طباعة
sada-elarab.com/790776
إن يوم الشرطة البحرينية يذكّرنا بتلك الجهود التي تبذل من قبل وزارة الداخلية البحرينية وجهد معالي الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية في مواكبة الشرطة البحرينية للمستجدات الدولية الراهنة، ونفتخر بتلك الجهود الشاملة للعديد من الإنجازات الرائدة التي تقوم بها شرطة مملكة البحرين حفاظًا على الأمن والأمان والاستقرار.
ومع تشعب المسؤوليات إلا أن الجهود التي تبذل محل تقدير واهتمام من قبل المواطن، والتعاون الذي نلمسه دليل على الثقة الراسخة التي تضطلع بها وزارة الداخلية تحقيقًا للأمن والاستقرار ومواكبة الأحداث في أفرع وزارة الداخلية المتعددة، كما أن تعاون مجلس النواب ومجلس الشورى في سنِّ التشريعات التي تتقدم بها وزارة الداخلية تؤكد على ضرورة التكاتف بين السلطات التنفيذية والتشريعية لما فيه الخير للوطن الذي ننعم فيه بالأمن والأمان، في ظل الرعاية الكريمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
إن الاحتفال بيوم الشرطة البحرينية يؤكد ما وصلت إليه وزارة الداخلية من تطور حضاري جعل المواطن يشعر بأهمية التعاون مع أجهزة وزارة الداخلية المتعددة، والتي تواكب التطورات والتقنية الحديثة، وما يتلقاه المنتسبون لوزارة الداخلية من تدريب وتأهيل يتماشى مع تطورات العصر المتعددة.
مبروك لشرطتنا هذا اليوم والاحتفال بإنجازاتهم المتعددة، وفق الله الجميع للخير.
تعود بي الذاكرة إلى تلك الأيام ونحن ما زلنا في مقتبل العمر ونشعر بأن الشرطة ومراكزها في المدن والقرى تقوم بدور إيجابي في إشاعة الأمن والاستقرار، وكنا نلجأ للشرطة في كل الأمور التي يصعب أحيانًا حلها بالطرق الودية، ونشعر بأن الحل والعقد عند مركز الشرطة الذين يرحبون بكل شكوى ترد إليهم، ويسعون جاهدين للحل وبما يرضي الأطراف جميعًا... كان ضباط الشرطة عندنا مؤهلين، رحم الله من انتقل إلى الرفيق الأعلى وظلت ذكراهم ومآثرهم راسخة في الأذهان، فهم رمز العطاء الوطني، والله يعطي من يعيشون بيننا الصحة والعافية.
كنا في قرية البديع نشعر بأن الشرطة هم صمام الأمان، ونعرف كل فرد منهم وهم يعرفون كل أسرة وأفرادها، كنا كل صباح نقف بانتظار الباص الخشبي الذي ينقلنا من البديع إلى مدارسنا الإعدادية والثانوية بالمنامة، وكان ملتقانا عند مركز شرطة البديع، وكان أفراد الشرطة يرحبون بنا ويسألون عن كل من تخلف عن ركوب الباص عسى المانع خيرًا، وكذلك عند عودتنا من المدارس كان مركز الشرطة هو نقطة الوصول متجهين إلى منازلنا، وكذلك كان أهلنا عندما يريدون الذهاب إلى سوق المنامة أو المحرق كان مركز الشرطة هو نقطة الالتقاء حيث تمر الباصات أو التكسيات التي تنقل الركاب إلى الأسواق البعيدة، كذلك كنا نرى كوكبة الخيالة وهم يطوفون يوميًا على القرى ابتداءً من البديع والسواحل والقرى المجاورة، وكان المنظر مهيبًا، يشعرك بأهمية أن يكون الأمن موجودًا في كل مكان وباستخدام مختلف الطرق المؤدية إلى إشاعة الأمن والاستقرار.
كذلك وجدت الدور الإيجابي للشرطة ومركز الشرطة في مدينة الحد، وكان هذا المركز يخدم الحد وقلالي وسماهيج والدير والقرى الأخرى، ومختلف المرافق كالأسواق والمزارع والمدارس.
التحق بخدمة الشرطة والأمن عدد كبير من رجالات البحرين، وكانوا ولا يزالون قدوة للخدمة الوطنية الواجبة.
كان الأهالي في كل مدن وقرى البحرين يشعرون بالأمان وهم يرون الشرطة في كل مكان وفي الظروف والمناسبات التي تتطلب منهم الحضور، وكان الضباط يشعرون أن من واجبهم مساعدة الآخرين ولو كان ذلك خارج الدوام الرسمي؛ فهم من هذا المجتمع وإليه، وأن الواجب يحتم عليهم تقديم الخدمات.
أتذكر موقفًا ما زلت أكرره على مسامع الأهل والزملاء، ففي أحد الأيام من أيام البديع طرق باب بيتنا أحد أفراد الشرطة، فاستقبله الوالد وقال الشرطي: هل الولد خليل موجود؟ فقال له: نعم، وناداني الوالد، فقال: هل تجاوزت حدودك؟! فقلت للوالد يرحمه الله: أبدًا يا والدي. وخرجت إلى الشرطي فقلت له: آمر سيدي، فقال: لك تليفون من دولة الكويت في مركز الشرطة!! ولم توجد وقتها هواتف منزلية في قريتنا، وذهبت إلى مركز الشرطة وإذا بخالي يرحمه الله من الكويت يستفسر عن موعد مجيئنا إلى دولة الكويت ليطمئن علينا... فشكرت مركز شرطة البديع وآمرهم على هذا التقدير للمواطنين، وتقديم الخدمات اللازمة، وإن كان ذلك بعيدًا عن مسؤولياتهم المباشرة المكلفين بها.
نحن اليوم نشعر بالامتنان للشرطة الساهرين على أمن وأمان الوطن، وكذلك على كل ما يساعد المواطن على العيش باستقرار، ومع تشعب الحياة وتتعدد مشاكلها تظل الشرطة ورجال الأمن صمام الأمان لكل من يعيش على هذا الوطن الغالي مملكة البحرين.
هنيئًا لشرطة البحرين بيومهم تقديرًا للعطاء والبذل متزامنًا مع العيد الوطني المجيد وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه... وتحية لمعالي وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وجميع إدارات وأقسام ومنتسبي وزارة الداخلية، وكل عام والجميع بخير ووطننا في أمن واستقرار وأمان.
وعلى الخير والمحبة نلتقي..
