية في الولايات المتحدة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر ثمة أربعة من بين كل خمسة أشخاص هم مواطنون أمريكيون أو بحوزتهم إقامات شرعية دائمة.
ورأى صاحب المقال ، أن القرار قد غادر مهمة التصدي للإرهاب أكثر صعوبة؛ كما أنه قد استدعى نقدا شديدا من جانب الحكومة العراقية التي تعمل قواتها جنبا إلى جنب مع قوات أمريكية ضد مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، كما أثار انتقادات حادة من جانب ساسة عراقيين يهددون الآن بفرض قيود سفر على دخول أمريكيين للعراق.
وربما التداعيات الأخطر من ذلك، بحسب الكاتب، هي أن القرار من شأنه زعزعة استقرار وإغضاب ثلاثة ملايين مسلم أمريكي.
وأكد ميلر أنه "مهما كانت حيلة إدارة الرئيس ترامب في توضيح النوايا، فإن القرار التنفيذي يتم النظر إليه باعتباره عملا تمييزيا قام به متعصب ضد المسلمين، لا سيما وأن ترامب كان قد أظهر بشكل واضح خلال حملته الانتخابية نيته في حظر كل المسلمين من دخول البلاد وعدم التفريق بينهم وبين الإرهابيين".
واختتم الكاتب بالإشارة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي المرتبطة بتنظيم داعش قد استقبلت قرار الحظر بالترحيب معتبرة إياه بمثابة انتصار وبمثابة إعلان يكشف أن الولايات المتحدة في حرب مع الإسلام.