ســـلام كـــــبير للـ (B2B)!؟

عجيب هو أمر سوق السيارات المصرى بالقطاع التجارى والذى يشمل سيارات النقل والشاحنات وكذا الباصات ، علاوة على مصنعى ووكلاء قطع الغيار والصناعات المغذية للسيارات ؟! ، فعند مقارنة أداء العاملين بهذا القطاع الهام سواء أكانوا مصنعيين أو مستوردين .. مع الباقى من أمثالهم بدول العالم ، فسنجد أنهم يغردون وحدهم خارج السرب العالمى بهذا المجال ، ولأكون أكثر وضوحاً فما يعنينى هنا هو علاقة هؤلاء بممثلى الصحافة والإعلام بشكل عام ... والتى نرى أنها بعيدة إلى حد كبير وهو ما نتج عنه ضعف بمستوى الصحافة المتخصصة بهذا القطاع فى مصر بشكل عام – إلا من رحم ربى ممن يجتهدون بإصرار على الإهتمام الإعلامى بهذا المجال حتى ولو على حسابهم الشخصى ، بمقابل دعم معلوماتى ضعيف من ممثلى هذا القطاع بهذا السوق – فى الوقت الذى نرى فيه بالعديد من دول العالم الكثير من المطبوعات والمواقع الأليكترونية المتخصصة بهذا المجال والتى تلقى كافة صور الدعم من العاملين بهذا القطاع الصناعى التجارى الهام.

وعند التعمق قليلاً ، نجد أن القطاع التجارى للسيارات فى السوق المصرى يمثل 30% من حجم سوق السيارات بشكل عام – بحسب تقارير آميك السنوية – وهو ما يعد نسبة غير قليلة ، فى الوقت الذى نرى فيه أنه لا توجد أية صحيفة ، مجلة ، موقع أليكترونى متخصص بالتغطية الصحفية والإعلانية عن هذا القطاع أو حتى برنامج تلفزيونى ؟! ، وهو ما أدى إلى ضعف مستوى إلمام الصحافيين فى مصر والذين تخصصوا بصحافة السيارات (والذى أحصى نفسى منهم) بهذا القطاع الصحفى الهام جداً ، وعند توجيه السؤال للقائمين بالعمل على هذا القطاع عن سبب ذلك فيأتى ردهم التقليدى : (لأن هذا القطاع لا يخاطب المستهلك العادى ولكنه يخاطب المتخصصين ومن ثم فإننا نعمل بنظام B2B أى مخاطبة مباشرة لعملاء القطاع من أصحاب العمل وليس بنظام B2C أى المخاطبة مع المستهلك النهائى العادى)... ولا يمكن الرد على هؤلاء إلا بقول: (أوليس هذا القطاع موجهاً أيضاً للقطاعات التجارية والمتخصصة وليس المستهلك النهائى العادى بكافة دول العالم الأخرى وليس بمصر فقط ، والتى تزخر بالعديد من صور وسائل الإعلام والصحافة المتخصصة بهذا القطاع وأحياناً بشكل تفصيلى غير متوقع ؟!! شأن على سبيل المثل إحدى المجلات التى تخصصت فى إصلاح السيارات ووسائل النقل وأخرى بمعدات الورش ودهانات السيارات .. بخلاف ما هو متخصص بالباصات والشاحنات وحتى السيارات البيك أب بطبيعة الحال).

فإذا كانت مصر تقترب فى تعداد سكانها من 100 مليون نسمة مع ما يحتاجونه بقوة من خدمة من هذا القطاع بشكل شخصى ، بخلاف عدد ضخم جداً من المشروعات التى تعتمد بشكل أساسى على خدمة هذا القطاع ... فما العقبة هنا لظهور صحافة متخصصة بهذا القطاع ومدعومة بوسائل إعلامية متخصصة ؟ نعم إنها ستحتاج للدعم الإعلانى لقيامها وإستمرارها وهو شىء مشروع فى كافة دول العالم وليس (شاذاً) على سوقنا المصرى ؟، أم هى ربما رغبة من هؤلاء العاملين على هذه الصناعة والتجارة فى مصر لإبقاء عملاءهم فى حالة عدم معرفة كافية (يمكن الحصول عليها من صحافة متخصصة) ومن ثم إمكانية التعامل معهم بشكل أسهل تجارياً وبخاصة لغير المتعلمين منهم بدرجة كافية أو لأصحاب الأعمال الصغار، وبالتالى تحقيق مكاسب مادية أكبر نسبياً وخاصة لغير الأمناء منهم فى عملهم؟

إنها قضية غاية فى البساطة ، إلا أنها تزداد تعقيداً بمستوى تعامل هؤلاء مع النشاط الصحفى والإعلامى المتخصص وكذلك الإعلانى بطبيعة الحال. فتحية لكل من إجتهد من الإعلاميين فى إبراز هذا القطاع صحفياً بقدر إستطاعته – حتى وإن حاول البعض منهم تقليد المبادئين فيه بالإهتمام الصحفى بهذا القطاع ... فهو أمر (محمود) – وتحية للبعض القليل جداً من الشركات العاملة بهذا القطاع التى تهتم برفع مستوى إدراك صحافيى السيارات بهذا القطاع ، سواء بمدهم بأحدث المعلومات عن أعمالهم أو بإشراكهم فى مؤتمرات إعلامية متخصصة أو حتى من خلال إرسالهم لرحلات خارجية لزيارة معارض دولية أو مصانع للتعرف على هذا النشاط عن كثب.