رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
أحمد المرشد

أحمد المرشد

استراتيجية جديدة لترامب لأزمات المنطقة

السبت 25/مارس/2017 - 10:20 ص
طباعة

لا شك أن الكثير يوافقني إذا قلت إن المشهد السوري برمته يصيب المتابع له بالبلبة والتخبط، فلا يمر يوم علي التطورات في سوريا وإلا تغيرت وتبدلت، فبين عشية وضحاها نري تقلبات وذبذبات في موازين القوي هناك، فتارة يتغلب النظام علي معارضيه، وتارة أخري تكون الغلبة لقوي المعارضة. بيد أن الدخول الأمريكي الأخير علي الملف السوري خاصة في ضوء التغيرات الإستراتيجية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيال هذا الملف وضعت النظام السوري برئيسه بشار الأسد في مأزق، فيما تنفست المعارضة الصعداء علي خلفية قرار ترامب ارسال جنود  مقاتلين الي سوريا لمواجهة داعش والنظام معا.

لم يكن الارتباك من نصيب بشار وقواته فقط، فأبرز داعميه – روسيا وإيران – أصيبا بهزة أيضا من موقف ترامب الأخير، خاصة وأن سلفه باراك أوباما منع تماما إرسال جنود مقاتلين واكتفي بالمستشارين العسكريين، ليس لمناصرة المعارضة المسلحة ولكن لإجهاض تقدم عناصر تنظيم داعش الإرهابي في المناطق السورية والعراقية خوفا من تمدده.

نعود للبداية التي تحدثنا عنها بشأن التخبط في الأوضاع السورية، فقبل أيام هز تفجيران انتحاريان منفصلان دمشق وأسفر عن مقتل العشرات وإصابة أكثر من 100 آخرون. يأتي ذلك في اليوم الذي دخلت فيه الحرب السورية عامها السابع وسط تعثر جهود التوصل لإنهائها.. ومن مفارقات هذين التفجيرين، أن أحدهما استهدف محكمة الحميدية وسط دمشق، والذي يضم  قاعات عدة محاكم ومكتب وزير العدل، ليلقي نحو 39 شخصا مصرعه علي الفور. مبعث أهمية تفجير المحكمة، أنها تقع وسط منطقة أمنية مشددة وبها مكتب وزير العدل، وكان قد سبق هذه التفجيرات، أحداث انتحارية أيضا في دمشق أسفرت عن مقتل 74 شخصا عند موقع ديني يرتاده الشيعة في دمشق. والأهمية الأخري لمثل هذه التفجيرات أنها تقع داخل دمشق، أي المنطقة المحسوبة علي قوات بشار الأسد، أي أن الانتحاريين اقتربوا من قصر الرئاسة  وباتوا قاب قوسين أو أدني من الوصول إليه، وهو  ما أصاب الرئيس السوري بأزمة من جراء مثل هذه التفجيرات التي كانت تجري خارج دمشق في السابق.

نعلم جميعا أن بشار الأسد كان الأكثر حظا في الانتصارات في المعارك الأخيرة بسبب الدعم الروسي والإيراني، حتي أن البعض اعتبره صاحب اليد العليا في ساحة القتال السورية، ولكن بعد هذه التفجيرات، باستطاعتنا أن نقول إن بشار ناله من ناله من غم وبؤس، وذلك بعد ستة أعوام على بداية الاحتجاجات التي تحولت إلى حرب أهلية في سوريا، غير أن الصراع أبعد ما يكون عن النهاية بعد أن انقسم هذا البلد - الوديع في السابق - الى مجموعة من الجيوب يحكمها أمراء حرب وقيادات معارضة.

ويخطئ من يعتقد إمكانية انتهاء الصراع قريبا، فلا بشار حقق مبتغاه بالسيطرة علي بلاده، فيما لا يعتقد أحد بقدرته علي استعادة السيطرة عليها كاملة كما كانت قبل 6 أعوام، حيث أصبحت قدراته العسكرية والاقتصادية محدودة للغاية، ناهيك عن التطور الأمريكي الأبرز الذي ذكرناه في البداية وهو قرار دونالد ترامب التدخل عسكريا في الحرب وعدم الوقوف ساكنا.

فإدارة الرئيس الأمريكي الجديد لم تتأخر في إعداد الخطة التي كان قد طلبها لتحديد دور وسياسة واشنطن الجديدة في سوريا، بعد مرحلة طويلة من سياسة باراك أوباما التي عابها "الانكفاء"، الأمر الذي قدم سوريا علي طبق من ذهب لروسيا وإيران، ليتمكنا معا من توسيع مناطق نفوذهما، على حساب الأطراف التي دعمتها الولايات المتحدة عند اندلاع الأزمة في عام 2011. ووفقا لما تسرب من الإدارة الأمريكية حتي وقتنا الراهن، فالخطة تشير الي مشاركة 400 من عناصر مشاة البحرية (المارينز) إلى سوريا، بالإضافة الي نشرألف جندي إضافي، لتزيذ بذلك القوة الأمريكية في منطقة شمال سوريا وحدها الي ألفي جندي. وإن كان بإمكان ترامب ارسال المزيد من الجنود الي أرض المعركة في سوريا، فهو يتحين الفرصة لذلك حتي لا يغضب الداخل الأمريكي، الذي استاء من جملة الحروب التي خاضها الجيش الأمريكي في خارج بلاده منذ سبتمبر 2001، أي عندما بدأت الحربين الأفغانية والعراقية التي أسفرت عن مقتل آلاف الأمريكيين وإصابة الآلاف.

ربما لم نشهد تغيرا فعليا من  هذا التطور الأمريكي الجديد، ولكن الوقت لم يحن بعد لنري النتائج، ولكن المؤكد أن الاحتمالات تشير الي أن سوريا ستشهد قريبا تقاسم نفوذ بين واشنطن وموسكو، بغض النظر عن رضاء روسيا علي هذا التدخل الأمريكي الأخير. فإعلان واشنطن يقول للداخل أن الأولوية تستهدف من التدخل في سوريا مكافحة الإرهاب، وبالتالي التأثير على مسار الانتقال السياسي سواء في مفاوضات جنيف أو آستانة.

 وبالإضافة الي ارسال الجنود الأمريكيين الي سوريا، فلدي واشنطن في  الوقت الراهن بعض القوي من المعارضة ومنها "قوات سوريا الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية، ولكنها تضغط في نفس الوقت لدعم هذه القوات بعناصر عربية منذ انطلاق معركة تحرير الرقة، وذلك لتحقيق هدفين في نفس الوقت: الأول، احتواء ردود الفعل التركية الرافضة للدعم الأمريكي المطلق لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات الحماية الكردية. ثانيا، لتخفيف التوتر في أوساط العشائر العربية، ولهذا نري أن غالبية من قوات سوريا الديمقراطية، التي تعزل الرقة حاليا، هي من السوريين العرب، وهذا انعكاس للتوزيع السكاني الموجود في المنطقة.

وإن كانت المساحة لا تكفي للاستفاضة في موضوع التدخل الأمريكي في سوريا خاصة عبر حلقات المفاوضات الأخيرة، يتعين الإشارة الي ما ذكره أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أن على الدول المؤثرة على الأطراف السورية أن تتجاوز خلافاتها لوضع حد للصراع الذي دخل عامه السابع، مشددا على ضرورة الاستفادة من اتفاق "آستانة" وتوصيل المساعدات للمحتاجين. وأضاف :"السلام في سوريا واجب أخلاقي وسياسي على حد سواء للشعب السوري وللعالم، وهو حتمية لا تحتمل الانتظار".

ولهذا، فإن انقضاء 6 أعوام علي النزاع في سوريا، هو أمر مؤلم عربيا وعالميا، فالمدنيون هم ضحايا لواحد من أسوأ الصراعات في العصر الراهن، والحرب لم تنته بعد، ولكن التطور الجديد هو التدخل الأمريكي لموازاة الدعم الروسي للنظام الغاشم الذي قتل معظم شعبه وجعله مشردا ولاجئا في الخارج.. وهنا يتعين علي القمة العربية المقبلة بعمان أن تبذل أقصي جهودها للتأثير على كل أطراف النزاع، سعيا لتجاوز خلافاتهم والعمل معا لوضع حد للصراع، وإنجاح المفاوضات السورية -السورية سواء في جنيف او آستانة.

قبل الأخير..

واتساقا علي ما سبق بشأن تغير المواقف الأمريكية في عهد ترامب حيال قضايا المنطقة، كان للبحرين نصيبا من هذه التغييرات، وهو ترحيب وزارة الخارجية بقرار واشنطن بوضع المواطنين البحرينيين أحمد حسن يوسف ومرتضى مجيد علوي من جماعة (سرايا الأشتر) على لائحة الإرهابيين الدوليين، وتجميد  أرصدتهما في الولايات المتحدة، لارتباطهما بإيران.

فمثل هذه القرارات تؤكد لنا والجميع ما سبق وذكرناه أن ترامب سيعيد رسم سياسات بلاده الخارجية وفقا لمصالحه، وهاهو يري مصالحه مع قيادة مملكة البحرين وليس مع المعارضة كما فعل سلفه باراك أوباما، عندما ساند عناصرها في مسعاهم بإشعال البلاد.. وتؤكد أيضا مثل هذه المواقف إصرار الولايات المتحدة في عهدها الجديد على التصدي الجاد لكافة أشكال الإرهاب وكل من يقوم بدعمه أو التحريض عليه أو التعاطف معه.

وبعكس أوباما أيضا، نري حاليا مواقف أمريكية تظهر لإيران العين الحمراء، وهو ما  أكدته الخارجية الأمريكية بأن إيران تدعم العمليات الإرهابية في البحرين بالمال و السلاح و التدريب،  ثم الأهم من ذلك هو إعلان واشنطن أنها تقف الى جانب البحرين ضد التهديدات الأمنية.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads