رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
السفير: خليل الذوادي

السفير: خليل الذوادي

عودوا إلى ثقافتكم

الأربعاء 08/مارس/2023 - 12:37 م
طباعة
تشرفت بالمشاركة في الصالون الثقافي العربي بالمجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا المصرية برئاسة الأستاذ الدكتور مصطفى الفقي وكذلك حضور الصالون الأدبي للدكتورة المحامية ريتا بدر الدين وحرمها الأستاذ محمد أبوزيد بحضور المفكرين والأدباء ورجال القضاء والدبلوماسيين من جمهورية مصر العربية والدول العربية، وكان النشاط في هاتين الفعاليتين غني بالأفكار التي تحث على التمسك بالثقافة العربية وتفاعلها مع الثقافات العالمية، وهو هاجس ينتابنا كلما شعرنا بالابتعاد قليلاً عن الثقافة والنشاط الفكري نتيجة ما يحيط بنا من متغيرات في عالم السياسة والاقتصاد والمال والحروب والكوارث الطبيعية، بحيث بتنا نفكر في أنفسنا وبمن نعيل من أسرتنا وهذا واجبنا حتى لو أن الأمور تجري طبيعياً، فالحياة مليئة بالمنغصات ولكنها أيضاً مليئة بكل ما يطيب الخاطر ويشرح النفس، فالعلاقات التي تربطنا بأبناء أمتنا كثيرة وقوية، لكننا نحتاج دائماً إلى التذكير بها في مناسبات عدة وأكيد الثقافة بكل مضامينها من أدب وشعر وإبداع فني موسيقي وغنائي وتشكيلي بمثابة الراحة للفكر والنفس، وهذه الفنون تسير في طرق سالكة خصوصاً للنفس والعقل والفكر وهي مطلوبة كونها تزيل الكثير من الآلام وتشعرنا بتقاربنا من بعض، وإمكانية الاستفادة من تجارب الآخرين، بما يثري الإبداع ويسهم في التطوير الذي هو منشود، وتبذل فيه الجهود الكبيرة.. وميزة الأنشطة الثقافية كالحفلات الموسيقية والغنائية والعروض المسرحية والأفلام السينمائية والمسلسلات التليفزيونية والندوات الفكرية والأمسيات الشعرية كلها وغيرها وسائل للتثقيف وشحذ الذاكرة والتأثير على النفس وتطييب الخاطر والشعور بالتجاوب الإنساني بين الشعب الواحد والشعوب الأخرى التي تعتني بكل هذه الأنشطة. 

والحمد لله أن بعض دولنا العربية اهتمت بالمتاحف العامة والمتاحف المتخصصة وأصبح واجب زيارتها من الأمور الوطنية التي نشعر بضرورة المضي قدماً في الحث على تطويرها وإبرازها بالصورة التي تليق بتاريخنا وثقافتنا.. 

لقد أجمع الكثير ممن ألتقيت بهم في هذه الندوات والملتقيات والصالونات إلى ضرورة المضي قدماً في التشجيع والتطوير وبما يعود علينا وعلى دولنا وشعوبنا بالخير... مثلما نريد أن نطور اقتصادنا وتنمينا البشرية ونحقق السبق في التقدم الحضاري والصناعي فإن الثقافة هي أحد أهم المنتج الحضاري والسياحي الذي تسعى له حتى الدول المتقدمة اقتصادياً، ولو أننا لمسنا في السنوات الأخيرة كيف تراجعت الاهتمامات بالمنتج الذي يجمعنا ويوحد مشاعرنا ويثري اهتمامنا ويغرس فينا الحب لكل ما هو جميل. 

أكيد من زار بعض الدول الغربية يلمس هذا الإهتمام بالثقافة والفنون والآداب، والمتاحف المتخصصة ودار الأوبرا وصالات المسارح والعروض الفنية، والتزاحم حولها ليس فقط من السائحين وإنما حتى من أبناء البلاد نفسها، خصوصاً تلك التي بينها وبين هذه الفعاليات مسافة طويلة. 

 أيام تم افتتاح متحف البحرين الوطني بالمنامة في 15 ديسمبر 1988م تم الاستعانة بمجموعة من مقتنيات المتحف المصري للمكوث في قاعات متحف البحرين الوطني من قبيل الاستعارة لمدة ستة شهور مع حضور وزير الثقافة المصري الأسبق الفنان فاروق حسني كما تمت الإستعانة بالآثار العراقية أيام كان الدكتور مؤيد سعيد مديراً للآثار بالعراق ولمدة ستة شهور، فكانت فرصة لزوار المتحف أن يطلعوا على آثار أمتهم العربية وما تزخر به بلاد الأشقاء من خيرات وكنوز آثارية ينظر إليها بعين الاحترام والتقدير، فكان هناك ملتقى لآثارنا الحضارية من ديلمون وتايلوس إلى الإسلام مع ثقافة الحضارة الفرعونية وحضارة وادي الرافدين، والحمد لله أن طلبة مدارسنا في ذلك الوقت تسنى لهم أن يزوروا المتحف في زيارات مبرمجة ومتفق عليها بين وزارة الإعلام آنذاك ووزارة التربية والتعليم بالإضافة إلى المدارس الخاصة كما أن عشاق الآثار ومتابعي الحضارات من الأشقاء بمجلس التعاون لدول الخليج العربية والوطن العربي والعالم اهتموا بهذا الصرح الثقافي المميز وما يحتوي عليه من كنوز حضارية وثقافة عامة تجسدت في قاعات الآثار الديلمونية والموروث الشعبي والعادات والتقاليد وحرفة الغوص على محار اللؤلؤ، وكذلك الحرف اليدوية والاستفادة من النخلة في إبراز دورها في الموروث البحريني المتميز، إضافة إلى الندوات ومعارض الفنون التشكيلية التي تقام بمتحف البحرين الوطني ومركز الفنون والصالة الثقافية. 

سيظل اهتمام أمتنا العربية بثقافتها وفنونها وآدابها وشعرها والمنتج الأدبي والفكري علامات بارزة وضرورية وتلقي علينا مسؤولية الاهتمام بها، ويسعدني عندما يقوم معالي الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة رئيس المجلس الوطني للفنون برعاية فنون مملكة البحرين وتصريحه الجميل «الفن والتراث يسهمان في تشكيل الهوية الوطنية»، وكذلك عندما تنشر هيئة البحرين للثقافة والآثار وبرامجها الثقافية في مدن وقرى مملكة البحرين وهو جهد طيب يقوم به القائمون على هذه الهيئة، ونعتز ونفخر بجهودهم ومساعيهم برئاسة سعادة الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة وفقهم الله لإبراز أهمية الدور الذي كانت ولازالت مملكة البحرين تقوم به وترفد النشاط المجتمعي والثقافي التي تقوم به أيضاً المؤسسات الخاصة والجهود الفردية أو الجماعية من أدباء ومثقفي مملكة البحرين. 

فمملكة البحرين حاضنة للثقافة في عموم مفرداتها وتقسيماتها. 

إننا بحاجة إلى العودة وبقوة إلى موروثاتنا الثقافية والإهتمام بكل ما يرفد هذه الثقافة من عطاءات مُقدرة. 

وعلى الخير والمحبة نلتقي

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads