فن وثقافة
لأول مرة..العالم يحيي اليوم العالمي للإبداع والابتكار في 21 أبريل
الأحد 15/أبريل/2018 - 10:06 ص

طباعة
sada-elarab.com/92678
لأول مرة.. العالم يحيي اليوم العالمي للإبداع والابتكار ####(WCID) #### في 21 أبريل الحالى، حيث يدعو العالم إلى تبني فكرة أن الابتكار ضروري لتسخير الإمكانات الاقتصادية للأمم، ويمكن أن يوفر الابتكار والإبداع وريادة الأعمال الجماعية زخماً جديداً للنمو الاقتصادي وخلق الوظائف، كما يمكنه توسيع الفرص للجميع، بما في ذلك النساء والشباب؛ ويوفر حلولاً لبعض المشاكل الأكثر إلحاحاً مثل القضاء على الفقر والجوع.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار 284 - 71 في أبريل 2017، باعتبار يوم 21 أبريل اليوم العالمي للإبداع والابتكار، حيث يهدف هذا اليوم للتوعية بدور الإبداع والابتكار في حل المشكلات والامتداد، وفي تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وانضمت أكثر من 80 دولة لدعم القرار.
وتم الاحتفال باليوم الدولي للإبداع والابتكار لأول مرة في أكثر من 50 دولة حول العالم في 21 أبريل 2002، وفي عام 2006 أصبح الاحتفال باليوم الدولي للإبداع والابتكار ####WCID #### أسبوعا من (15 – 21) أبريل لمنح الناس المزيد من الوقت لاستكشاف نقاط متنوعة معاً من الرأي.
لقد أصبح الإبداع والابتكار، على كل من المستوى الفردي والجماعي، الثروة الحقيقية للدول في القرن 21، وفقاً لنتائج الطبعة الخاصة لتقرير الاقتصاد الإبداعي "مسارات التنمية المحلية الآخذة في الاتساع"، والتي شاركت في نشرها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، من خلال مكتب الأمم المتحدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب (UNOSSC) .
ويعتبر الاقتصاد الإبداعي، الذي يشمل المنتجات السمعية والبصرية والتصميم ووسائل الإعلام الجديدة وفنون الآداء والنشر والفنون البصرية، هو قطاع تحويلي للغاية للاقتصاد العالمي من حيث زيادة الدخل وخلق فرص العمل وعائدات التصدير، وتعتبر الثقافة عنصرا أساسيا في التنمية المستدامة وتمثل مصدراً للهوية والابتكار والإبداع للفرد والمجتمع، وفي الوقت نفسه، يتمتع الإبداع والثقافة بقيمة غير مالية كبيرة تسهم في التنمية الاجتماعية الشاملة، وفي الحوار والتفاهم بين الشعوب.
ووفقاً لتقرير اليونسكو حول الثقافة والتنمية المستدامة، يجب أن تكون الصناعات الثقافية والإبداعية جزءاً من استراتيجيات النمو الاقتصادي، هذه الصناعات هي من بين القطاعات الأكثر ديناميكية في الاقتصاد العالمي، وتدر عائدات بقيمة 2.25 مليار دولار، و29.5 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم، وبهذه الروح تسخر البلدان إمكانات المجالات ذات النمو المرتفع في السوق للعائدات الاقتصادية والتخفيف من وطأة الفقر.
ويتسم الابتكار بقدرته على تحسين الحياة كما يقر ذلك الموضوع الذي يدور حوله اليوم العالمي للملكية الفكرية لهذا العام، فالناس في البلدان الصناعية يستفيدون من الابتكار كل يوم، بدءا من أجهزة الكمبيوتر السريعة والهواتف المحمولة ذات القدرات العالية ووسائل النقل الأكثر أمانا والطاقة النظيفة والعلاجات الطبية ذات الجودة العالية وعدد لا يحصى من المنتجات والخدمات الأخرى، وأثبتت الأسواق التجارية والهياكل التحفيزية فعاليتها الكبيرة في نشر الابتكار لتحسين الحياة.
وتمكن البراءات من الحصول على نماذج الأعمال المزدوجة الترخيص فيما يخص التكنولوجيات التي تستخدم في كل من العالم المتقدم والنامي، وبموجب هذه النماذج، يمكن طرح الاختراع بأسعار معقولة قريبة جدا من تكلفة التصنيع في المناطق النامية، في حين يتم طرحها للمستهلكين بأسعار تجارية معيارية في الاقتصادات المتقدمة.
فعلى سبيل المثال تمنح مؤسسة جريت للابتكار العالمي للبحوث والتكنولوجيا والمتوجة عام 2015 تراخيص تكنولوجيا الكرسي المتحرك الصالح لجميع الأرضيات للمصنعين منخفضي التكلفة لاستخدامه في المناطق النامية، بينما تبيع أيضا نسخة للاستخدامات الترفيهية على الطرق الوعرة في الولايات المتحدة حيث ابتكر خريجو الهندسة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية كرسي الحرية لزيادة تنقل الأشخاص ذوى الإعاقة، خاصة على الطرق الوعرة، ويقدر عدد من يحتاجون إلى كراسي متحركة في العالم النامي بحدود 65 مليون شخص ولا تعمل الكراسي المتحركة التقليدية على نحو جيد عندما يتعلق الأمر بالطرق الوعرة وغير المستوية التي توجد عادة في المناطق النامية، وفي هذا الصدد أطلق خريجو الهندسة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومؤسسة جريت الكرسي المتحرك لزيادة تنقل الأشخاص ذوى الإعاقة في جميع أنحاء العالم .
ويستخدم كرسي الحرية ذو العجلات الثلاث الذي يعمل بقوة الرفع الذي اخترعوه نظام نقل الحركة من خلال ذراع الدفع لمساعدة الأشخاص على التحرك فوق الأراضي غير المستوية مثل الأرصفة المهشمة والطرق الترابية والحقول والتلال والأراضي الصخرية وغيرها وهو مكون من الأجزاء المعيارية للدراجات بغرض تيسير إجراء الإصلاحات محليا باستخدام المواد المتاحة، وقد أسس طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بعد تخرجهم مؤسسة جريت لطرح المنتج في السوق، وفي هذا الإطار تُقدم المساعدة إلى المعهد لنقل حقوق براءات الاختراع إلى غريت لإجراء المزيد من التطورات، ووزع هذا الكرسي بالاشتراك مع البنك الدولي والصليب الأحمر وغيرهما في البرازيل وجزيرة الفصح (شيلي) وغواتيمالا وغينيا وهايتي والهند وكينيا ونيبال وجمهورية تنزانيا المتحدة، وهناك نسخة جديدة من الكرسي، تعرف باسم "Freedom Chair"، متاحة الآن في الولايات المتحدة للاستخدام الترفيهي، مما يساعد الأمريكيين على التحرك فوق أرضيات تتعدى الرصيف.
وفي مجال الزراعة، ساهمت مؤسسة جولدن رايس في توفير مجموعة محسنة وراثياً من الأرز، حيث يعد نقص فيتامين أ القاتل الرئيسي للأطفال على الصعيد العالمي، ويحصد حياة 3 ملايين شخص سنويا، ويعتبر أيضا السبب الرئيسي للعمى في مرحلة الطفولة، وتحدث معظم الحالات في آسيا حيث تفتقر المحاصيل الأساسية والأرز الأبيض، التي يتغذى عليها 3.5 مليار شخص يومياً، إلى مصادر فيتامين أ الموجودة عادة في المنتجات الحيوانية والخضروات الورقية، وأنتجت المؤسسة مجموعة محسنة وراثيا من الأرز حيث توفر مصدراً لفيتامين أ للأشخاص المحتاجين، مما يجعلها واحدة من أول الأغذية الحيوية التي تم إثراؤها في العالم.
واخترع الأستاذان "إنغو بوتريكوس" من المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ سويسرا، و"بيتر باير" من جامعة فرايبورغ في ألمانيا هذه التكنولوجيا بعد عقد من البحث، وعملا منذ عام 2000 مع الدكتور "أدريان دوبوك" ومشروع غولدن رايس غير الربحي للتبرع بالأرز إلى المجتمعات الفقيرة الموارد في البلدان النامية، وتطور مؤسسات القطاع العام في بنجلاديش والصين والهند وإندونيسيا والفلبين وفيتنام أصنافا من أرز غولدن رايس، ويتمتع المزارعون من خلال تراخيصهم مع الحكومات الوطنية بحرية الزراعة والغرس والحصاد والبيع محليا وإعادة زرع البذور، ولا توجد تراخيص فيما يخص المزارعين ولا رسوم مفروضة للاستخدام.
أما في مجال الطب، وضعت شركة جيستفيجن الناشئة لوضعها اختبارا تشخيصيا سريعا وبسيطا لمقدمات الارتعاج، وهي مضاعفات للحمل قد تهدد حياة الحامل، لاستخدامها في المناطق النامية، ومقدمات الارتعاج هي مضاعفات للحمل تشكل السبب الرئيسي للوفيات قبل الولادة في صفوف الأمهات والرضع في جميع أنحاء العالم، ويقع ذلك غالبا في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وتعريف مقدمات الارتعاج هو ارتفاع ضغط الدم بعد 20 أسبوعا من الحمل مع ظهور البروتين في البول، ويكون مصحوباً بأعراض منها (انتفاخ نتيجة تجمع السوائل) في اليدين والوجه والرجلين ؛ ظهور بيلة بروتينية، وتكون كمية البروتين في البول لمدة 24 ساعة 300 مغ ؛ وعدم كفاءة عمل الكلى حيث يكون مستوى الكرياتينين في الدم أعلى من 90 ممولا/ل ؛ وارتفاع إنزيمات الكبد في الدم ترانساميناز، أو ألم في الفص الأيمن من الكبد؛ أعراض عصبية مثل اضطرابات في البصر ؛ نقص الصفيحات في الدم ؛ تسمم الدم ؛ انتشار الجلطات داخل الأوعية ؛ نقص نمو الجنين، وأهمية هذا النوع هو إمكانية حدوث نوبات تشنجية للحامل وتسمى هذه الحالة بالارتعاج، ويختفي ارتفاع ضغط الدم خلال 3 شهور بعد الولادة.
وعلى الرغم من أنه يمكن الوقاية من معظم الوفيات، فإن ما يقارب 63 ألف امرأة تموت بسبب مقدمات الارتعاج سنويا، ويمكن تشخيص هذا المرض في البلدان المتقدمة، من خلال زيارات الطبيب المنتظمة والفحوصات المخبرية، مما يمكن من العلاج قبل ظهور الأعراض الخطيرة إن اكتشف في الوقت المناسب، ولكن الأمر يختلف في المناطق النامية، فعدم وجود رعاية منتظمة قبل الولادة يؤدي غالبا إلى عدم تشخيص المشكلة حتى حدوث مضاعفات خطيرة مثل النوبة المرضية أو السكتة الدماغية أو فشل عضو من الأعضاء.
وبهذا وضعت شركة جيستفيجن الناشئة اختبار البول السريع ذي السعر المعقول، حيث يمكن لمقدمي الرعاية استخدامه لتشخيص مقدمات الارتعاج في ظروف منخفضة الموارد، ويكشف الاختبار عن البروتينات غير المشبعة في البول المرتبطة بهذه الحالة المرضية، والتي قد يتم إظهارها من خلال نقطة ملونة مشابهة لاختبار الحمل، ويجري حاليا استخدام مجموعات الاختبار التي وضعتها جيستفيجن في الدراسات السريرية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بنجلاديش والمكسيك وجنوب أفريقيا، في إطار منحة لمعهد البحوث التابع لمستشفى نيشنوايد تشلدرنز والتي قدمت في إطار مبادرة إنقاذ الأرواح عند الولادة، وهي مبادرة تعاونية بين الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، وغيرها، والغرض منها هو البحث عن نهج وقائية وعلاجية رائدة للنساء الحوامل والمواليد في المجتمعات الفقيرة والنائية، فقد تم إجراء البحوث الأولية في جامعة ييل، وبعدها أُنشئت جيستفيجن لمواصلة تطوير هذه التكنولوجيا، وتعمل جيستفيجن حاليا على عملية التصنيع بغرض إنتاج كميات كبيرة من مجموعات العلاج.
ويشير مؤشر الابتكار العالمي لعام 2017، وهو تقرير يشارك في نشره كل من جامعة كورنيل والمعهد الأوروبي لإدارة الأعمال (الإنسياد) والمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) وهي إحدى وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، حيث تحتل سويسرا والسويد وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة صدارة أكثر البلدان ابتكارا، وتتفوق مجموعة من البلدان منها الهند وكينيا وفيتنام على نظيراتها من البلدان المماثلة لها في مستوى التنمية، وتظهر النتائج الرئيسية بروز الهند كمركز ابتكاري ناشئ في آسيا، وارتفاع الأداء الابتكاري المرتبط بالتنمية في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفرصة متاحة لتحسين القدرة الابتكارية في أمريكا اللاتينية والكاريبي.
وكل عام، يستعرض مؤشر الابتكار العالمي نحو 130 اقتصاداً باستخدام عشرات المقاييس، من إيداعات البراءات إلى الإنفاق على التعليم، مما يقدم لصناع القرار نظرة مطلعة على النشاط الابتكاري الذي يحرك باطراد النمو الاقتصادي والاجتماعي، وفي ميزة جديدة لمؤشر الابتكار العالمي، خصص قسم للنظر في "بؤر الاختراع" حول العالم التي تبين أعلى كثافة للمخترعين المدرجين في طلبات البراءات الدولية، ويشير مؤشر الابتكار العالمي 2017 في إصداره العاشر، إلى استمرار الفجوة في القدرة الابتكارية بين البلدان المتقدمة والنامية، ومعدلات النمو الاستثنائية لأنشطة البحث والتطوير على مستوى الحكومات والشركات على السواء.
وقال فرانسس غري المدير العام للويبو إن الابتكار هو محرك النمو الاقتصادي في اقتصاد عالمي يزداد اعتمادا على المعرفة، ولكن المزيد من الاستثمار في الابتكار ضروري لتعزيز الإبداع البشري والإنتاج الاقتصادي، وأضاف "يمكن للابتكار أن يساعد على تحويل الانتعاش الاقتصادي الحالي إلى نمو طويل الأجل".
وكشف تقرير الترتيب العالمي للدول أن سويسرا تتربع عرش التصنيف العالمي للسنة السابعة على التوالي، وتحتل الاقتصادات ذات الدخل المرتفع 24 من أصل أعلى 25 مرتبة، وتبرز الصين كاستثناء في المرتبة 22، وفي عام 2016، أصبحت الصين أول اقتصاد ذي دخل متوسط يحتل مكانة ضمن أعلى 25 مرتبة.
وتبدي مجموعة من الاقتصادات ذات الدخل المتوسط والمنخفض أداء ابتكاريا أفضل بكثير مقارنة بما يمكن توقعه من مستوى تنميتها الحالي: إذ يندرج ما مجموعه 17 اقتصادا ضمن مجموعة "محققي الابتكار"هذا العام، أي بزيادة طفيفة على عام 2016، ومن مجموع تلك الاقتصادات تنتمي 9 اقتصادات إلى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، منها كينيا ورواندا، وتنتمي 3 اقتصادات إلى أوروبا الشرقية وإضافة إلى مراكز الابتكار كالصين واليابان وجمهورية كوريا، تعمل مجموعة من الاقتصادات الآسيوية، كإندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلند والفلبين وفيتنام، بنشاط على تحسين بيئاتها الابتكارية، وتحتل مراتب عالية في عدد من المؤشرات الهامة المتعلقة بالتعليم، والبحث والتطوير، ونمو الإنتاجية، وصادرات التكنولوجيا المتقدمة، وغيرها.
وعلى مدى أكثر من 200 عام، دعمت البراءات التقدم التكنولوجي والاقتصادي في الدول الصناعية، وما دمنا نسعى جاهدين لتعم فوائد التكنولوجيا الحديثة بقية البشرية، فستبقى براءات الاختراع تؤدي دورا أساسيا في إيجاد حلول دائمة. وسيتحقق النجاح بتطبيق مجموعة متنوعة من النهج، بما في ذلك النماذج الجديدة الخاصة بالأعمال التجارية والشراكات بين القطاعين العام والخاص، ويرمي برنامج براءات الاختراع من أجل الإنسانية إلى الاعتراف بالمبتكرين من جميع الأنواع عن طريق الإشادة بمساهماتهم المتنوعة في هدفنا المشترك ألا وهو تحقيق الرخاء في كل ركن من أرجاء المعمورة.