اقتصاد
اتجاهات المركبات الكهربائية في عام 2026: عام الانطلاقة الواسعة للتنقّل الكهربائي
من المتوقع أن ترتفع الحصة العالمية للمركبات
الكهربائية إلى 24% في عام 2025، و 26.7% في عام 2026. وعلى المدى المتوسط
والبعيد، تشير التقديرات إلى تسارع لافت في وتيرة الانتشار، لتصل الحصة إلى نحو
42% بحلول عام 2030، و64.1% مع عام 2035، وصولاً إلى 83% بحلول عام 2040، وفقاً
لبيانات أوتو فيستا، الشركة العالمية المتخصصة في بيانات وتحليلات أسواق السيارات.
واليوم، لم يعد التنقّل الكهربائي مجرد رؤية
مستقبلية لقطاع النقل، بل أصبح واقعاً يتشكّل بوتيرة متسارعة. فبحلول عام 2026، من
المتوقع أن تحتل المركبات الكهربائية موقعاً راسخاً ضمن التيار السائد في الأسواق
العالمية، بفعل التطورات التكنولوجية الملموسة، وتكامل منظومة التنقّل، واشتداد
المنافسة في الأسواق. كما أنه من المرجح أن يشكّل العام المقبل نقطة تحوّل مفصلية،
تعكس الانتقال من مرحلة التبنّي المبكر إلى القبول الواسع، في ظل مجموعة من
الاتجاهات المحورية التي ستعيد رسم ملامح القطاع خلال السنوات المقبلة.
1-تسارع تبنّي المركبات الكهربائية في الأسواق
العالمية
ففي الوقت الذي تواصل فيه الصين وأوروبا تصدُّر
مشهد انتشار المركبات الكهربائية، من المُرجح أن يشهد عام 2026 تسارعاً ملحوظاً في
وتيرة تبنّي المركبات الكهربائية ضمن الأسواق الناشئة. أما أسواق الشرق الأوسط
وأفريقيا، فتتجه إلى دخول مراحل نمو أكثر ديناميكية، بفضل تحسُّن خيارات التمويل،
وتزايد الطرازات ذات الأسعار المناسبة، ما
يعزّز تحول المركبات الكهربائية تدريجياً من خيار فاخر إلى خيار عملي ومجدٍ
اقتصادياً لمستخدمي التنقل اليومي حول العالم.
وفي سياق فهم هذا التحوّل المتسارع في منطقة
الخليج العربي، تُظهر دراسة أجرتها شركة "رولاند بيرجر" أن دول مجلس
التعاون الخليجي تُعدّ من بين أسرع الأسواق نمواً في قطاع المركبات الكهربائية،
حيث ارتفعت نسبة مبيعات هذه المركبات من نحو 2% إلى ما يقارب 4% في عام 2024.
ويتجسد هذا الاتجاه المتصاعد في ارتفاع مستوى
الثقة لدى المستخدمين، إذ أفاد 91٪ من
مالكي المركبات الكهربائية العاملة بالبطارية في دول الخليج بأنهم يفكرون في
اقتناء مركبة كهربائية كخيارهم التالي، بينما تسجّل دولة الإمارات أعلى نسبة تصل
إلى 94%.
كما تعكس أنماط القيادة مستوى عالياً من
التفاعل والمشاركة، حيث يقود واحد من كل ثلاثة من مالكي المركبات الكهربائية في
دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من 20 ألف كيلومتر سنوياً، وهو معدل يقارب ما
تسجّله الأسواق الأوروبية الناضجة.
2-شحن أذكى وأسرع وأكثر سلاسة
ومن المتوقع أيضاً أن تشهد البنية التحتية لشحن
المركبات الكهربائية، والتي لطالما شكّلت تحدياً محورياً أمام انتشار هذه
التكنولوجيا، تطوراً ملموساً بوتيرة متسارعة خلال عام 2026. فقد بدأنا بالفعل نلحظ
توسعاً في انتشار محطات الشحن فائقة السرعة ضمن المراكز الحضرية الرئيسية وعلى
الطرق السريعة بين المدن، ما يتيح تجربة شحن أكثر كفاءة وسرعة للمستخدمين.
كما ستسهم الشبكات القابلة للتشغيل البيني في
تبسيط تجربة الشحن، من خلال تمكين المستخدمين من شحن مركباتهم دون الحاجة إلى
التنقل بين تطبيقات متعددة أو التعامل مع أنظمة دفع مختلفة. وبالإضافة إلى ذلك،
تبرز خدمات تبديل البطاريات كحلول مبتكرة تعزز من راحة المستخدمين، خاصة في
البيئات الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية.
وتُظهر بيانات شركة "رولاند بيرجر"
ارتفاعاً ملحوظاً في مستويات رضا المستخدمين في دول مجلس التعاون الخليجي، مما
يشكّل قاعدة قوية للانطلاق نحو مزيد من التوسع في عام 2026. فقد بلغت نسب الرضا عن
خدمات الشحن 95% في دولة الإمارات، و94% في المملكة العربية السعودية، و97% في
دولة قطر. ويعكس هذا المستوى العالي من الثقة تحول الشحن من عائق إلى عنصر موثوق
ومتوقّع ضمن تجربة امتلاك المركبات الكهربائية، لدى شريحة متزايدة من المستخدمين
في المنطقة.
3-الذكاء الاصطناعي المعزَّز يرفع مستوى تجربة
المركبات الكهربائية
ويتجه الذكاء الاصطناعي
ليصبح عنصراً أساسياً في تجربة القيادة وملكية المركبات الكهربائية على حدٍّ سواء.
فمن خلال الصيانة التنبؤية، وأتمتة جداول الشحن، وتوجيه المسارات الذكي، إلى جانب
المساعدات المتقدمة داخل المقصورة، يشهد مستوى الراحة والتخصيص نقلة نوعية في
تجربة المستخدم. في الوقت ذاته، تسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي المدمجة داخل
المركبة في تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة، عبر الضبط الفوري لأنظمة التكييف، وأنماط
القيادة، والكبح الاسترجاعي، اعتماداً على سلوك السائق والظروف البيئية المحيطة.
4-تطور تصميم المركبات الكهربائية إلى ما بعد
البنية التقليدية للسيارات
ويشهد تصميم المركبات
الكهربائية تحولاً متسارعاً يتجاوز القوالب التقليدية لصناعة السيارات، مع اتجاه
واضح نحو هياكل خارجية أكثر انسيابية، ومقصورات داخلية تتسم بالبساطة والوظيفية
العالية. وتتحول الكبائن تدريجياً إلى مساحات مرنة ومتعددة الاستخدامات، أقرب إلى
بيئات معيشية متنقلة منها إلى سيارات بالمعنى التقليدي. ومن المتوقع أن تشكّل قابلية
التكيّف والمرونة في التصميم عناصر محورية في الجيل المقبل من المركبات
الكهربائية، سواء على مستوى الجماليات أو الوظائف العملية، بما يعكس تغير أنماط
الاستخدام وتوقعات السائقين.
5-مركبات كهربائية أكثر جاهزية للتعامل مع ظروف
الطقس القاسية
في الوقت ذاته، تتجه
شركات تصنيع السيارات نحو تعزيز قدرة المركبات الكهربائية على التكيّف مع مختلف
الظروف المناخية، استجابة لتوسّع انتشارها عبر أسواق ذات بيئات متباينة. وبحلول
عام 2026، يُتوقع أن تتضمن شريحة أوسع من الطرازات تقنيات متقدمة، مثل أنظمة تكييف
وتدفئة تعتمد على المضخات الحرارية، وتحسينات في العزل الحراري، إلى جانب كيمياء
بطاريات مصمَّمة للحفاظ على الكفاءة في درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة على حد
سواء. وتسهم هذه التحسينات في تحقيق أداء أكثر استقراراً لمدى القيادة،
خصوصاً في المناطق التي تشهد تقلبات مناخية حادة، ما يعزز موثوقية المركبات
الكهربائية ويجعلها خياراً عملياً للاستخدام اليومي على مدار العام.











