رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

الاشراف والقبائل العربية

هجرات القبائل العربية ..

الجمعة 21/أكتوبر/2016 - 01:20 ص
صدى العرب
طباعة
الدكتور أحمد حسين النمكى


يطلق المؤرخون مصطلح " عربي " على جميع سكان الجزيرة العربية سواء كانوا في شمال الجزيرة أم في جنوبها ، والمتفق عليه أن الجزيرة العربية هي مهد العرب الأول ومصدر الهجرات العربية إلى كافة الدول المجاورة للجزيرة العربية ، فقد كانت أقدم هجرة عربية سامية سجلها التاريخ نحو بلاد بابل في منتصف الألف الرابعة قبل الميلاد في فترة كانت بلاد الجزيرة قد أصيبت بالقحط الشديد ومن خلال تلك الهجرات نشأت شعوب وممالك كثيرة .


كانت مصر والسودان من أولى الدول التي هاجرت إليها موجات بشرية من الجزيرة العربية عبر مضيق باب المندب وقناة السويس ، ولم تمثل الحواجز الطبيعية أي مانع لتدفق تلك الهجرات إلى المناطق الشرقية في مصر والسودان والحبشة ، ومن ثم فإن العلاقة بين الجزيرة العربية وتلك المناطق السالفة قديمة قدم التاريخ ، وقد أثبتت المصادر التاريخية والنقوش الحجرية أن بعض الشعوب السامية غزت وادي النيل والبحر والأبيض من خلال المعابر الرئيسية وتلاحقت الزحوف البشرية العربية فرادى وجماعات دون توقف وبمرور الزمن تحول العرب المهاجرون إلى سكان أصليين في البلاد ، وهذا ما أيده الكثير من علماء التاريخ من أن التواجد العربي في مصر كان سابقاً على ظهور الإسلام .


 كانت التجارة أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت العناصر العربية إلى الهجرات هنا وهناك ، وكانت التجارة بين العرب ومصر قائمة منذ عهود قديمة ، وكان البعض من تلك العناصر يستقر حول منابع المياه والبعض الآخر عاش في المناطق الصحراوية الجافة بحيث تكون استمراراً لحياتهم الصحراوية التي تماثل الحياة في بلادهم ، وكان من الطبيعي أن يستتبع الهجرات البشرية نوع من الاستقرار الذي نتج عنه ظهور دول أو دويلات عربية في إطار الجزيرة العربية مثل مملكة تدمر وسبأ وحمير ومعين وغيرها من الممالك العربية التي أحاطت بأرض الجزيرة العربية .


أما في مصر فقد يظن البعض أن ظهور العرب أو القبائل العربية فيها وليد ظهور الإسلام أو الفتوحات الإسلامية ، إن هذا ما أثبتت المصادر التاريخية خطأه ، فلم تكن الهجرات العربية إلى مصر شيئاً مفاجئاً أو تم مع الفتوحات أو شيئاً مجهولاً ، وليست الفتوحات السبب الوحيد الذي أدى إلى الهجرات العربية إلى مصر ، ولكن أدى إلى كثرة الهجرات وتوالى الزحف نحو مصر وغرب أفريقيا .


وقد لعب ولاة مصر دوراً هاماً في جذب العناصر العربية إلى القدوم إلى مصر عن طريق الإقطاعيات والتخصيصات ، فأقام بنو مدلج ومعها ذبحان إحدى قبائل حمير في "خربتا " وأقامت لخم وجذام ومعها خشين في بعض مناطق الحوف الشرقي ، وقد تبع ذلك الكثير من القبائل العربية التي استوطنت مصر وملأت رقعة الصحراء الشرقية وأنشأت بها مدناً هامة مثل عيذاب والقصير ووادي العلاقى ، وكان لهم دور في تنشيط حركة التجارة ورواج الذهب .


لقد بلغ سنة 20هـ عدد من فتحوا مصر نحو عشرين ألفاً من مختلف القبائل العربية ، وفى زمن معاوية بن أبى سفيان "40هـ ـ 60هـ" بلغ عدد من دخلوا مصر أربعين ألفاً ، وفى سنة 128هـ ارتفع عدد القيسيين إلى 1500 ، وقيل 3000 نسمة ، ودخلت قبيلة الأزد العربية سنة 141هـ وزحفت نحو الفسطاط واتخذت منها موطناً وسحبوا على أنفسهم اسم " المطلبية " ، وفى سنة 172هـ كان والى مصر مسلمة بن يحيى البجلى قد دخل مصر في عشرة آلاف من الجند ، ولاشك أن فيهم عدداً كبيراً من بجيلة ، وكان كل أمير يتولى إمرة مصر يستقطب أهله وعشيرته ليكونوا حوله وبجواره في المواقف الحرجة ، وتشير المصادر إلى أن بشر بن صفوان الكلبي الذي دخل مصر سنة 101هـ ، وما من شك أن جماعة من الكلبيين دخلوا معه وبصحبته .


على أية حال فإن الوفود العربية من قيس وتميم وهجراتهم الكبرى كانت على فترات  متباعدة ، فمثلاً كانت هجرة قيس الكبرى سنة 109هـ ، زمن الأمويين ، وكانت هجرة تميم في عصر العباسيين سنة 132هـ وكان لربيعة هجرة كبرى في زمن المتوكل العباسي .


ومن قبيل التيسير على القراء اتفق المؤرخون والنسابة على تقسيم القبائل العربية إلى قسمين كبيرن وهما : قحطان وعدنان ، أو مضر وربيعة وهو ـ في رأيي ـ تقسيم ميسر للحديث على القبيلة ونسبها وإقامتها وفروعها ، ولذلك سأتبع هذا المنهج في الكلام عن القبائل  العربية  .


قبائل مضر :

تعتبر قبائل مضر من الكثرة بحيث اشتهر أن غالبية أعداد ربيعة من مضر ، وضرب هذا مثلاً للتفوق العددي لقبائل مضر ، وهذا ما يستتبع التفوق المادي والأدبي أيضاً ، ويقول  المبرد : مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد ، ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم انتسب إلى أدد ثم قال : كذب النسابون " [ نسب عدنان وقحطان ـ كتاب الأنساب ، ص 1 ] ويذكر المبرد أيضاً أن قبائل مضر قد انقسمت إلى قسمين كبيرين هما : خندف وقيس ، أما خندف فهي امرأة الياس بن مضر ، فنسب أولاد الياس بن مضر إلى أمهم ، وأما القيسية فهو الناس بن مضر ويقال عيلان كان عبداً لمضر فحضن ابنه الناس فنسب إليه قيس فقيل " قيس بن عيلان بن مضر " .

 


إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر