حوارات
تطوير البنية التحتية ودعم المستثمرين… رؤية اللواء د. هشام أبو النصر للتنمية بمحافظة أسيوط
السبت 15/نوفمبر/2025 - 12:05 ص
طباعة
sada-elarab.com/786472
تشهد محافظة أسيوط خلال السنوات الأخيرة مرحلة جديدة من العمل التنفيذي المرتكز على التخطيط العلمي والحضور الميداني، وفق ما أكده اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، في حوار شامل مع جريدة" السوق العربية" ،وقد ألقى المحافظ الضوء على الملفات التنموية والخدمية التي تعمل عليها المحافظة، بدءًا من البنية التحتية ومبادرة حياة كريمة، وصولًا إلى دعم الاستثمار، وتمكين الشباب والمرأة، والتحول الرقمي، وتحسين الخدمات الصحية.
يأتي هذا التحرك في إطار توجه الدولة لدفع عجلة التنمية بمحافظات الصعيد، وجعلها بيئات جاذبة للاستثمار، ومراكز إسكان وخدمات متكاملة، قادرة على تحسين جودة الحياة للمواطنين. وفي هذا التقرير، نعرض أبرز ما جاء في رؤية المحافظ وجهوده لتحقيق هذه الأهداف.
العمل الميداني.. نهج لا يتغير.
منذ توليه مسؤولية محافظة أسيوط، اعتمد المحافظ هشام أبو النصر نهج “العمل من الميدان”، معتبرًا أن المتابعة اليومية للمشروعات هي الأساس لضمان الجودة والالتزام بالبرامج الزمنية.
يقول المحافظ إن حجم المحافظة وتعقيداتها يجعل من الضروري التواجد في الشارع، والاقتراب من المواطنين، وفحص المشكلات بشكل مباشر، لأن ذلك يكشف عن أخطاء أو قصور لا تظهر داخل المكاتب.
ويضيف أن التنسيق بين الإدارات والهيئات التنفيذية كان من أكبر التحديات، مؤكدًا أنه اعتمد سياسة “كل إدارة مسؤولة عن نتائجها”، مع محاسبة جادة للمخالفين، الأمر الذي أسهم في رفع مستوى الأداء الحكومي.
حياة كريمة.. أكبر مشروع تنموي في تاريخ أسيوط.
تصدّرت مبادرة حياة كريمة قائمة الملفات التي توليها المحافظة اهتمامًا خاصًا، نظرًا لحجم المشروعات التي يجري تنفيذها في قطاعات التعليم والصحة والصرف الصحي والمرافق والشباب والثقافة.وأوضح المحافظ أن المبادرة شملت 7 مراكز بالمحافظة بإجمالي 2000 مشروع، بتكلفة تتجاوز 44 مليار جنيه. وقد تضمنت:إنشاء وتطوير محطات مياه الشرب والصرف الصح،وإنشاء 35 مجمع خدمات و35 مجمعًا زراعيًا،وتنفيذ 82 مشروعًا للشباب والرياضة،كما تم تطوير 137 وحدة صحية و4 مستشفيات جديدة،فضلا عن تنفيذ 171 مشروع كباري مشاة و149 مشروع طرق داخلية ،وتطوير 1227 فصلًا تعليميًا ضمن 131 مشروعًا للأبنية التعليمية، علاوة عن إنشاء وحدات تضامن اجتماعي ومجمعات سكنية ومشروعات للاتصالات والكهرباء والغاز الطبيعي ،وأكد المحافظ أن المبادرة غيّرت شكل الريف الأسيوطي، ورفعت مستوى الخدمات بصورة غير مسبوقة، موضحًا أن المتابعة اليومية لهذه المشروعات مستمرة للتأكد من مطابقتها للمواصفات الفنية.
وأشار المحافظ إلى أن ملف الصحة يأتي في مقدمة أولوياته، لما له من تأثير مباشر على حياة المواطنين. وأوضح أنه تم تطوير عدد كبير من غرف العمليات والعناية المركزة، وتزويد المستشفيات بأجهزة حديثة، مع تدريب الأطقم الطبية على أحدث التقنيات ،وتُجرى حملات تفتيش مفاجئة داخل المستشفيات والوحدات الصحية لضمان الانضباط، فيما تتلقى غرف العمليات بالمحافظة الشكاوى على مدار الساعة لاتخاذ إجراءات فورية.
الاستثمار.. قاطرة الاقتصاد المحلي.
أكد المحافظ أن أسيوط تمتلك مقومات استثمارية كبيرة، خصوصًا في القطاعين الصناعي والزراعي. وفي هذا الإطار، كشف عن مشروع مجمع الصناعات المتكامل لمنتجات الرمان بمركز البداري، المقام على مساحة 40 فدانًا وبتكلفة 600 مليون جنيه وتعد منطقة الكوم الأحمر بالبداري من أكبر مناطق إنتاج الرمان عالي الجودة في مصر، وبالتالي جاء إنشاء المجمع الصناعي ليحوّل المحصول إلى منتجات ذات قيمة مضافة، مثل العصائر والمجففات والدبس، بما يفتح الباب أمام التصدير ويزيد من دخل المزارعين.
ونوه لواء دكتور هشام أبو النصر عن أن المحافظة تعمل بالتوازي على تطوير نظم الري، وإدخال محاصيل عالية القيمة، وربطها بالصناعات التحويلية لخلق فرص عمل للشباب ودعم الاقتصاد المحلي.
التحول الرقمي.. خدمة أسرع للمواطن.
أوضح المحافظ أن الرقمنة أصبحت جزءًا أساسيًا من خطة التطوير، حيث تم ميكنة تراخيص البناء والمحال التجارية، وإنشاء وحدات لاستقبال الطلبات إلكترونيًا.
نتيجة ملموسة،بعد ميكنة خدمات تراخيص البناء، انخفضت مدة إصدار الترخيص من أكثر من شهر إلى أسبوعين فقط، مما خفف الضغط على المواطنين وسهّل الإجراءات.
الشباب والمرأة.. شراكة في التنمية.
يعتبر المحافظ أن الشباب هم القوة المحركة للتنمية،ولذلك أنشأت المحافظة مركزًا للابتكار في أسيوط الجديدة لدعم رواد الأعمال، وتوفير معامل وأدوات لتطوير منتجاتهم. وأشار إلى أن بعض المشروعات الصغيرة التي دعمتها المحافظة تحولت إلى كيانات توفر عشرات الوظائف ،كما أكد دعم المرأة الأسيوطية عبر برامج للمشروعات الصغيرة، خاصة المشروعات اليدوية والزراعية، موضحًا أن مجموعات إنتاج المشغولات اليدوية أصبحت مصدر رزق ثابت لعدد كبير من السيدات.
تنشيط الثقافة والسياحة الدينية.
تعمل المحافظة بالتعاون مع وزارتي الثقافة والآثار على إحياء التراث الأسيوطي عبر ورش عمل ومهرجانات وفعاليات فنية. وتم تطوير عدد من المواقع المرتبطة بـ مسار العائلة المقدسة، لما يمثله من فرصة واعدة لتنشيط السياحة الدينية.
ضبط الأسواق ومواجهة الغلاء.
يؤكد المحافظ أن حماية المواطن البسيط أولوية مطلقة، لذلك يتم تنفيذ حملات يومية على الأسواق بالتعاون مع مباحث التموين، وفتح منافذ بيع مخفضة في القرى والمراكز الأكثر احتياجًا لتخفيف العبء عن الأهالي.
مشروعات المياه والصرف الصحي.
أشار المحافظ إلى أن مشروعات المياه والصرف الصحي تُعد من أكبر استثمارات المبادرة الرئاسية داخل أسيوط، حيث تم تنفيذ149مشروع مياه شرب وصرف صحي، وعشرات المحطات الجديدة للمعالجة والرفع،
وصيانة شاملة للشبكات القديمة،
مؤكدًا أن المتابعة تتم على مدار الساعة لضمان وصول الخدمة لكل القرى.
الإعلام المحلي.. شريك في التنمية.
اختتم أبو النصر بالتأكيد على أن الإعلام المحلي شريك مهم في نقل الحقيقة وتوضيح الجهود الحكومية، مشيرًا إلى أن المحافظة تتواصل بشكل دائم مع الصحفيين وتوفر لهم البيانات الرسمية الدقيقة.
رسالة المحافظ.
في رسالة واضحة للشباب والقيادات المحلية، قال المحافظ:
“أسيوط تحتاج من يعمل أكثر مما يتحدث.. والتنمية الحقيقية تأتي من التنفيذ والضمير، وليس من الشعارات.”
