عربي وعالمي
ابو الغيط :العبث بملف القدس هو لعبٌ بالنار
الخميس 01/فبراير/2018 - 07:47 م

طباعة
sada-elarab.com/81174
قال احمد ابو الغيط الامين العام للجامعة العربية ، ان العبث بملف القدس هو لعبٌ بالنار ودعوة لانزلاق المنطقة إلى هاوية الصراع الديني والعنف والإرهاب ، مشددا علي ان المساس بمستقبل القدس هو امر لا يقبله اي عربي سواء كان مسلم او مسيحي. جاء ذلك في كلمته امام اعمال الاجتماع المستأنف لوزراء الخارجية العرب الذي عقد اليوم بمقر الجامعة العربية لبحث سبل التحرك العربي لمواجهة القرار الامريكي بشأن القدس. وقال ابو الغيط ان اجتماعنا اليوم هو تجديدٌ للالتزام الذي قطعناه على أنفسنا في 9 ديسمبر الماضي بمواصلة الجهد والحفاظ على زخم الحملة السياسية والدبلوماسية والإعلامية المناهضة للقرار الأمريكي الباطل والمرفوض بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها . واضاف ابو الغيط " ان التئام شملنا اليوم، بعد أسابيع قليلة من اجتماعنا السابق، هو رسالةٌ ستصل لمن يهمه الأمر، من المناوئين للمواقف العربية قبل الداعمين والأصدقاء، بأننا نقف صفاً واحداً متراصاً في مواجهة أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية أو الافتئات عليها، أو تمييعها عبر المصادرة المُسبقة على قضايا الحل النهائي ،مؤكدا إنها رسالةٌ بأننا نتحدث بصوتٍ واحدٍ مسموع، وبخطابٍ موحد وواضح وهو ان المساسُ بالقدس لن يقبله عربيٌ، مُسلماً كان أو مسيحياً والعبث بهذا الملف هو لعبٌ بالنار ودعوة لانزلاق المنطقة إلى هاوية الصراع الديني والعنف والإرهاب. وقال ابو الغيط إن موقفنا العربي المُشترك من قضية القدس صار واضحاً للجميع، وقد تضمنه القرار 8221، الصادر في 9 ديسمبر الماضي.. ولا حاجة بنا إلى تكرار ما نص عليه القرار من مبادئ وما اشتمل عليه من إجراءات.. وعليه؛ واوضح ان اجتماعنا اليوم فُرصة لإعادة تقييم الوضع، والوقوف على مستجداته، مشيرا الي إن الزخم الذي تحقق على الصعيد الدولي، بدايةً من التصويت برفض القرار الأمريكي في الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 128 دولة، وليس انتهاء بالمواقف الدولية المختلفة وآخرها الموقف الأوروبي الإيجابي والمحمود كما عبرت عنه السيدة موجريني لدى لقائها الرئيس أبو مازن بالمجلس الوزاري الأوروبي في 22 الماضي .. واضاف إن هذا الزخم الدولي يُمثل أرضيةً يُمكن –بل ويتعين- البناء عليها، بتوسيع دائرة الدول الرافضة للقرار الأمريكي، والسعي إلى تطوير مواقف هذه الدول وحشدها لتأييد الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية . وُشدد على أن عملنا في مواجهة هذا القرار الأمريكي الباطل، وحصار تباعته، والحد من آثاره السلبية هو عملٌ طويل الأمد، ويرتكز على استراتيجية توظف نقاط القوة في الموقف العربي، وتوزع الأدوار بين الدول العربية على نحو يُفضي إلى الحصول على أكبر تأثير ممكن على مواقف الدول وعواصم القرار.. وقد تناولنا بعضاً من الأفكار والخطط في هذا المجال خلال لقائنا في لجنة مُصغرة في عمّان في 6 يناير الماضي . وقال ابو الغيط أننا نرصد جميعاً دلالات تؤشر على أن الأمر لا يتعلق بملف القدس وحده، وإنما بموقف الجانب الأمريكي من قضايا الوضع النهائي كافة، وبمدى التزامه من الأساس بحل الدولتين كصيغة لإنهاء الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين ، معربا عن القلق والانزعاج، من قرار الولايات المتحدة تخفيض مشاركتها السنوية في ميزانية الأونروا بمقدار 65 مليون دولار، علماً بأن الحصة الأمريكية تُمثل ثُلث ميزانية الوكالة .. ولا يخفى ما يُمثله هذا التوجه من تهديد لقضية اللاجئين، وهي واحدة من قضايا الحل النهائي الأساسية، فضلاً عما ينطوي عليه من تبعاتٍ سلبية لن تطال الدول المستقبلة للاجئين الفلسطينيين فحسب، وإنما ستنال من الاستقرار والأمن في الإقليم. واكد أن ملف اللاجئين، مثله مثل ملف القدس، يُمثل قضيةً من قضايا الحل النهائي ،لا تقبل المصادرة أو التفتيت أو التصفية والمسئولية الأخلاقية العالمية عن مأساة اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948 ثابتةٌ ولا مجال للتنصل منها أو التحلل من التزاماتها. واكد ابو الغيط على أن الجهد العربي كله، سياسياً كان أو مُجتمعياً، رسمياً كان أو شعبياً ، موجهٌ لغايةٍ أساسية هي مساندة الموقف الفلسطيني، ودعم القرار الفلسطيني، والشد على أيدي القيادة الفلسطينية التي نثق في قدرتها وحكمتها، ودقة إدراكها للمصالح الفلسطينية والعربية ، فضلاً عن إسناد الشعب الفلسطيني، وبخاصة المقدسيين، الذين لولاهم ولولا صمودهم ونضالهم اليومي، ما كان للعرب أو المسلمين وجودٌ في هذه البقعة المقدسة. وشدد ابو الغيط علي انه إنه بقدر الوحدة في رؤيتنا والتنسيق في تحركاتنا ، سيكون نجاحنا في التصدي لهذا التحدي الخطير الذي لا يواجه دولة عربية أو مجموعة من الدول، وإنما يضرب في القلب من كياننا الجامع، حيث يستهدفنا في هويتنا وديننا وتاريخنا وثقافتنا.