طباعة
sada-elarab.com/779454
عبارة ورد معناها في الأثر «وهو قول مشهور على الألسنة، ولكن معناها صحيح، ويؤيدها ما ورد في القرآن الكريم وما ثبت من أحاديث شريفة».
فما أحوجنا اليوم إلى أن نكون قريبين من بعضنا بعضًا؛ فالتحديات عديدة والأخطار محدقة، وتعاوننا مطلوب مع الصراحة والمكاشفة وتبادل المنافع، ومن أهمها المعلومات النافعة والمواقف المؤيدة لبعضنا بعضًا، نملك الإرادة ونملك الإمكانات، ونملك القدرات البشرية والمالية والمعرفية، وعلينا أن نستثمر ذلك بما يفيد وينفع لنا ولأجيالنا ومن يأتي بعدنا، فقد لمسنا من قرب الأحداث التي لم ترد لنا ولأوطاننا خيرًا، بل عملت على تقويض إمكاناتنا وقدراتنا وتدمير كل ما أنجزناه من خير لأوطاننا ومواطنينا إلا من رحم الله، وعليه - سبحانه وتعالى - نتوكل مع البذل والعطاء والرؤية المستقبلية التي ينشدها لنا أولوا الأمر، ويسهرون على راحتنا وتوفير سُبل العيش الكريم لنا ولأجيال تأتي بعدنا.
نفرح كثيرًا بهذه الاستثمارات التي تقام وتشيد في مختلف أقطارنا العربية، وحتى فيما شهدته غزة من اعتداء آثم وتدمير للبنية التحتية، إضافة إلى التجويع والقتل العمد للرجال والنساء والأطفال وتدمير كل ما تم إنجازه، وإذا الدعوات تأتي من مختلف أقطار وطننا العربي والإسلامي بضرورة إعمار غزة ووقف آلة الدمار.
كانت النظرة السابقة لأساطين الاستثمار أن الاستثمار في بلدان متقدمة فيه ضمان وأمن تنفذه الحكومات والقطاع الخاص وبالذات البنوك الدولية، وإذا بنا نكتشف فيما بعد وبما مرت علينا من ظروف أن الاستثمار في غير بلادنا غير مأمون، وشواهد ذلك كثيرة وواضحة، وبات يدركها القاصي والداني. وخبراء المال والاقتصاد في بلادنا العربية يدركون ذلك جيدًا، فنحن يجب أن نستفيد من التجارب والشواهد الواقعية، ونحمي أموالنا واستثماراتنا من عبث العابثين وتهديد المهددين.
فالاستثمار في وطننا العربي والاستفادة من الإمكانات التي تفتحها الدول الراغبة في الاستثمار مطلوب منا تشجيعه ودعمه والوقوف مع بلادنا العربية من أجل النهوض باقتصادنا وإمكاناتنا في مختلف المجالات، والشيء الجميل في أوطاننا مؤخرًا هو الاستثمار في العلم والمعرفة والجامعات، بل وحتى المدارس الثانوية وغيرها من المراحل بأيدٍ وطنية، وإن استعانت بخبرات أجنبية، لكن كما نقول في أمثالنا «دهنا في مكبتنا»، ولم يذهب الأقدمون من أبناء وطننا بعيدًا في ذكر هذه الأمثلة، فهم قد خبروا الحياة، وأدركوا أبعاد الاعتماد وبشكل منقطع النظير على الأجانب دون وضع اللبنات التي تأمن مستقبلنا، وتصون حاضرنا ومستقبلنا، وعلينا أن نعلم الأبناء كيف يعتمدون على أنفسهم، ويستفيدون ولا ضير ممن هم خبراء في مجالهم مع الإيمان بأن أي خبرة يجب أن يستفاد منها، ويأتي دور الأبناء في تحمل المسؤوليات والقيام بواجبهم الوطني وبما يحفظ مواردنا وقدراتنا، ويصون حاضرنا ومستقبلنا.
«الأقربون أولى بالمعروف» ثبت أن ما نزرعه يأتي على الوطن بثمار طيبة، وخيرًا فعلت المملكة العربية السعودية الشقيقة في الاستثمار بالزراعة، إضافة إلى الصناعة والسياحة وأوجه الاستثمارات المختلفة، وما المهرجانات التي أقيمت عندهم كمهرجان التمور في القصيم ومهرجان الليمون الحساوي بالأحساء إلا استثمار طيب الأثر في الزراعة، وما أدراك ما الزراعة، وفي وطننا مملكة البحرين كان التوجه لدى القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه الاهتمام بالزراعة، فنحن بلد المليون نخلة، وإذا كانت في أيام قد احتجنا إلى التوسع الإسكاني من أجل المواطن، فقد آن الأوان للاهتمام بالخضرة عمومًا على مستوى الأفراد أو مستوى المؤسسات أو مستوى الدولة، وهو توجه محمود يشكر عليه كل من سعى لأن تكون البحرين بلد الاخضرار، ولعل سوق المزارعين في البديع وسوق المزارعين في هورة عالي نماذج مشرفة على الاهتمام بثمار مملكة البحرين، والدعم الذي يلقاه المزارعون من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله محل تقدير واحترام.
كما أن مملكة البحرين حضرت معرض إكسبو أوساكا باليابان 2025، وأقامت جناح مملكة البحرين والاحتفال باليوم الوطني لمملكة البحرين والذي أقيم برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله وما تضمنته الفعالية «من عروض فنية عسكت الهوية البحرينية الأصيلة، وشملت الفنون المرتبطة بالبحر والأغاني والأهازيج التي كان يؤديها الغواصون في رحلات البحث عن اللؤلؤ، إلى جانب فن الصوت الذي اشتهرت به مملكة البحرين».
إن التنوع الحضاري الذي تضمه بلادنا جدير بأن يتم التأكيد عليه نحو مستقبل السياحة، والتي هي أحد الاستثمارات الواعدة، ومملكة البحرين بما تملك من إمكانات حضارية وثقافية وتنوع بيئي يجعل الاستثمار محل تقدير، خصوصًا أن رؤية البحرين 2030م التي تبناها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله واعدة بكل الخير لوطننا العزيز.
إن التطلع إلى المستقبل يجعل الأهداف والغايات تتجه إلى تحقيق المستقبل الواعد بسواعد أبناء الوطن ودعم وتأييد من القيادة الحكيمة الرشيدة حفظها الله ورعاها في مختلف المجالات.
وعلى الخير والمحبة نلتقي..