رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
أحمد المرشد

أحمد المرشد

قمم الرياض .. درس قاس لإيران .. وصياغة لمستقبل المنطقة

الجمعة 26/مايو/2017 - 08:42 م
طباعة
 
 
ربما سبقني الكثيرون في سرد تحليلاتهم وآرائهم عن القمم التي عقدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض، بداية من القمة السعودية – الأمريكية مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ثم القمة الخليجية – الأمريكية وانتهاء بالقمة العربية -الإسلامية  -الأمريكية. فالعاصمة السعودية كانت وقتها هي قبلة العالم، ولم لا؟ فمكة المكرمة هي قبلة كل مسلمي العالم، فالرياض كانت بحق عنوان حلف المنطقة الجديد مع أمريكا، حلف خليجي – أمريكي، وحلف عربي – إسلامي – أمريكي.

القمة الأولي التي كانت بين الملك سلمان وترامب مثلت أهمية كبيرة، للسعودية والخليج معا، فهي  انعكست إيجابا على مسار العلاقات الثنائية بين البلدين والمنطقة، وهانحن نرى ذلك من خلال الاتفاقات التي تم الإعلان عنها سواء الدفاعية أو التجارية والاقتصادية. 

لم اكتف بهذا في تحليلي للقمم التي ذكرتها خلال مداخلاتي العديدة في المواقع إبان زيارة ترامب، حيث أكدت  أن الولايات المتحدة الأمريكية برئيسها ترامب وكبار قادته يتطلعون من خلال لقائهم بقادة مجلس التعاون الى تنسيق المواقف حيال عدو مشترك يتبنى الإرهاب منهجا وسلوكا، وهو إيران والتي تدعم الإرهاب في العديد من الدول وتعمل على زعزعة السلم.

وقد رجحت من هذا المنطلق،  أن لقاء ترامب مع قادة الدول العربية والإسلامية من شأنه أن يضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالأمن والسلم الدوليين، كما أن هناك الكثير من القضايا تحتاج لاستيضاحها من القيادة الأمريكية والتي تخص كثير من الزوايا ومنها التدخلات الإيرانية في منطقة الخليج ودعم الحركات الإرهابية، وكذلك المواقف الأمريكية حيال الأوضاع في العراق وسوريا وسبل إيجاد حلول لهاتين القضيتين، وقد جاء حرص القيادة السعودية لعرض كافة القضايا الخليجية والعربية على بساط البحث مع الرئيس الأمريكي، انطلاقا من حرص هذه القيادة أي السعودية على لم الشمل العربي وعرض رؤى وتصورات العالم العربي والإسلامي أمام العالم.وبالتالي، فإن مكتسبات المنطقة (الخليج والعالمين العربي والإسلامي) ضخمة للغاية، إذا قلنا بصراحة أنالسعودية استطاعت بفضل دبلوماسيتها الهادئة في إدارة أمور المنطقة، استعادة الولايات المتحدة حليفا إستراتيجيا لنا، وجعلت ترامب يقف مجددا في صفنا والابتعاد عن محور إيران الإرهابي، فقد خرجت القمم الثلاث المشار إليها بتدشين حلف عربي-خليجي -إسلامي أمريكي ضد إيران.

ولنقدر ما سبق بحسابات المكتسبات والخسائر، فالفائز هو منطق الحق الذي سلبه الإيرانيون أبرز الخاسرين في تلك الصفقات، خاصة بعد أن ظنوا أن اللاعب الأمريكي سيظل معهم وحليفهم مثلما كان الحال إبان ولايتي باراك أوباما الذي منحهم اتفاقا دوليا وصفقات بالمليارات واعترافا أمريكيا وأوروبيا ببرنامجها النووي الذي تهدد به شعوب الإقليم.

ويتشارك الروس مع إيران في موقع الخاسر، ولعل موسكو تشعر بالندم علي إضاعة الوقت وإهدار الفرصة لعقد تحالف مع العرب مثلما تم مع "أمريكا ترامب"، وهي الفرصة التي أضاعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكان ممكن بلوغها في فترة الغياب الأمريكي..فبينما أعاد ترامب التحالف السعودي – الخليجي – العربي – الأمريكي الي موقعه الصحيح الذي يستحقه الجانبان، آثرت موسكو اللعب مع الجانب الأخر، هذا الجانب الذي استغل الغياب الأمريكي وحقق طموحاته الإقليمية وتوسيع نطاق تدخلاته في اليمن والعراق وسوريا ولبنان. ويضاف الي خسائر روسيا ما نحسبه عليها بشراكتها في قتل السوريين بتحالفها البغيض مع النظام السوري الغاشم الذي يقتل أبناءه ويشرده وجعلهم لاجئين في شتي أنحاء العالم. ولكن مع خسارة موسكو في هذه اللعبة السياسية والإقليمية، فلا يزال الوقت متاحا أمام فلاديمير بوتين ليعيد دراسة مواقف بلاده ويبتعد عن محور الشر والقتل وينضم الي محور السلام والاستقرار في المنطقة، علي أن يعلن صراحة تخليه عن إيران ومناصرتها في كافة المحافة الدولية..كما يتعين علي موسكو النظر بعين الاعتبار الي التحالف الجديد في المنطقة والذي سيكون أقوي بمراحل من التحالف "الروسي – الإيراني" ومن ثم علي موسكو البدء فورا في فك أوصال هذا التحالف المحفوف بالمخاطر والعواقب السلبية.
واعتقد أن أمام موسكو فرصة حقيقية للانضمام الي المحور العربي – الخليجي حتي لا تلتصق بها تهمة التطرف والإرهاب، ونشير هنا الي رسم كاريكاتوري نشرته صحيفة الشرق الأوسط يوم الإثنين الماضي في نهاية قمم ترامب، تصور شيطانا يقود حيوانا خرافيا حمل اسم "التطرف" ينهار أمام السهام التي أطلقتها قمم الرياض نحو جسمه الضخم ويكاد يقع تماما من فرط الاصابات التي لحقت به.
نعود الي مكتسباتنا من زيارة ترامب للرياض، ولعلنا هنا نستذكر معا تعهد السعودية علي لسان أكثر من مسؤول قبل نهاية ولاية أوباما الثانية، بالعمل بقوة علي إلغاء قانون جاستا المعتمد من قبل الكونجرس الأمريكي، والذي يسمح لأقارب ضحايا هجمات 11سبتمبر بمقاضاة الرياض  بزعم دعمها الإرهاب الدولي. وكان الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي هو أخر من تعهد بهذا عقب اجتماعه مؤخرا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وهو اللقاء الذي شكل نقطة تحول في العلاقة ما بين الحليفين.واستطاعت الدبلوماسية السعودية من نزع فتيل النزاع بين الدولتين مع قدوم إدارة الرئيس ترامب الجديدة، التي عملت بقوة علي تبني سياسية إعادة ترميم العلاقة مع الرياض التي تضررت بشدة في عهد سلفه باراك أوباما. ليس هذا فقط، بل يأتي الدعم قويا من الولايات المتحدة للسعودية لتؤكد زعامتها الإقليمية، في مواجهة إيران، هذا الخصم الجيوسياسي الرئيسي الذي سعي ونجح نوعا ما في ابتلاع المنطقة وإعلان الهيمنة عليها.

لقد نجحت السعودية في استعادة قوتها الناعمة، وحتما سيؤدي هذا التطور الجديد الي احتواء تنامي النفوذ العسكري والسياسي والاقتصادي الإيراني في دول الإقليم، خاصة في ظل الروح الجديدة في العلاقات بين الرياض وواشنطن. وإذا كانت أراء المحللين السياسيين العالميين تتصور صراعات كبيرا بين السعودية وإيران علي كسب ود الولايات المتحدة والعالم الغربي ومعهم الرأي العام العالمي، فباعتقادي الآن، أن الصراع قد انتهي تماما بإعلان فوز السعودية بالضربة القاضية،  في ظل نجاح الرياض التي كانت بؤرة الاهتمام العالمي الأسبوع الماضي.. ونشير هنا الي مقال كتبه وزير الخارجية  الإيراني محمد جواد ظريف في صحيفة نيويورك تايمر بعد صفقة الاتفاق النووي، إدعي فيه أن السعودية بسياساتها الخارجية تتسبب في عدم استقرار المنطقة وتوريطها في صراع دائم عبر تمويلها لحركات إسلامية متطرفة  في الشرق الأوسط. وزاد ظريف في مهاجمته السعودية بأنها سعت لإفشال الاتفاق النووي وإعادة تطبيع العلاقات بين بلاده وأمريكا ودول أوروبا الغربية، ليتناسي هنا أن بلاده هي التي أشعلت الصراع في الدول العربية وناصرت أنظمتها الفاشية ضد شعوبها، بل أن طهرن أججت نار الفتنة في تلك الدول وقادتها الي التهلكة.

نعود الي مكتسباتنا في القمم السابقة أيضا، لنؤكد نجاحنا في تصحيح مسار الولايات المتحدة التي تركت دول المنطقة المعتدلة تحارب وحدها محور الشر الإيراني، وتركت دول الإقليم تنهار أمام الفتن الطائفية التي بثتها إيران، وهنا استطاع العرب المعتدلون إعادة الهوية الوطنية الحقيقية لشعوبهم بعد العبث الإيراني  الذي أثار الفوضي والإرهاب والفتن التي  أوصلتنا جميعا الي مرحلة الكارثة بعد طموحاتها التوسعية مستغلة "الربيع العربي" لتطويق السعودية وغيرها عبر اليمن ومد نشاطاتها الي باب المندب، الي أن جاء التحالف العربي – الأمريكي ليقهر هذا التطرف والإرهاب.

إجمالا..لا نريد من يزايد علينا ويدعي أننا أعدنا الولايات المتحدة الي صفنا بصفقات الأسلحة الضخمة، فشخص مثل ترامب لا ينطلي عليه مثل هذه الأمور، فهو تاجر شاطر ولا يكترث بما يردده الإعلام المغرض..ولكنها إيران  هي التي غازلت أمريكا والغرب بصفقاتها المجزية لتستميل تلك الدول الي تأييد سياستها التوسعية بالمنطقة، ولم يكن ترامب قد عرفناه بعد، فتوقيع الاتفاق النووي كان في عام 2013 في وقت لم يكن ترامب قد فكر مطلقا في خوض سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

لقد دشنت قمم الرياض لمهمة عاجلة وهي إعادة صياغة الشرق الأوسط، أو شرق أوسط برؤية سعودية – أمريكية جديدة بعد أن تغيرت قواعد في المنطقة. ولعل هذا  الدرس قد بلغ طهران، ونتمني ألا تتجاهل معانيه.

 

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads