رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
حملة مكثفة لأعمال مكافحة ناقلات الأمراض على مستوى مدينتي دمنهور وكفر الدوار بالبحيرة لتجنب التلاعب بوزن "الرغيف".. مطالب ببيع الخبز الحر والفينو بـ"الكيلو" سفيرة البحرين : زيارة الملك حمد لمصر تأكيد على التكامل الإستراتيجي ووحدة الصف بين البلدين فوز الأهلي المصري وأهلي بني غازي الليبي.. انتهاء مواجهات اليوم الأول من مباريات مجموعة النيل ضبط 2000 لتر سولار وبنزين تم تجميعهم داخل عهده باطنية غير مرخصة و 500 كجم أسمدة ومبيدات زراعية منتهية الصلاحية بالبحيرة حملات تموينية ورقابية لضبط الأسواق بالبحيرة جوميز يعلن قائمة الزمالك استعدادًا لمواجهة دريمز الغاني بالكونفيدرالية فوز 3 طالبات بكفر الشيخ بمسابقة «مصر في عيون أبنائها» على مستوى الجمهورية منصة موبي تبدأ عرض الفيلم القصير البحر الأحمر يبكي للمخرج فارس الرجوب قطر تعرب عن أسفها البالغ لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة
أحمد المرشد

أحمد المرشد

رسائل محمد بن سلمان بواشنطن لتصحيح أوضاع المنطقة

الجمعة 30/مارس/2018 - 08:17 م
طباعة

لم يكن توعد السعودية لإيران بالرد علي صواريخ الحوثي التي تم اطلاقها علي الرياض في الوقت والمكان المناسبين، أمرا صعبا علي المملكة، في الوقت الذي بلغ فيه إجمالي الصواريخ الحوثية التي استهدفت السعودية  حتى الآن 104 صواريخ. الأمر حقا صعب تخيله، أن تتعرض المدن السعودية لصواريخ من اليمن الذي ساهمت الرياض في انعاش اقتصاده بميزانيات ضخمة حتي حلت به كارثة احتلاله من قبل الحوثيين وسيطرتهم علي العاصمة صنعاء.

دعونا لا نتحدث عن الحوثيين في وقتنا الراهن، فالمشكلة الحقيقية تأتي من إيران، التي للأسف أعلنت قبل أيام علي لسان وزير خارجيتها جواد ظريف أن بلاده قادرة علي ردع أي هجوم قد تتعرض له السعودية، ثم يأتينا الفعل من صاحب من يبادر بتقديم المساعدة، وإن كان غير مطلوب منه أي مساعدة، ولو كانت هناك ثمة مساعدة إيرانية للسعودية أو لدول الخليج هي أن تتركنا في حالنا ولا تتدخل في شؤوننا الداخلية.

لعل الاعتقاد في الصبر السعودي حتي الآن إزاء هذه الصواريخ، هو احتمال اجراء تحقيق دولي في تعرض السعودية المستمر لصواريخ الحوثي، في استهداف يصل الي جرائم الحرب كما وصفتها منظمة العفو الدولية. ناهيك عن أن هذه الهجمات تأتي في إطار نمط تتبعه إيران في توفير الأسلحة المتقدمة للحوثيين، بما يدفع  الصراع في اليمن إلى التمدد نحو الدول المجاورة، الأمر الذي يقوض الجهود الدولية لحل النزاع.

والأمر المؤكد، إنه بإمكان السعودية توجيه ضربات موجعة  لإيران والحوثيين، ولكن الأمر يدل علي أن جريمة الاعتداء الصاروخي الاخير علي السعودية،  تكشف الي أي مدي تشعر إيران في الوقت الراهن بالخطر الحقيقي الذي يستهدفها وأن فرص مناوراتها تتضاءل أمام القوة العسكرية للسعودية وقوات التحالف، خصوصا بعد دخول مكون مهم في المعادلة الدولية ساهم بقدر كبير في التخبط الإيراني، وهذا المكون هو موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من البرنامج النووي الإيراني بعد تغير  المفهوم السياسي الأمريكي في التعامل مع إصرار طهران علي المضي قدما في برنامجها النووي الذي يهدد الاستقرار والسلم في منطقة الشرق الاوسط.

 لعل معظمنا يدرك أن الصواريخ الأخيرة التي تتعرضت لها الرياض لم تكن مفاجأة لأحد، فالجريمة متوقعة رغم فداحتها،  وهذا لأن إيران لم تعد تمتلك أية أوراق دبلوماسية أو سياسية ترجح فرصتها للنجاة علي طاولة المفاوضات المقبلة، في ظل التشدد الأمريكي الجديد الذي يتجه نحو مواجهة علانية مع إيران، خاصة وإن ترامب توعد بالتخلص من الإرث الصعب الذي تركه خلفه باراك أوباما
وبغض النظر عن كل ما سبق، فإن إيران اختارت التوقيت المناسب لها لإطلاق الصورايخ باتجاه العاصمة السعودية، وكان التوقيت بمناسبة زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية، وربما نقول إن هدف التوقيت لاختبار مدي قوة التحالف الإستراتيجي السعودي - الأمريكي الجديد في ظل إدارة ترامب والقيادة السعودية الشابة التي أسست لعلاقات في ثوب جديد مع واشنطن، تعيد الدماء في عروق تلك العلاقات التي أصيبت في مقتل في عهد باراك أوباما الذي سمح بسيطرة إيران علي السياسة العراقية وبسط الهيمنة علي دمشق والتمدد في لبنان واحتلال العاصمة اليمنية صنعاء بدعم المتمردين الحوثيين. فإيران التي ترقص رقصة الموت الأخيرة تسعي لاختبار نتائج زيارة الأمير محمد بن سلمان لواشنطن، ولكن غاب عن صناع القرار سواء في القيادة العليا الدينية بقم أو السياسية بطهران،  أن مثل هذه الألاعيب السياسية لم تعد قادرة علي خداع أحد، فقد عفي عليها الزمن. 

نعود ونؤكد أن الهدف والطريقة والتوقيت  لاطلاق الصواريخ الحوثية الأخيرة علي الرياض،  يكشف للجميع النوايا الإيرانية الشيطانية لتصعيد الأزمات بالمنطقة، فالتوقيت تزامن مع  عودة الدفء في العلاقات بين الرياض وواشنطن وسعي أمريكي لتقليم أظافر إيران في المنطقة في ظل صقور حكومة الحرب التي تحيط بترامب في الوقت الراهن، والنية الأمريكية المشددة بضرورة تعديل الاتفاق النووي. فمن المعروف أن الدفء العائد للعلاقات بين الرياض وواشنطن تسبب في قلق  طهران وانزعاج سياسيها، فالسعودية أكثر الدول التي تعرف مساعي النظام في إيران وأهدافه التوسعية علي حساب استقرار المنطقة.

ويكتشف من يقترب من الداخل الإيراني، عودة التوتر إلى أسواق المال الإيرانية بتسجيل الدولار رقما قياسيا جديدا، وهو مؤشر يدل على تأهب الإيرانيين لخطوة الإدارة الأمريكية المحتملة بالانسحاب من الاتفاق وعودة العقوبات الأمريكية على طهران.. إلا أن هذه التطورات لم تدفع القيادة السياسية الإيرانية علي التراجع أمام التهديدات الأمريكية التي يتهمون السعودية بتأجيجها حتي من قبل زيارة الأمير محمد بن سلمان لواشنطن، فكان صلف طهران المعتاد وخروج التصريحات  الرنانة مثل "أي خلل بالاتفاق النووي سيدفع المجتمع الدولي ثمنه" و "محاولات أمريكا وحلفائها لاحتواء دور إيران الإقليمي مجردآمال خائبة".

أما الأمر الذي يضحكنا بالفعل هو رسائل الحكومة الإيرانية لشعبها في الداخل، والتي تزعم أن إيران ذات تأثير دولي  في مختلف المجالات، من بينها مواجهة التدخل الأجنبي ومكافحة الإرهاب والتطرف ودعم السلام والاستقرار الإقليميين!!.ولكن ثمة ما يشير الي تناقض في المواقف الإيرانية حتي للداخل، فرغم ما ذكرناه توا، خرج المرشد الإيراني علي خامنئي، بتصريحات الأسبوع الماضي تطالب الشعب بتفعيل "سياسة المقاومة" والاعتماد على المنتجات محلية الصنع، وهو ما يعني توافر قناعات قوية داخل القيادة الإيرانية  بقرب نهاية الاتفاق النووي، لا سيما  عقب التغييرات الأخيرة التي شهدتها الإدارة الأمريكية بتعيين مايك بومبيو وزيرا للخارجية بدلا من ريكس تيلرسون، و جون بولتن مستشارا للأمن القومي، والمعروف بمواقفه المتشددة حيال إيران وصاحب فكرة توجيه ضربة عسكرية ضدها لأجهاض مشروعها النووي. كما بلغ التناقض في الموقف الداخلي الإيراني تضارب في قراءة القرارات الأمريكية الأخيرة بشأن تعيين بومبيو وبولتون،  فالخارجية الإيرانية قللت من تأثير التغييرات في إدارة ترامب على الاتفاق النووي، في حين أظهر مسؤولون في مجلس الأمن القومي والبرلمان و الحكومة، خوفا من هذه التعيينات ويرجحون عودة خيار شبح الضربة العسكرية للمنشآت الإيرانية.

اجمالا.. جاء التصعيد الإيراني الأخير حيال السعودية عبر الصواريخ الحوثية ردا علي رسائل الأمير محمد بن سلمان التي وجهها للأمريكيين خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، فأكد أن إيران هي أكبر تحدي يواجه منطقة الشرق الأوسط باعتبارها دولة راعية للإرهاب وتتدخل في شؤون الدول الأخرى وتنتهك القرارات الدولية فيما يتعلق بالصواريخ البالستية. وتوافقت رؤية واشنطن والرياض علي أن إدارة الرئيس دونالد ترمب تؤمن بضرورة كبح جماح إيران ومكافحة التشدد والإرهاب وهو نفس ما تؤمن به المملكة وهو ما يجعل العلاقات الثنائية جيدة ودافئة.. ناهيك عن المساعي السعودية المستمرة ومبادراتها على مدي ثلاثة عقود إلى إيران، فلم تجد سوي الأعمال العدائية مثل اغتيال الدبلوماسيين وتفجير السفارات وهي أمور غير مقبولة، بما يستدعي ضرورة محاسبة إيران..وقد نقل الأمير محمد بن سلمان للأمريكيين دلائل قاطعة علي أن  طهران لا تلتزم بقرارات وميثاق الأمم المتحدة في عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى بصورة سلبية تضر بمصالح هذه الدول وتؤدي إلي زعزعة الاستقرار بها، و أن إيران تقوم بهذه التصرفات منذ اندلاع الثورة الإسلامية  عام ١٩٧٩ عندما قدمت إيران نفسها كقائد لجميع الشيعة في العالم. ومن بين الرسائل السعودية المهمة لواشنطن، يقين المملكة بأن الاتفاق النووي  به الكثير من الشوائب منها عدم تقييده لما يسمي "غروب الشمس" وهو قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم في خلال 8 سنوات من الآن وبالتالي القدرة على صنع قنبلة نووية خلال أسابيع..الأمر الذي يستدعي ضرورة فرض آلية للتفتيش على كافة المناطق العسكرية وغير العسكرية دون أي عوائق. وأبلغت السعودية أمريكا أن عودة العلاقات السعودية مع إيران ترتبط بتغيير إيران لسياستها، لأنه لا يمكن التعامل مع دولة تغتال الدبلوماسيين وتطلق الصواريخ البالستية، وهذه تصرفات دولة لا تريد أن تكون لها علاقات جيدة مع جيرانها. وأخيرا، فإن سعي السعودية  للحصول على سلاح نووي يتوقف علي نجاح إيران في تحقيق الأمر ذاته، وحسب قول السعوديين: " ماذا ستفعل إذا وجدت عدوك يحصل على قنبلة نووية؟، وقد قلنا دوما إننا نريد شرق أوسط خالي من أسلحة الدمار الشامل ولا نريد لأحد الحصول على قنبلة نووية".

قبل الأخير...
ثلاثة أيام رسمت طريق المصريين نحو المستقبل، ثلاثة أيام رسم فيها المصريون أحلامهم المقبلة، ليعيدوا تجديد الثقة في زعيمهم الذي أنقذهم من براثن نظام إرهابي لا يخدم سوي المنتسبين إليه..فكانت أيام انتخابات الرئاسة في مصر حفلا مستمرا..حفلا أقامه المصريون لقائدهم الذي وضع لبنات العصر الحديث لمصر، فكانت النهضة العمرانية والتنمية الاقتصادية الضخمة وعودة مصر لدوائر سياستها الخارجية والعلاقات الدولية المتميزة.
ثلاثة أيام فقط توجه فيها  الشعب المصري الي صناديق الاقتراع لانجاح العرس الديمقراطي، ليقول كلمته ويضع علامة "صح" علي من اختاره بقلبه وعقله بعيدا عن هواه.. فكان الاختيار موفقا لتكتمل حلقة النجاح في مصر، حلقة يشارك  فيها الشعب والقائد، وتكون الخاتمة مصلحة عامة للجميع.

احمد المرشد
كاتب ومحلل سياسي بحريني

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads