اخبار
لواء المدرعات محيي الدين صادق: الذخيرة والوقود كانا قلب المعركة في أكتوبر
الأربعاء 01/أكتوبر/2025 - 10:44 ص

طباعة
sada-elarab.com/780399
في ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، نستعيد شهادات رجال صنعوا النصر من مواقع قد لا يراها الجمهور في الصفوف الأمامية لكنها كانت عصب المعركة. في هذا الحوار، يفتح اللواء محيي الدين مصطفى صادق – أحد ضباط الفرقة 21 مدرعات – قلبه ليحكي تفاصيل دوره ومسؤولياته في تأمين دبابات القتال بالذخيرة والوقود والزيوت، وكيف كان هذا العمل الإداري الظاهري في الواقع «قلب المعركة» الذي ضَمِن استمرار القتال بلا توقف تحت القصف.
سيادة اللواء، كيف تصف دوركم في الفرقة 21 مدرعات أثناء حرب أكتوبر؟
كنت حينها ضابطًا مسؤولًا عن إمداد دباباتنا بالذخيرة والزيوت والوقود. قد يراه البعض عملًا إداريًا لكنه كان قلب المعركة؛ فالدبابة بلا وقود أو ذخيرة تصبح هدفًا سهلًا. كنا نتحرك ليلًا ونهارًا تحت القصف لنؤمّن استمرار المعركة بلا توقف.
ما أبرز المواقف التي لا تنساها في هذا الإطار؟
أتذكر ليلة 8 أكتوبر ونحن في طريقنا لدعم اللواء 14 المدرع قبل معركة الطالية. كانت السماء تمطر قذائف، والعدو يحاول شن هجوم مضاد، لكننا نجحنا رغم كل المخاطر في توصيل الذخيرة والوقود في الوقت المناسب. كانت هذه الدقائق الفاصلة تعني استمرار الدبابات في القتال.
كيف تصف أداء اللواء 14 المدرع خلال الحرب؟
اللواء 14 كان نموذجًا للبطولة والانضباط. بقيادة اللواء عادل سليمان ذكي تصدى لهجمات العدو شرق القناة، وثبّت رؤوس الكباري وأفشل الهجوم المعاكس يومي 8 و9 أكتوبر. كان القائد في الصفوف الأمامية يوجه بنفسه ويضرب المثل للضباط والجنود.
وماذا عن معركة الطالية يوم 9 أكتوبر؟
كانت امتحانًا حقيقيًا لقدرة قواتنا المدرعة على المناورة تحت ضغط شديد. تحركت وحدات الفرقة 21 لاستعادة مواقع حيوية ومنع تقدم العدو رغم كثافة نيرانه. أثبتت المعركة أن التدريب الجاد والعقيدة القتالية هما سر النصر وليسا مجرد العتاد.
ما تقييمك لدور اللواء محمد فؤاد والعميد العرابي في تلك الفترة؟
اللواء محمد فؤاد كان ضابط تنسيق متميزًا بين ألوية المدرعات والمشاة، وكان دائم الحرص على رفع الروح المعنوية. أما العميد العرابي، قائد الفرقة 21 آنذاك، فكان رجلًا حازمًا شجاعًا يقف بنفسه على خطوط النار ويصدر قراراته بسرعة وجرأة.
حدثنا عن معركة جبل الطاسة ودور الفرقة 21 فيها.
جبل الطاسة كان هدفًا استراتيجيًا؛ السيطرة عليه تعني السيطرة على محاور العدو. دارت معارك عنيفة حوله، وتمكنت الفرقة 21 من تأمينه ومنع العدو من إعادة احتلاله رغم التضحيات الجسيمة. كان ذلك أحد مفاتيح الصمود على الجبهة.
ما الرسالة التي توجهها للأجيال الجديدة؟
نصر أكتوبر لم يكن وليد صدفة، بل ثمرة تخطيط وتضحيات رجال لم يعرفوا المستحيل. على شبابنا أن يدرك قيمة ما تحقق ويغرس في نفسه روح الانتماء والوعي الاستراتيجي بقيمة الوطن.
بهذه الكلمات يختتم اللواء محيي الدين مصطفى صادق شهادته عن دور «الجنود المجهولين» في خطوط الإمداد، مؤكّدًا أن النصر لم يكن فقط على أرض المعركة، بل في كل يد امتدت لتأمين مقومات القتال. شهادته تضيء جانبًا مهمًا من حرب أكتوبر المجيدة، حيث صنع رجال المدرعات بعرقهم وإصرارهم النصر الذي نفتخر به اليوم.