أحمد السروجي يكتب: عيد البترول الخمسون نصف قرن صنعته السواعد التي لا تنام

خمسة عقود مرت على عيد البترول المصري… خمسون عاماً من العرق لم يجف، وليلٍ لم يعرف الراحة، وأبطالٍ يعملون بصمتٍ في عمق الصحراء وبحرٍ لا يهدأ.

اليوم نحتفل بعيد البترول الخمسين، لكن الحقيقة أن من يستحق الاحتفال هم أنتم… العاملون في المواقع، في الحقول، في المحطات، وفي كل نقطة إنتاج تمتد على خريطة الوطن.

ويأتي احتفال هذا العام مختلفاً، حين يعود إلى المكان الذي بدأت فيه الحكاية… إلى حقول شركة بترول أبورديس بجنوب سيناء، تلك الأرض التي شهدت أولى خطوات الصناعة البترولية المصرية الحديثة منذ مطلع الستينيات، وكانت مسرحاً للجهد والعرق والتحدي، ودرساً في الوطنية والانتماء.

اختيار أبورديس اليوم ليس مجرد قرار تنظيمي…

إنه اعتراف وتقدير لتاريخ طويل صنعته أجيال من الرجال الذين وقفوا في قلب الجبال، واجهوا الظروف القاسية، وتحدوا الزمن ليضعوا أسس صناعة هي العمود الفقري للاقتصاد المصري.

في عيد البترول الخمسين، نقولها بوضوح أنتم القوة الحقيقية لهذه الصناعة.أنتم من يحمي أمن الطاقة للدولة.أنتم من يضمن استمرار عجلة الإنتاج في أصعب الظروف.أنتم من تعملون بينما ينام الجميع… وتحرسون مواقع الإنتاج كما لو كانت بيوتكم.

قطاع البترول لم يصنع مجده بالصدفة، بل صنعه رجال لا يعرفون المستحيل.رجال آمنوا أن الوطن يستحق، وأن العمل رسالة وليست وظيفة، وأن الانتماء هو أن تترك أثراً لا يزول.

إن ما حققه القطاع خلال الخمسين عاماً الماضية هو شهادة على أن الإرادة المصرية أقوى من كل تحدٍ، وأن الأمل أكبر من كل صعوبة، وأن العامل حين يؤمن بقيمة ما يفعل… يصنع المستحيل.

وباسم نقابة العاملين بالبترول، نجدد العهد بأن نظل سنداً ودعماً لكل عامل، وأن ندافع عن حقوقكم، ونرعى مصالحكم، ونظل صوتكم الأمين في كل موقع وقرار.

اليوم هو عيد البترول…لكن العيد الحقيقي هو عيد العامل، عيد البطل الذي يقف أمام البريمة، داخل الخندق، فوق المنصة البحرية، أو في قلب الصحراء… يصنع بطولته في صمت.

كل عام وأنتم بخير…

وكل عام وقطاع البترول أقوى بكم…

وكل عام ومصر تفخر بسواعد أبنائها.