منوعات
2025… العام الذي تحوّلت فيه الأتمتة الذكية إلى واقع فعلي في الطيران والأمن والخدمات بالإمارات
الإثنين 24/نوفمبر/2025 - 10:38 ص
طباعة
sada-elarab.com/787719
تشهد دولة الإمارات نقلة نوعية في مسيرة التحول الرقمي مع توسع اعتماد وكلاء الذكاء الاصطناعي داخل العمليات المؤسسية، في خطوة تؤكد ريادتها الإقليمية والعالمية في تبني التقنيات الحديثة. وخلال فعالية FUSION دبي 2025 التي نظّمتها شركة UiPath، استعرضت مؤسسات كبرى مثل الاتحاد للطيران، وشرطة دبي، وموانئ دبي العالمية، وبنك رأس الخيمة الوطني، وإي آند الإمارات، تجارب تشغيلية متقدمة لوكلاء ذكاء اصطناعي قادرين على تحسين الكفاءة وتسريع الخدمات.
ويأتي هذا التطور انسجاماً مع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، التي تهدف إلى تعزيز كفاءة الخدمات الحكومية والاقتصادية عبر توظيف حلول تعتمد على الأتمتة الذكية، وترسيخ مكانة الإمارات كمركز عالمي لتطوير وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.
وأظهرت العروض التنفيذية التي قدّمت خلال الفعالية أن الاعتماد على وكلاء الذكاء الاصطناعي انتقل من مرحلة التجربة إلى التشغيل المؤسسي واسع النطاق، خصوصاً لدى جهات وطنية محورية مثل الاتحاد للطيران، وشرطة دبي، وبنك رأس الخيمة الوطني، وموانئ دبي العالمية، وإي آند (اتصالات والمزيد) الإمارات. وتبرز هذه الحالات قدرة المؤسسات على دمج الوكلاء الذكيين ضمن منظومات العمل اليومية لتسريع الإجراءات وتحسين جودة الخدمات وتقليل الأعباء التشغيلية.
وفي واحد من أبرز الأمثلة الإماراتية، أعلنت الاتحاد للطيران أن 85% من عمليات مركزها الطبي خارج ساعات العمل تتم اليوم عبر وكلاء ذكاء اصطناعي توليدي قادر على التعامل مع البيانات الطبية، وجدولة الحالات، وإدارة الطلبات، بما يسهم في تقليص فترات الانتظار وتحسين زمن الاستجابة. ويعكس هذا التطور الانتقال من أتمتة المهام البسيطة إلى تشغيل منظومات متكاملة تدعمها تقنيات ذكاء اصطناعي قادرة على اتخاذ القرار.
وتزامن ذلك مع استعراض شرطة دبي نماذج تشغيلية لوكلاء ذكاء اصطناعي يُستخدمون داخل العمليات اليومية لتحليل البيانات الميدانية، وتقييم البلاغات، وتسهيل مجموعة من الإجراءات الإدارية، وهو ما ينعكس على رفع كفاءة العمل وتسريع الخدمات الموجهة للجمهور. كما قدّمت موانئ دبي العالمية وبنك رأس الخيمة الوطني تطبيقات مماثلة لوكلاء قادرين على دعم العمليات الخلفية وخدمة العملاء، بما يضمن تدفقاً أسرع للمعاملات وتقليلاً للأخطاء.
وفي كلمته خلال الفعالية، قال آشلي بواغ، الرئيس التنفيذي للعمليات الدولية ونائب الرئيس الأول لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في UiPath:
"تواصل دولة الإمارات ترسيخ موقعها كأحد أبرز أسواق تبنّي الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. وما نشهده اليوم ليس تجارب معزولة، بل انتقال فعلي نحو قدرات تشغيلية تعتمد على وكلاء قادرين على دعم النمو والكفاءة وتحسين تجربة المتعاملين".
ومن جانب إي آند الإمارات، قال إسلام عزب، المدير الأول للذكاء الاصطناعي والأتمتة:
"انطلقت رحلة الأتمتة لدينا من مهام صغيرة، لكن الرؤية كانت واضحة: الوصول إلى منظومة متكاملة يعمل فيها الوكلاء جنباً إلى جنب مع الموظفين. واليوم أصبحت هذه المنظومة واقعاً فعلياً يدعم السرعة والجودة عبر قنواتنا الرقمية".
كما أكد جيمس فيرنس، رئيس التكنولوجيا والتحول الرقمي في الاتحاد للطيران، أن اعتماد وكلاء الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً أساسياً من البنية التشغيلية للشركة، قائلاً:
"بدأنا بخمس عمليات فقط عام 2020، واليوم ندير مئات حالات الاستخدام. التحول لم يعد تجريبياً، بل مؤسسياً".
وتبرز هذه الخطوات الدور المتنامي للإمارات كمركز إقليمي لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، انسجاماً مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031 الرامية إلى تعزيز كفاءة الخدمات الحكومية والاقتصادية عبر توظيف حلول تعتمد على الأتمتة الذكية.
عام 2025 شكّل نقطة تحول محورية في مسيرة الإمارات نحو ترسيخ مكانتها كأحد أبرز أسواق تبني الذكاء الاصطناعي عالمياً، حيث تحولت التجارب إلى قدرات تشغيلية مؤسسية تدعم النمو والكفاءة وتحسن تجربة المتعاملين.
