اخبار
اللواء سمير عزيز: «جيش مصر اليوم يستكمل مسيرة أكتوبر بروح جديدة وتكنولوجيا متقدمة»
الأربعاء 01/أكتوبر/2025 - 09:29 ص

طباعة
sada-elarab.com/780395
في أجواء الاحتفال بالذكرى الـ52 لانتصارات أكتوبر المجيدة، التي أعادت لمصر والأمة العربية عزتها وكرامتها ورسخت ثقة الشعب في جيشه، أجرت (اسم الجريدة) حوارًا خاصًا مع اللواء سمير عزيز – الخبير العسكري وأحد ضباط القوات المسلحة المشاركين في الحرب – للحديث عن ذكرياته في المعركة وأهم الدروس المستفادة منها، ورؤيته لتطوير القوات المسلحة ورسائله إلى شباب مصر والأجيال الجديدة.
كيف تستقبلون الذكرى الـ52 لانتصارات أكتوبر المجيدة، وأنتم من المشاركين فيها؟
أشعر بالفخر في كل عام، وكأنني أعيش هذه اللحظات من جديد. حرب أكتوبر لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل كانت ملحمة وطنية شارك فيها الشعب كله وليس الجيش فقط؛ بدءًا من الجندي المقاتل حتى العامل في المصنع والفلاح في الحقل. النصر كان ثمرة تضحيات جسام وإرادة صلبة لا تلين، وإيمان راسخ بعدالة قضيتنا.
ما أبرز المشاهد أو المواقف التي لا تنساها خلال مشاركتكم في الحرب؟
لن أنسى أبدًا لحظة عبور القناة ورفع علم مصر على الضفة الشرقية، ورؤية زملائي يقاتلون ببسالة رغم كل الصعاب ونقص الإمكانات. كانت لحظة تاريخية كتبت بأحرف من نور ودماء الشهداء. كما أتذكر مشاهد التعاون بين الجنود والمهندسين في بناء الكباري وتخطي الساتر الترابي، وهو ما يعكس عبقرية التخطيط المصري.
كيف جرى الإعداد لحرب أكتوبر على المستويين العسكري والنفسي؟
الإعداد كان دقيقًا وشاملًا وطويل الأمد. تدريبات مكثفة على العبور والهجوم، وخطط خداع إستراتيجي وتكتيكي، إلى جانب تدريبات ميدانية تحاكي الواقع. وعلى المستوى النفسي، زرعت القيادة فينا الثقة بالنصر وروح الفداء للوطن، وغُرست فينا عقيدة أن الدفاع عن الأرض شرف لا يعلوه شرف.
برأيكم، ما أهم الدروس التي يجب أن نستفيد منها اليوم من انتصارات أكتوبر؟
أن الإرادة والتخطيط العلمي يصنعان النصر مهما كان العدو قويًا، وأن تلاحم الشعب والجيش سر النجاح. كذلك أثبتت الحرب أن الشباب هو القوة الحقيقية لأي معركة، وأن التضحية من أجل الوطن ليست كلمات بل أفعال وجهد وصبر.
كيف ترون التطوير الحالي للقوات المسلحة المصرية في ضوء خبرات أكتوبر؟
الجيش المصري اليوم يعيش عصرًا جديدًا من التحديث في التسليح والتدريب والتكنولوجيا، وهو امتداد لروح أكتوبر. رأينا مؤخرًا إدخال نظم تسليح متطورة، وتطوير الكليات والمعاهد العسكرية، والاعتماد على العلوم الحديثة في التخطيط والقيادة والسيطرة، ما يجعل جيشنا أكثر قدرة على حماية الأمن القومي ومواجهة التحديات.
ما رسالتكم للشباب المصري في هذه المناسبة العظيمة؟
أنتم أمل الوطن. بالعلم والعمل والانضباط وحب مصر تستطيعون استكمال ما بدأه جيل أكتوبر. كل واحد منكم جندي في موقعه، كما كنا نحن بالأمس على الجبهة. الوطن لا يبنى إلا بسواعد أبنائه المخلصين في كل المجالات العلمية والعملية.
كيف تقيّمون دور الإعلام في إحياء ذكرى أكتوبر ونقل بطولاته للأجيال الجديدة؟
الإعلام له دور كبير في توثيق بطولات أكتوبر ونقلها بصدق للأجيال الجديدة. يجب أن نظهر التضحيات والبطولات ونغرس في الشباب روح الانتماء والولاء، مع استخدام أساليب حديثة تجذبهم مثل الأفلام الوثائقية والبرامج التفاعلية والشهادات الحية للأبطال.
كلمة أخيرة في هذه المناسبة؟
أدعو الله أن يحفظ مصر وجيشها وشعبها، وأن يرحم شهداءنا الأبرار. نصر أكتوبر سيظل علامة مضيئة في تاريخنا ودليلاً على أن مصر لا تُهزم إذا اتحدت إرادة أبنائها. وأؤكد أن روح أكتوبر ستظل باقية في وجدان المصريين، وأن الجيش المصري سيبقى دائمًا الدرع الواقي للوطن وسيفه المشرع في وجه أي خطر.