اخبار
مدارس «ستيم» بين الواقع والمأمول
الإثنين 08/سبتمبر/2025 - 12:27 م

طباعة
sada-elarab.com/777397
تُعد مدارس العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات «ستيم» واحدة من أهم التجارب التعليمية الرائدة في مصر، حيث ينظر إليها الجميع باعتبارها الحاضنة الأولى لعقول المستقبل، والنواة الحقيقية لصناعة العلماء والمبتكرين. فمن بين جدرانها يخرج طلاب يتميزون بقدرات استثنائية على البحث العلمي، والابتكار، والتفكير النقدي، وهو ما يجعلها نموذجًا فريدًا يستحق الرعاية والاهتمام.
وفي هذا الإطار، جاءت زيارتنا – بصفتي رئيس الاتحاد العربي للتعليم والبحث العلمي – لإدارة مدارس «ستيم» بصحبة الدكتور محمد عبده، عضو الاتحاد وأحد المخترعين المتميزين والمدرس المساعد بكلية النانو تكنولوجي، والدكتورة شيماء محمود عضو الاتحاد الباحثة في الحضارة والاثار الاسلامية . هدفت الزيارة إلى التعرف عن قرب على ما تقدمه هذه المدارس من برامج، وما تواجهه من تحديات، خاصة في ظل اهتمام فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي المتواصل بالمتفوقين والباحثين، وجهود الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم في تطوير التعليم برؤية مستقبلية واعدة.
وخلال الزيارة، التقينا الدكتورة عزيزة رجب، مدير عام الإدارة المركزية لمدارس «ستيم»، ود محمد جمعة مدير ادارة مشروعات التخرج (كابستون ) والتواصل مع د محمد فوزى مدير ادارة التدريب بالادارة العامة لمدارس ستيم وفريق العمل المعاون لها، الذين عرضوا جانبًا من الجهود المبذولة لدعم الطلاب وتوفير البيئة التربوية المثلى لهم، سواء من حيث الإقامة أو الإشراف التربوي أو الرعاية الأكاديمية. كما لمسنا حرص الإدارة على التواصل مع أولياء الأمور والتعاون مع أعضاء هيئة التدريس بجميع الفروع.
لكن، ورغم هذه الصورة المضيئة، ظهرت على السطح بعض المشكلات والصعوبات التي لا يمكن إغفالها، والتي نقلها أولياء الأمور خلال لقائنا بهم. من أبرز هذه التحديات:
* تأخير إعلان نتائج التنسيق لطلاب مدارس «ستيم»، ما يضعهم في مأزق عند التقديم للجامعات.
* إشكالية النسبة المئوية الناتجة عن معامل الصعوبة، حيث يتم حساب مجموع الطلاب بقسمة الدرجة على 1.25، نظرًا لأن مجموع درجاتهم 700 درجة بدلًا من 320 درجة مثل الثانوية العامة، وهو ما يقلص فرصهم في الالتحاق بالكليات التي يستحقونها.
* ضعف المنح الدراسية المقدمة لهم من الجامعات الأهلية والخاصة، رغم كونهم صفوة الطلاب وأمل المستقبل.
هذه التحديات دفعت بعض أولياء الأمور للتساؤل – بمرارة – عن جدوى التحاق أبنائهم بهذه المدارس، وهو أمر يهدد فلسفة التجربة برمتها. لدرجة ان اولياء الامور اطلقو علي هذه المدارس (لفظ مقبرة المتفوقين )
وهنا يبرز السؤال المحوري: كيف يمكن أن نعد هؤلاء الطلاب ليكونوا قادة المستقبل، ونوفر لهم أفضل أساليب التعليم والإدارة، ثم نتخلى عنهم في لحظة حاسمة عند الالتحاق بالجامعات؟
إن تقدم الأمم يقاس – قبل أي شيء – بمدى تقدمها العلمي، وبقدرتها على رعاية أبنائها الموهوبين والنابغين. ومن هذا المنطلق، فإنني أناشد المسئولين عن التعليم العالي والتنسيق، خاصة الجامعات الأهلية والخاصة، بضرورة إعادة النظر في آليات القبول، وتبني هؤلاء الطلاب ورعاية مشروعاتهم البحثية التي أبدعوها خلال فترة دراستهم. فهؤلاء الشباب يمثلون استثمارًا استراتيجيًا يجب أن يُستغل لصالح التنمية العلمية والاقتصادية والاجتماعية، بدلًا من أن تستفيد منهم جهات ودول أخرى.
كما أتمنى أن تمتد رعاية القطاعات البحثية بالقوات المسلحة إلى هذه الفئة المتميزة، بما يضمن تعظيم الاستفادة من عقولهم وابتكاراتهم في خدمة وطنهم.إن مدارس «ستيم» هي أمل مصر في أن يكون لها مكان متقدم على خريطة الإبداع والابتكار العالمية، والرهان الحقيقي هو في كيفية تحويل هذا الأمل إلى واقع ملموس.حفظ الله مصر، ورئيسها، وقواتها المسلحة، وعلماءها النوابغ