طباعة
sada-elarab.com/777406
كتب د محمد عبد الفتاح مصطفى رئيس الاتحاد العربي للتعليم والبحث العلمي مقالا في غاية من الأهمية محذرا فيه من تفكك صامت... بسبب تسلّل الانهيار إلى قلب الأسرة
موضحا انه في خضم الحياة المعاصرة، وبين إيقاعها السريع وضغوطها المتزايدة، جرى تحت أقدامنا تغيير هادئ لكنه عميق. لم نستأذن فيه، ولم نخطط له، ومع ذلك ترك بصماته على بيوتنا وأولادنا. تفكك بطيء، لكنه فعّال، يلتهم أساس المجتمع: الأسرة.
1️⃣ سقوط الحصن الأول – العائلة الممتدة
كانت العائلة زمان شبكة أمان: الجد، الجدة، الأعمام، الخالات... كلهم يساهمون في التربية والاحتواء. اليوم تفككت هذه الدائرة باسم "الخصوصية" و"الاستقلال"، فبات الطفل بلا حاضنة اجتماعية، والشاب بلا سند حقيقي.
2️⃣ غياب المربي... وحضور الشاشة
الأب مشغول، والأم مثقلة، فملأت الشاشة الفراغ: أفلام، مسلسلات، مشاهير، ألعاب. رسالتها واضحة: "افعل ما تريد". وهكذا، تُزرع القيم الجديدة في غياب المزارع الأصلي.
3️⃣ الزواج... مؤجل بلا سبب شرعي
معايير الدين واضحة: الدين والخلق. لكن العادات رفعت الحواجز: وظيفة مرموقة، بيت مستقل، راتب كبير. النتيجة؟ شباب بلا زواج، فتيات بلا حصانة، ومجتمع مفتوح يقدّم البدائل المحرمة.
4️⃣ سقوط الحياء... وتشويه الرموز
الحجاب لم يكن مجرد ثوب، بل حد فاصل وهوية. اليوم صُوِّر على أنه "كبت"، وصار الحياء "رجعية". ففُقدت الحواجز وتكسرت الأسوار.
5️⃣ وهم الاستقلال الزائف للفتاة
"لا تحتاجين لأحد... الرجل عبء... الزواج قيد". شعارات مستوردة من مجتمعات فاشلة أسريًا. فكانت النتيجة فتاة تظن القوة في الوحدة، لكنها تنهار عند أول أزمة بلا عائلة ولا سند.
6️⃣ إغراق العقول بالمغريات
إعلانات، دراما، مواقع، شوارع... كلها تسوّق الشهوة والتمرد باعتبارهما "حرية" و"هوية". فخرج لنا جيل هش، ضائع الهوية، غامض المستقبل
المحصلة
الأمر ليس أحداثًا متفرقة، بل خطة متكاملة لتفريغ الأسرة من قيمها وتماسكها، حتى تنهار من الداخل بلا حرب ولا رصاص
الطريق إلى الإنقاذ
ترميم الأسرة والعودة للتماسك.
إعادة سلطة العقلاء والكبار في التوجيه.
تسهيل الزواج بدل وضع العراقيل.
بناء إعلام واعٍ يزرع بدلاً من أن يهدم.
الالتفاف حول قيادتنا وعلماؤنا الوسطيين وتنمية الانتماء والوطنية
واختتم د محمد عبد الفتاح
📝 لسنا أمام نقاش فكري عابر، بل أمام معركة وجود. إذا لم نتحرك الآن، سنفاجأ بجيل لا يعرف من هو، ولا لماذا وُجد، ولا إلى أين يتجه.
حفظ الله مصر وقيادتها وجيشها وشرطتها وشعبها وأمنها وأمانها من كل شر