دمية قطنية صُممت مدمجة بأنظمة الذكاء الاصطناعي، لتكون أداة تعليمية للأطفال وبديلاً للجليسة البشرية، تحولت فجأة إلى أداة خراب لمستقبل البشر أجمع، وذلك بعدما كشف مختبر أمريكي لحماية المستهلك أنها تصدر إجابات خطرة وموجّهة للصغار.
المستخدمون أطلقوا
على الدمية لقب «تشاكي جي بي تي» في إشارة إلى دمية أفلام الرعب المشهورة، وهي بالفعل
أشد شراً من تلك التي عرفناها في الأفلام، فلو نظرنا إلى أبعد من كونها دمية وحاولنا
استشراف مستقبل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، فسنجد أنفسنا وقد
سلمنا أعز ما نملك لعدو مجهول ونحن نبتسم ونفرح ونتفاخر.
نفس القصة أو ما
يشابهها عندما اكتشف مهندس هندي أن مكنسته الذكية كانت تجمع بيانات من منزله وترسلها
إلى الشركة المصنعة دون إذنه، وعندما حاول منع تدفق البيانات، توقفت المكنسة عن العمل
تماماً، وكأن وظيفتها لم تكن التنظيف وإنما التجسس وليس شيء غيره.
ولا أشك أن نسبة
كبيرة من المواطنين في البحرين قد اشتروا تلك المكنسة ويستخدمونها بأريحية، فيما سيأتي
المستقبل لتحل الدمية الشريرة محل المربية، ولنترك أطفالنا ونذهب بعيداً عنهم معتقدين
أن الدنيا بخير والأمور بسيطة.. لا يا إخواني فلربما نكون أكثر شعوب الأرض استهدافاً
من شركات التقنية، وذلك لأسباب كثيرة لعل أبرزها أننا نمتلك ثروات يطمع فيها الاخرون،
وأن منطقتنا تتنازعها صراعات بسبب الطمع في ثرواتها.
وها هي الهواتف تراقبنا
وتطلع على أدق تفاصيل حياتنا اليومية، وتستخدم الكاميرات والميكروفونات فيها لتسجل
كل شيء، والمشكلة أننا نعلم ذلك ولا نستطيع فعل شيء للحفاظ على حياتنا الخاصة التي
باتت اليوم ولا خاصة ولا شي. ولقد كان هناك حديث قبل أيام لرئيس جهاز الموساد الإسرائيلي
الأسبق يوسي كوهين عن قيام إسرائيل بزرع أجهزة مفخخة ومعدّلة للتجسس في عدد من الدول
حول العالم، وهو الذي يعد من أخطر التصريحات المرعبة التي تحتاج لوقفة وتدبر وإدراك
لما يمكن أن يحدث – ليس معنا فقط – ولكن في أي مكان في العالم.
دعونا نجلس ونفكر
لبعض الوقت في كم التكنولوجيا التي نستخدمها دون إدراك مخاطرها، فجميعنا يحب التكنولوجيا
وينبهر بها، وكثير منا يلهث وراء أحدث التقنيات ليضيفها إلى بيته، أو يضع بين يدي أطفاله
أدوات تصنف ضمن وسائل التعليم والترفيه.. والإلهاء لحين إنهاء أعمالنا، لكن التكلفة
التي سندفعها بعد حين ستكون مرعبة، ولن نتمكن من العودة، لأنه طريق مشابه لمسار مدمني
المخدرات، ولأن الإنسان يحب أن يرى زمن الطيبين لكنه لا يريد أن يعود إليه، وأذكر هنا
مقولة ساخرة لأحد الأشخاص الذي قال: لا أعرف كيف قضيت 9 أشهر في بطن أمي دون «واي فاي»!
وأنا أقول: الله المستعان.
















