عربي وعالمي
انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي يدفع باليورانيوم المخصب لبؤرة الأحداث
الأربعاء 09/مايو/2018 - 07:41 م

طباعة
sada-elarab.com/97255
أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني التزام بلاده بالاتفاق، النووي المبرم منذ عام 2015 برعاية مجلس الأمن، وذلك في معرض رده على قرار الانسحاب من الاتفاق الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، محذرا من أن إيران قد تستأنف "التخصيب الصناعي اللامحدود لليورانيوم إذا لزم الأمر".
مجددا يطفو المصطلح العلمي "تخصيب اليورانيوم إلى السطح"، ويكاد اليورانيوم أن يكون العنصر الوحيد الطبيعي الذي يمكن أن ينتج طاقة نووية (إلى جانب الثوريوم)، وهناك حوالي 2000 طن من اليورانيوم عالي التخصيب في العالم، يستخدم معظمها لإنتاج الأسلحة النووية، وتشغيل المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية، (ويوجد منها ما يزيد على 430 مفاعلا نوويا لإنتاج الطاقة في العالم) ، و تسيير السفن والغواصات، وكميات صغيرة من مفاعلات البحوث العلمية، ويستغل هذا اليورانيوم المخصب في صناعة الدروع وحواجز الوقاية من الإشعاع، وأسلحة الاختراق بسبب كثافته الكبيرة، وفي الوقت الحاضر، لا يزال 95 في المائة من المخزون في العالم من اليورانيوم المخصب في التخزين الآمن.
وتعرف عملية تخصيب اليورانيوم بأنّها العملية التي يتم من خلالها تحويل اليورانيوم الخام الموجود في الطبيعة إلى مادة قابلة لصنع الأسلحة الفتاكة، أو لإنتاج الطاقة، وتحدد نسبة التخصيب كيفية وإمكانية استخدامه في البرنامج النووي، وعملية التخصيب عملية معقدة تتم على عدة مراحل تستهدف زيادة نسبة المخصب المعروف علميا "باليورانيوم 235 " وهو نظير اليورانيوم الخام القابل للانشطار، واليورانيوم المخصب عنصر حاسم في محطات توليد الطاقة النووية المدنية والعسكرية لإنتاج سلاح نووي.
وتقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال التزام الدول الموقعة على (معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية)، برصد ومراقبة إمدادات اليورانيوم واليورانيوم المخصب والعمليات المتعلقة به إلى جميع البلدان (ماعدا الخمس أو الست دول الكبرى التي قامت بتصنيع أسلحة نووية)، وذلك بهدف منع انتشارها في العالم.
واليورانيوم غير المخصب (ويرمز له بالحرف اللاتيني U)، يعد أثقل العناصر الموجودة في الطبيعة، اكتشفه العالم الكيميائي الألماني مارتن كلابروت في عام 1789 (أي منذ 229 عاما)، أثناء قيامه ببعض التجارب على معدن "اليورانينيت"، ويتميز بالعديد من الخصائص، منها لونه الفضي، وكثافته العالية، وقابليته للسحب، والصلابة، والثقل، بالإضافة لإمكانية الاستفادة منه بعد تخصيبه، وذلك لزيادة القدرة على استخدامه في مختلف المجالات، حيث يجب زيادة تركيزه إلى 3-5% للاستفادة منه، بالإضافة إلى زيادة نسبة تركيزه إلى أعلى من 80 في المائة لصنع السلاح النووي، يحتوي اليورانيوم الطبيعي على ذرات ذات كتلات مختلفة تسمى النظائر و تتكون أغلبها من العنصرين اليورانيوم 238 (أزرق غامق)، اليورانيوم 235 (أزرق فاتح).
ولتخصيب اليورانيوم تقنيات محددة أولها الكعكة الصفراء، وهي أداة يتم من خلالها تحويل اليورانيوم الخام إلى غاز سادس فلوريد اليورانيوم، الأمر الذي يؤدي إلى تحويله من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية، ثم الحاجز الفولاذي حيث يتم ضخ ذرات اليورانيوم خلال هذه المرحلة من خلال تسريع حركة ذرات "اليورانيوم 235"، مقارنة بحركة ذرات "اليورانيوم 238" بهدف فصلهما عن بعضهما البعض، وتكرارها لأكثر من 1400 مرة للحصول على "اليورانيوم 235" بنسبة تركيز تتراوح بين 3-5 في المائة من "سادس فلوريد اليورانيوم"، وهناك ثلاثة مستويات من اليورانيوم المخصب، وهي اليورانيوم ذو الخصوبة العالية، ويحتوي هذا النوع على 20 في المائة من "اليورانيوم 235"، واليورانيوم ذو الخصوبة المنخفضة و يحتوي على أقل من 20 في المائة من "اليورانيوم 235"، واليورانيوم ذو الخصوبة المحدودة ويحتوي على من 0.9 في المائة إلى 2 في المائة من "اليورانيوم 235".
وتعتمد محطات تخصيب اليورانيوم على عملية الطرد المركزي عن طريق استغلال أجهزة الطرد المركزي للفارق البسيط الموجود بين نظيري "اليورانيوم 235 و238" (الشقيقين)، وذلك من خلال ضخ اليورانيوم بشكله الغازي في عدد من الأسطوانات التي تدور بسرعة عالية، تعرف بأنها أعلى من سرعة الصوت، الأمر الذي يؤدي لدفع الذرات الأثقل "اليورانيوم 238" إلى الخارج، وتبقى الذرات الأخف "اليورانيوم 235" المخصب في الأسطوانة، ويتم تكرار هذه العملية مرات عديدة للحصول على التركيز الأعلى لليورانيوم.
"اليورانيوم 235"، هو فقط الذي يصلح لتشغيل مفاعل نووي يعمل بالماء الخفيف (الماء المعتاد) لإنتاج الطاقة الكهربائية؛ هذا لأنه ينشطر عند امتصاصه لنيوترون بطيء، أما "اليورانيوم 238" فلا ينشطر بنسبة محسوسة بامتصاصه لنيوترون بطيء، لهذا يستخدم الماء العادي في تشغيل المفاعل النووي، حيث يقوم بتهدئة سرعة النيوترونات، ولهذا يسمى الماء "مهدئ" في المفاعل النووي.