طباعة
sada-elarab.com/770211
في السابع من يوليو، تعود إلى الذاكرة الوطنية واحدة من أبرز ملاحم البطولة في مواجهة قوى الظلام، حين وقفت كتيبة من رجال الصاعقة المصرية، بقيادة الشهيد العقيد أركان حرب أحمد صابر منسي، لتكتب بدمائها الطاهرة ملحمة «البرث»، التي أصبحت أيقونة خالدة في سجل الشرف العسكري.
فجر ذلك اليوم من عام 2017، استهدفت عناصر إرهابية كمين «البرث» جنوب رفح، في محاولة غادرة لبث الفوضى وترويع الآمنين. لكن أبطال الكتيبة 103 صاعقة تصدوا ببسالة للهجوم، وواجهوا موجات التكفيريين حتى آخر طلقة، رافضين التراجع أو الانسحاب. وكانت القيادة الميدانية للشهيد منسي ورفاقه، مثالًا نادرًا في الثبات والانضباط والإقدام.
سقط البطل منسي في قلب الميدان، بعدما قاتل حتى اللحظة الأخيرة، ومعه ارتقى عدد من خيرة جنود وضباط الكتيبة، من بينهم النقيب أحمد الشبراوي، والملازم خالد مغربي “دبابة”، والمجند علي علي، وغيرهم من الشهداء الذين اصطفّوا في ركب العزة والخلود، دفاعًا عن الأرض والعرض.
شكلت «معركة البرث» تحولًا حاسمًا في وعي الشعب المصري تجاه خطر الإرهاب، وكشفت للعالم مدى الجاهزية القتالية التي تتحلى بها القوات المسلحة المصرية، وروح التضحية التي تسكن جنودها في كل موقع.
وفي ذكراهم العطرة، يتجدد العهد مع الشهداء، بأن تظل دماؤهم أمانة في أعناقنا، وأن يستمر البناء على تضحياتهم. كما تؤكد هذه المناسبة أن مصر، التي تواجه الإرهاب نيابة عن العالم، لا تنسى أبناءها الأبرار، وتخلّد بطولاتهم في الضمير الجمعي.
تحية إجلال وإكبار لشهداء معركة البرث، ولجميع شهداء الوطن الذين سقطوا على مدار العقود، دفاعًا عن وحدة التراب الوطني، وسيادة القرار، واستقرار البلاد.
وتبقى رسالة البرث واضحة: أن المصري لا يفرّط، ولا يُكسر، ولا يُخدع، ما دام في أرضه رجال أقسموا أن يعيشوا بكرامة، أو يستشهدوا بشرف.