رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
أحمد المرشد

أحمد المرشد

وحدة المسلمين في عيد الأضحي

الجمعة 01/سبتمبر/2017 - 04:41 م
طباعة


يطيب لي ونحن معشر المسلمين نحتفل بعيد الأضحي المبارك، أن انقل لجميع مسلمي العالم أمنية، مجرد أمنية بسيطة ولا أراها صعبة المنال، فقد حققناها من قبل واستفدنا منها كثيرا، الأمنية هي أن نكون علي قلب رجل واحد، وأن يتوحد مسارنا، فلا منفعة لنا كمسلمين وعرب ونحن متفرقين متباعدين، كل طرف يسير في وادي، ، فالوحدة قوة، وكنا درسنا ونحن صغار قصة الإعرابي الذي جمع أولاده حوله وهو علي فراش الموت، وطلب من كل واحد أن يكسر العصا بمفرده فلم يستطع أيا منهم، الي أن طلب منهم أن يكسروها جميعا في وقت واحد، حتي تمكنوا.. لم يرد الأب العجوز أن يترك أبناءه فرادي بلا قوة، فعلمهم درسا وهو يموت، علمهم الحياة، والحياة لا يستحق أن يعيشها سوي الأقوياء، أما الضعفاء فليس لهم مكانا تحت الشمس


وبخلاف أن المولي عز وجل شرع لنا الأعياد في عيدي الفطر والأضحي الذي نحتفل به اليوم، بهدف ادخال الفرحة والبهجة علي الأسرة والأولاد وفقا للضوابط الشرعية المرعية بما لا يغضب الله، فالخالق طالبنا بأن نكون أقوياء، ففي تجمع عرفه يوم الخميس قوة للمسلمين، واشترك جميع الحجاج في أداء مناسك الحج في وقت واحد، بزي واحد، في مكان واحد، ولهذا يؤكد العزيز الحكيم، أن وحدة المسلمين مطلوبة، فهي مبتغي وهدف، بل واجب علينا ونحن نعيش في ظل هيمنة قوي أجنبية كبري علي مقدرات الشعوب وثرواتها.


 فإسلامنا،  دين السماحة واليسر ، ومن يسره أن جعل للناس أيام فرح وسرور ،  ومن هذه الأيام أيام عيد الفطر وعيد الأضحى،  عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه قال : " كان لأهل المدينة في الجاهلية يومان من كل سنة يلعبون فيهما ، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم  قال : كان لكم يومان تلعبون فيهما ، وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما : يوم الفطر ، ويوم النحر". ويبين لنا رسولنا الكريم في كلمات قليلة جدا ولكن ما أكثر معانيها، أن الأعياد في الإسلام عيدين اثنين هما عيد الفطر المبارك، وعيد الأضحى.فينبغي على المسلم التزام ما أمر به الله عز وجل ، وأن يتسني بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، والبعد عما نهى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم عنه حتى يسعد في الدنيا والآخرة


لقد شرع الله لنا الأعياد لنسعد ونفرح بها، فما أجمل حياتنا إذا كانت سعيدة، سعيدة في طاعة الله والنهي عن مخالفة نواهيه، والسعادة ليست مطلبا للمسلمين فقط، فجميع البشر يبحثون عنها بطرق عديدة، ولكننا نحن معشر المسلمين نبحث عنها ونجدها في طاعة الله والرضا عن الله سبحانه وتعالى.


وهذا من أسباب تشريع الأعياد، ففيها يفرح الجميع، الغني والفقير، فعيد الفطر يخرج الصائم زكاة الفطر حتي يوسع علي الفقير، وفي  عيد الأضحي يوزع الغني الأضحية علي الفقراء، وإذا كان صوم المسلم معلق بين الأرض والسماء لحين أداء زكاة الفطر ولا يقبل إلا بها، هكذا الحال في عيد الأضحى، وإن كان ليس شرطا هنا الأضحية لأنها لم يستطع،  فنعطي الفقراء من الأضحية حتى يزداد الرباط والألفة والأخوة بين أفراد المجتمع .


  في العيد يرضي الجميع ويشعرون بالسعادة، فسبحانه الله الذي شرع العيد ليسعد به الجميع، فإخراج زكاة الفطر عبادة، وكذلك الأضحية عبادة اقتداء بأبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام،  عندما رأي رؤية أنه يضحي ويذبح ابنه اسماعيل فأخذه الى الصحراء حتى يذبحه، الي أن  فداه الله بكبش من السماء، لتصبح الأضحية في عيدنا هذا سنة وعبادة  ، قال تعالى ( فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا بت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ). 


قلنا إن العيد فرح وسرور لأنه عبادة وطاعة، قال تعالى ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) . ومن علامات الفرح والسرور في الأعياد التي شرعها الله لنا، أننا نواظب علي صلة الرحم ونزور كل أفراد الأسرة و الأقارب، وهنا يتحقق ما ذكرناه في البداية، أن العيد قوة لنا المسلمين،  لأن  المجتمع الأسري نراه مترابطا وقويا في الأعياد، وهكذا يجب أن يكون في كل الأحوال والأوقات، فالترابط يحقق هدف الإسلام من المودة والمحبة والاجتماعقال تعالى ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أفشوا السلام وصلوا الأرحام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام


لقد أراد الله بسنه عيد الأضحي لنا كمسلمين أن يعلمنا المساواة، فكلنا واحد لا فرق بين غني وفقير، ولا عربي أو أعجمي إلا بالتقوي، فبالأمس ارتدي الجميع لبس الإحرام، ولم يستطع أحد التمييز بين حاج  وأخر، فجبل عرفه يميزه اللون الأبيض، لون لبس الرجال، حتي إن حتي وقت قريب كانت النساء أيضا يرتدين ملابس بيضاء الي أن تغيرت الألوان في وقتنا الراهن وتعددت، ولكن السمة الأساسية الحجيج عدم التمييز بين فرد وأخر، فكل المسلمين سواسية، يغفر الله لمن يشاء من عباده المخلصين.


وإذا كنا بدأنا بضرورة الوحدة بين المسلمين لنعيد أمجادا افتقدناها في الماضي عندما اتحد المسلمين وحققوا فتوحات يتحدث عنها التاريخ حتي يوم الدين، فالأضاحي التي سيتم تجميعها خلال أيام العيد وتوزع علي فقراء المسلمين في شتي بقاع الأرض كفيلة بالا يبيت مسلم جائعا، وألا يوجد منزل خال من اللحوم، فما تعلمنا من الأضحية تيمنا بسيدنا إبراهيم كفيل بإعالة جميع الأسر المسلمة تأسيا  بالآية الكريمة من قول الله تعالى :"إنا أعطيناك الكوثر ،فصلّ لربك وانحر". 


ومن عناصر القوة في عيد الأضحي المبارك، أن عيون وأفئدة جميع المسلمين تتجه صوب مكة المكرمة، في الوقت الذي يؤدي فيه  ملايين المسلمين خامس أركان الإسلام وخاتمها،  وهو حج بيت الله الحرام، تلبية لنداء الله في القرآن الكريم : "وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق". 


ومن مظاهر  وحدة المسلمين في الأعياد، أن عيد الأضحي يأتي بعد وقفة عرفه وهو يوم يؤصل معني الوحدة، فيلتقي كل مسلمي العالم لتجسيد وحدة الشعائر والهدف، فنحن نؤمن برب واحد ، ويطوف الحجاج ببيت واحد ويؤدون مناسك واحدة، يوم عنوانه الوحدة لا عنصرية فيه  ولا عصبية للون أو جنس أو طبقة، فحجاج بيت الله جميعا مسلمون، يؤلف  الحب بين القلوب وتجمع بين الصفوف


وبمناسبة الحج والعيد، نأمل من كل مسلمي العالم وعقلاء الأمة أن يتفقوا علي كلمة سواء كما وقف المسلمون بعرفه قبل يومين، فما أحوجنا للوحدة من أجل تحقيق مصالح المسلمين ونبذ كل خلافاتنا.. فالحج سلام، والعيد سلام، وسلام لكل العرب، وسلام لكل المسلمين..  


.. وبهذه الذكري المعطرة بالمعاني الروحية السامية وقيم الإيثار والتضحية٬ وما تجسده من وحدة إسلامية٬ ندعو جميع المسلمين الالتزام بثوابت ديننا الحنيف من تضامن ووئام، وما يتضمنه من قيم الإخاء والعدل والسلم٬ والوسطية والتسامح٬ ونبذ كل شقاق وتفرقة.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads