عربي وعالمي
محللون يشككون في إمكانية تغيير التنافس الاستراتيجي المتنامي بين الهند والصين بعد محادثات زعيميهما
الأحد 29/أبريل/2018 - 01:34 م

طباعة
sada-elarab.com/95280
شكك محللون في إمكانية حدوث تغيير جذري في المنافسة الاستراتيجية المتنامية بين الهند والصين رغم الظهور الواضح للنوايا الحسنة المتبادلة أثناء اجتماع رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي مع الرئيس الصيني شي جين بينج.
وذكرت صحيفة /فايناينشال تايمز/ البريطانية على موقعها الإلكتروني اليوم /الأحد/ أن شي اتفق مع مودي أثناء قمة تهدف إلى تحسين العلاقات المشحونة بين الدولتين الآسيويين على الحفاظ على "السلام والهدوء" على طول حدودهما المتنازع عليها وتعزيز "الاتصالات الاستراتيجية" لمنع تصاعد التوتر.
وقال فيجاي جوكالي وزير الخارجية الهندي : إنه على مدار يومين من المحادثات وافق الزعيمان أيضا على "معالجة جميع الخلافات من خلال المناقشات السلمية"..مضيفا أنهم سيقدمون "توجيهات استراتيجية" لجيشيهما لتجنب المزيد من الاحتكاك.
وكان الهدف من القمة غير الرسمية هو تخفيف التوتر وإدخال طاقة إيجابية في العلاقات بين الدولتين بعد أن شهدت علاقاتهما الثنائية أسوأ سنواتها منذ عام 1962 ، عندما غزت القوات الصينية الهند.
غير أن المحللين شككوا في حدوث تغيير جذري في المنافسة الاستراتيجية المتنامية بين الهند والصين رغم حسن النوايا الذي ظهر خلال الاجتماع.
وقال براهما تشيلاني من مركز البحوث السياسية في نيودلهي : "كانت النتيجة تميل إلى الرمزية والوعود الغامضة أكثر من كونها تعتمد على نتائج الملموسة" فمن حيث الجوهر يثير هذا الاجتماع تساؤلات عما تم تحقيقه بالفعل..مضيفا :"إن سلوك الصين العدواني بشكل متزايد وتصميمها على احتواء الهند هو أساس التوتر".
ومن جانبه .. قال تشانج باوهوي أستاذ العلوم السياسية في جامعة لينجنان في هونج كونج: "إن بكين تميل إلى المبالغة في نجاح مبادراتها الدبلوماسية"، موضحا أن خفض التوترات الثنائية - و"عجز الثقة" بين مودي وشي- سيستغرق بعض الوقت.
وأشار إلى أن "هذه الصراعات متجذرة بعمق في النزاعات الحدودية التي لم يتم حلها والإرث الذي خلفته حرب 1962، وأن عدم الثقة والتنافس الاستراتيجيين على المدى الطويل يحتاجان إلى مزيد من الوقت ليتم تسويتهما".
ووفقا للصحيفة، توترت العلاقات بين الصين والهند في السنوات الأخيرة، رغم مبادرات مودي التي تتسم بالدفء تجاه بكين في أعقاب انتخابات عام 2014.
ففي العام الماضي، دخلت القوات الهندية والصينية في مأزق لمدة 72 يوماً على هضبة متنازع عليها في جبال الهيمالايا التي تطالب بها بوتان - الجار الصغير للهند وبكين.
وفي الوقت الذي تم فيه نزع فتيل المواجهة من دون إطلاق رصاصة، تشعر نيودلهي بالقلق إزاء النفوذ الاقتصادي المتنامي لبكين على جيران الهند مثل سريلانكا والمالديف ونيبال وتواجدها الاستراتيجي المتزايد في المحيط الهندي..كما أن بكين استاءت من انتقاد نيودلهي لمبادرة "الحزام والطريق" التي يبرمها شي وتساورها الشكوك حيال تعزيز الهند للعلاقات الاستراتيجية مع الدولتين المنافستين الرئيسيتين للصين وهما الولايات المتحدة واليابان.
وذكر رجا موهان مدير مركز أبحاث كارنيجي إنديا، أن بكين تريد الآن علاقات أفضل مع الهند جنبا إلى جنب مع جيران آخرين مثل فيتنام واليابان للتحوط ضد تنامي عدم القدرة على التنبؤ بعلاقاتها مع واشنطن في ظل حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتابع : "أن السياق الجيوسياسي تغير مع تهديد الولايات المتحدة ومطالبتها بإعادة تنظيم العلاقة الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة".
ويشعر العديد من المحللين الهنود بأن مودي حريص أيضاً على تغيير نغمة الارتباط مع أقوى دولة جارة للهند لضمان عدم تكرار المواجهة الحدودية في العام الماضي أو غيرها من المشاحنات، مع اقتراب موعد الانتخابات العامة.