طباعة
sada-elarab.com/787688
اليوم، أثناء مروري بأحد شوارع الهرم وفيصل، صادفت طفلًا لا يتجاوز عمره الثالثة عشرة يقود «توك توك» وسط الزحام. هذا المشهد، رغم تكراره، يطرح سؤالًا مؤلمًا: كيف وصل بنا الحال إلى أن يصبح طفل في هذا العمر مسؤولًا عن وسيلة نقل بدلًا من أن يكون في مدرسة يتعلّم أو في ورشة يتدرّب؟
هذا المثال ليس مجرد واقعة عابرة، بل هو دليل واضح على خلل حقيقي في منظومة الإدارة التعليمية، وخاصة في التعليم الفني. فوجود أطفال في سوق العمل بهذه الصورة يعكس فشلًا في جذب الطلاب للتعليم الفني، وفشلًا أكبر في إقناع المجتمع بأهميته.
أهمية التعليم الفني لتقدّم الدول
التعليم الفني ليس تعليمًا “درجة ثانية” كما يظنه البعض، بل هو الأساس الذي تقوم عليه نهضة الدول الصناعية.
دول مثل ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية بُنيت قوتها على:
• نظام قوي لتدريب الحرفيين والفنيين.
• ربط المدارس الفنية بالمصانع وسوق العمل.
• تحويل التعليم الفني من “خيار اضطراري” إلى “محرك اقتصادي”.
هذه الدول لم تتقدّم بالكلام، بل بالعمل، وباحترام المهن الفنية، وبإعداد جيل قادر على الإنتاج والتطوير.
لماذا يجب أن نهتم بالتعليم الفني؟
1. لأنه يقدّم فرص عمل حقيقية للشباب.
2. لأنه يُسهم في حل أزمة البطالة بطريقة فعّالة.
3. لأنه يدعم الصناعة المحلية ويقلّل الاعتماد على العمالة الأجنبية.
4. لأنه يُنشئ جيلاً من الحرفيين المدربين بدلًا من دفع الأطفال للعمل بعشوائية وبدون حماية.
الحل: من رؤية إلى تطبيق
من الضروري أن تتحرك الدولة والمجتمع معًا لتحويل التعليم الفني إلى مسار جاذب ومفيد، وذلك من خلال:
• تطوير المناهج وربطها بالتكنولوجيا الحديثة.
• الشراكة بين المدارس والمصانع وورش الإنتاج.
• تحويل المشروعات الفنية إلى مشروعات قومية قادرة على تدريب وتشغيل الشباب.
• منع عمالة الأطفال وتطبيق القانون بصرامة.
محمد النجار
شعبة حقوق إنجليزي
