عربي وعالمي
سفير الشباب العربي : أزمة الوعي تهدد بعض المجتمعات النامية
الثلاثاء 28/أكتوبر/2025 - 12:08 م
طباعة
sada-elarab.com/784116
اكد سفير الشباب العربي الكاتب السعودى محمد الهاحري ان أزمة الوعي في بعض المجتمعات النامية هى أزمة فكرية عميقة تعصف ببعض المجتمعات النامية، مؤكداً أن الفوضى الفكرية لم تعد هامشية، بل أصبحت ظاهرة ثقافية يمكن أن تتجاوز حدود التأثير الفردي إلى تهديد بنية الوعي الجمعي والهويّة الثقافية.
وأوضح الهاجري فى تصريح له أن هذه الأزمة ناتجة عن فجوة واسعة بين حجم المعلومات المتاحة وسطحية الوعي في التعامل معها، حيث أدى غياب التفكير النقدي إلى استهلاك المعرفة دون إدراك منهجي أو قدرة على التحليل والتخطيط.
وأشار الكاتب الهاجري إلى أن ضعف الاستعداد الفكري والمؤسسي لمواجهة تحديات العصر جعل بعض الدول تتعامل مع التحولات بعفوية، بدل أن تُبنى على رؤية استراتيجية تعزز الوعي وترفع مستوى الفهم. وأضاف أن غياب المنهج العلمي في التفكير أفرز أنماطاً من السلوك والانغلاق والتطرف، فالعقول غير المدربة تصبح أرضاً خصبة للأفكار المتطرفة والشعارات الفارغة.
وفي تحليله لمفهوم الاستشراف، أوضح الهاجري أن الاستشراف ليس ضرباً من التنبؤ، بل علم يقوم على تحليل المعطيات واستكشاف الاتجاهات قبل وقوعها، مؤكداً أن هذا العلم لم يعد خياراً معرفياً، بل ضرورة حضارية لمواكبة الواقع المتسارع الذي يعيشه العالم اليوم.
وتطرّق الكاتب إلى أن التحولات المتسارعة عالمياً فرضت على المجتمعات المتقدمة مراكز بحث وتفكير استشرافي، بينما لا تزال بعض المجتمعات النامية غارقة في ردود فعل آنية، وتكتفي بالمعالجة الوقتية دون رؤية بعيدة المدى.
وأضاف الهاجري أن التطرف لا يُواجه بالعقاب فقط، بل بالتفكير والتعليم والتنوير، موضحاً أن الذين لا يتعلمون كيف يفكرون لن يستطيعوا مواجهة التيارات الفكرية المنغلقة أو الفوضى الثقافية التي تضعف روح المجتمعات.
وشدّد الهاجري على أن حماية الفكر لم تعد شعاراً ثقافياً، بل مشروعاً استراتيجياً لحماية الهوية وصناعة المستقبل، داعياً إلى تفعيل دور المؤسسات التعليمية والإعلامية في بناء وعي مستدام قادر على قراءة المتغيرات والتعامل معها بعمق ومسؤولية.
وأكد الهاجري أن المجتمعات التي لا تملك مشروعاً فكرياً واضحاً ستظل تستهلك منتجات الآخرين دون أن تُسهم في صناعة الوعي أو المعرفة، مشيراً إلى أن التنمية الحقيقية تبدأ من تنمية العقول، لا من مظاهر التقدم السطحية.















