اقتصاد
"روس نفط" الروسية تشتري ثُلث حصة "إيني" في حقل ظُهر"

نجحت شركة "روس نفط" الروسية
الدخول في السوق المصرية من خلال حصولها على 30% من اتفاق امتياز شروق المصري؛ حيث
يوجد حقل الغاز العملاق "ظُهر" بالبحر المتوسط، بعد صفقة بلغت قيمتها
2.8 مليار دولار حصلت عليها شركة "إيني" الإيطالية التي تملك 90% من امتياز
المشروع الذي ينفذه ائتلاف "كونسورتيوم" يضم إلى جانب الشركاء المصريين،
شركات "بي بي" البريطانية و"إيني" الإيطالية، والآن بات يشمل
"روس نفط" الروسية".
ووافق الرئيس عبدالفتاح السيسي، بحسب تصريحات
منسوبة لـ"إيغور سيتشين"، الرئيس التنفيذي لشركة "روس نفط"، لافتًا
إلى أنه طلب من الرئيس المصري دعم دخول الشركة إلى اتفاق "امتياز شروق" في
مصر المشروع، موضحًا أن السيسي اقترح على "روس نفط" بحث مشاركة الشركة في
تطوير حقول أخرى في مصر، سواء كانت بحرية أو على اليابسة.
من جهته، أكد مسئول من شركة "إيني"،
إن الشركة حصلت على موافقة الحكومة المصرية على صفقة بيع %30 من حقل ظهر لصالح روسنفت،
مضيفًا أن صفقة البيع معفاة من ضريبة القيمة المضافة بناء على اتفاقية نصوص الامتياز
الموقعة.
وعلق حمدي عبدالعزيز، المتحدث الرسمي باسم
وزارة البترول، أن شراء شركة "روس نفط" الروسية حصة 30% من حقل "ظُهر"
في منطقة امتياز شروق بالبحر المتوسط من عملاق النفط العالمي "إينى"، في
صالح المشروع لأن أي شراكة واستثمارات جديدة ستضيف للمشروع خبرات وتكنولوجيا جديدة،
كما ستوفر سيولة نقدية بما يخدم المشروع العملاق.
وأشار عبدالعزيز، في تصريحات صحفية، إلى
أن العقود مع الشركاء الأجانب تضمن بند يلزم الشركات الأجنبية بطلب موافقة الحكومة
المصرية ممثلة في وزارة البترول قبل تنازلها لصالح شريك آخر، مضيفًا :"وهي الحالة
التي سبق أن تكررت عند شراء بي بي حصة من إيني لنفس المشروع".
وأضاف المتحدث الرسمي باسم وزارة البترول:
"تجرى حاليًا عدة إجراءات من شركتي بى بى وروس نفط قبل موافقة وزارة البترول على
دخولهم شركاء بمشروع حقل ظهر رسميًا".
وكشف الخبير البترولي مدحت يوسف، نائب رئيس
الهيئة العامة للبترول، عن أنه في حالة مثل حالة شركة "إينى" الإيطالية،
فإن تكلفة مشروع تنمية حقل "ظًهر" في المرحلة الأولى 4 مليارات دولار، وتزداد
إلى 16 مليارًا على مدار عمر المشروع، ومن ثمّ فإن هذه التكلفة تعرقل عمليات البحث
والاستكشاف التي تقوم بها في دول أخرى، في ظل تحقيقها خسائر بسبب تراجع أسعار النفط،
قائلاً: "تعتبر تكلفة حفر الآبار، خاصة في المياه العميقة، كبيرة جدًا، ووجود
شركات عملاقة يضمن تنفيذ خطة التنمية المتفق عليها مع الحكومة المصرية، حتى لا تتوقف
عمليات الحفر وإنشاءات محطة المعالجة التي تتم على البحر المتوسط فى بورسعيد".
وتم اكتشاف حقل "ظُهر" في منطقة
"شروق" خلال أغسطس 2015، وهو أكبر حقل للغاز الطبيعي في البحر المتوسط، باحتياطى
يقدر بـ30 ترليون قدم مكعب من الغاز، وانتهت إينى مؤخرا من حفر 6 آبار، ضمن المرحلة
الأولى وبدأت فى أعمال حفر البئر السابعة "ظهر -7 "، الذي يعد البئر الأخير
في مرحلة الإنتاج المعجل باستثمارات 4 مليار دولار ترتفع إلى 16 مليار دولار على مدار
عمر المشروع، وتستهدف إلى إنتاج الغاز بمعدل مليار قدم مكعب غاز يوميًا من 6 آبار في
نهاية عام 2017 لترتفع إلى 2.7 مليار قدم مكعب يومياً في نهاية عام 2019 بعد استكمال
خطة تنمية الكشف.
يذكر أن "روس نفط" أصبحت من الشركات
الروسية الرائدة في مجال استخراج وتكرير النفط بعد شراءها أصول عملاق النفط السابق
بوكوس في مناقصة حكومية، وفى مارس 2013، بعد اكتمال استحوذها على تي إن كيه- بي پي،
أصبحت روس نفط أكبر شركة نفط
publicly traded.
وتم إنشاء شركة النفط عام 1991 تحت مسمى
"روس نفط غاز"، على أساس وزارة صناعة النفط والغاز في الاتحاد السوفياتي،
وفى عام 1993 تم تحويلها إلى شركة مملوكة للدولة تحت مسمى "روس نفط".
وفي عام 1994 دخل في الشركة وتحت سيطرتها،
العديد من الشركات الأخرى مثل شركة النفط الشرقية في روسيا، وشركة "ONAKO" و"SIDANCO"،
وفى عام 1995 دخل تحت سيطرتها
"TNK"،
"سيبنفت"، وفى عام 1997 دخل تحت سيطرتها
مصفاة في كراسنودار وموسكو، ويعد الرئيس الفعلي والحالي لها هو إيجور سيتشين.