فن وثقافة
جائزة الأسد الفضي للجنة التحكيم الكبرى لفيلم صوت هند رجب بمهرجان فينيسيا السينمائي
الأحد 07/سبتمبر/2025 - 02:12 م

طباعة
sada-elarab.com/777299
في أولى عروضه، فاز الفيلم التونسي صوت هند رجب للمخرجة كوثر بن هنية بجائزة الأسد الفضي للجنة التحكيم الكبرى بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في ختام دورته الـ 82، وذلك بعد أن حاز على أكثر من 20 دقيقة من التصفيق بعد عرضه العالمي الأول، وهي المدة الأطول التي استمر بها تصفيق الجمهور خلال المهرجان.
وأهدت بن هنية الجائزة للهلال الأحمر الفلسطيني و"الأبطال" الآخرين في فرق الاستجابة الأولية.
وقالت: "كان صوت هند صرخة استغاثة سمعها العالم أجمع، لكن لم يُجبها أحد. سيظل صوتها يتردد حتى تتحقق المحاسبة والعدالة. لا يمكن للسينما أن تعيدها إلى الحياة، ولا أن تمحو الفظائع التي ارتُكبت بحقها. لكنها قادرة على حفظ صوتها".
وتابعت بنبرة حازمة: "هذه ليست قصة هند فحسب، بل قصة نظام إسرائيلي مجرم يتصرف دون عقاب. رحم الله هند، وليحرم الله أعين قاتليها من النوم. فلسطين حرة".
صوت هند رجب، وهو مرشح تونس لتمثيلها في جوائز الأوسكار الـ 98، أحدث ضجة كبيرة ليلة عرضه، حيث وقف المشاهدين بعد انتهاء العرض لأكثر من عشرين 20 دقيقة كاملين مع تصفيق حار للفيلم، وملئت القاعة هتافات "فلسطين حرة" مصحوبة بدموع الحضور، كما كتبت عنه الصحافة العالمية والعربية بلا توقف حتى الآن.
وأتى هذا الاستقبال على خلفية قصة الفيلم المؤلمة، التي تدور أحداثها في 29 يناير 2024، تلقى متطوعو الهلال الأحمر اتصالاً طارئًا. طفلة في السادسة من عمرها عالقة في سيارة تحت نيران الاحتلال في غزة، تتوسل لإنقاذها. وبينما كانوا يحاولون إبقاءها على الخط، بذلوا قصارى جهدهم لإحضار سيارة إسعاف إليها. كان اسمها هند رجب.
وفي وقت سابق كان قد أعلن موقع Deadline أن نجوم هوليوود، براد بيت، وخواكين فينيكس، وروني مارا، والمخرجين ألفونسو كوارون، وجوناثان جليزر، من بين الأسماء البارزة التي انضمت إلى فريق عمل الفيلم كمنتجين منفذين، وذلك بعد إعجابهم بالفيلم. كما يشارك ديدي غاردنر، وجيريمي كلاينر من شركة الإنتاج "بلان بي" التابعة لبراد بيت كمساعدو إنتاج.
ومن بين الشخصيات العامة البارزة الأخرى التي انضمت إلى المشروع كمنتجين منفذين، الصحفية المنتجة جيميما خان، ورجل الأعمال الكندي والمؤسس السابق لشركة "ليونزجيت" فرانك جيسترا، ومصممة المجوهرات والشخصية الاجتماعية البارزة سابين غيتي.
وقد ظهرت بالفعل الملامح الأولية لجولة سينمائية مبهرة للفيلم، فبعد عرضه العالمي بمهرجان فينيسيا، سيشهد "صوت هند رجب" عرضه الأول بأمريكا الشمالية بمهرجان تورونتو السينمائي الدولي، ثم سينافس بالمسابقة الرسمية لمهرجان BFI لندن السينمائي، وقسم Perlak بمهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي بإسبانيا حيث ينافس على جائزة الجمهور، وقسم السينما العالمية بمهرجان بوسان السينمائي الدولي بكوريا الجنوبية.
وفي حديثها مع Deadline عن الفيلم قالت بن هنية "كان بهذا المشروع وهج خاص، شيء آني وحي. طوال سنوات عملي كمخرجة، لم أتخيل يومًا أن يكون من الممكن الانتهاء من فيلم خلال 12 شهر فقط.
هكذا بدأ كل شيء: كنتُ في خضم حملة الأوسكار لفيلم "بنات ألفة"، وأستعد نفسيًا لدخول مرحلة ما قبل الإنتاج أخيرًا في فيلمٍ كنتُ أكتبه لعشر سنوات. ثم، أثناء توقفي في مطار لوس أنجلوس الدولي، سمعتُ تسجيلًا صوتيًا لهند رجب تتوسّل المساعدة. حينها، كان صوتها قد انتشر عبر الإنترنت. على الفور، شعرتُ بمزيج من العجز والحزن العارم. ردة فعل جسدية، وكأن الأرض تتأرجح تحتي".
مضيفة "هذا الألم، هذا الفشل، ملكٌ لنا جميعًا. هذه القصة ليست عن غزة فحسب. إنها تُعبّر عن حزن يتخطى الحدود الجغرافية. وأعتقد أن الخيال (خاصةً عندما يُستمد من أحداث حقيقية مُثبتة ومؤلمة) هو أقوى أدوات السينما. أقوى من ضجيج الأخبار العاجلة أو الشرود المصاحب لتصفح الانترنت السريع. السينما قادرة على حفظ الذاكرة. السينما قادرة على مقاومة النسيان".
الفيلم من كتابة وإخراج كوثر بن هنية وهو إنتاج تونسي فرنسي مشترك لكل من نديم شيخ روحه لشركة Tanit Films و Mime Films وأوديسا راي لشركة RaeFilm Studios، وجيمس ويسلون لشركة Jw Films Production.
تتولى MAD Distribution التوزيع بالسينمات والعروض الثقافية للفيلم بالعالم العربي، بينما تعمل Sunnyland (مجموعة A.R.T) كموزع رقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتتولى شركة The Party Film Sales إدارة المبيعات العالمية وتمثيل الحقوق في أمريكا الشمالية بالتعاون مع شركة CAA Media Finance.
شارك في بطولة الفيلم سجا الكيلاني ومعتز ملحيس وكلارا خوري وعامر حليحل، وتصوير خوان سارمينتو جي، ومونتاج قتيبة برهمجي، ماكسيم ماتيس، وكوثر بن هنية، وموسيقى تصويرية أمين بوحافة، ومصمم الإنتاج باسم مرزوق.
كوثر بن هنية مخرجة تونسية ولدت بسيدي بوزيد وتابعت دراستها في الإخراج السينمائي بمعهد الفنون والسينما في تونس العاصمة وفي جامعة «لا فيميس» بباريس ولتلتحق سنة 2005 بكلية كتابة السيناريو في المعهد نفسه في باريس. وقدمت فيلمها القصير الأول أنا وأختي والشيء وفي سنة 2010 الفيلم الوثائقي الأئمة يذهبون إلى المدرسة وتشارك في عديد المهرجانات بفيلم قصير هو يد اللوح الحاصل على أكثر من عشر جوائز .
أما فيلمها الطويل الأول شلاط تونس فقد شارك في مهرجان كان السينمائي الذي أيضًا استقبل فيلمها على كف عفريت بمسابقة نظرة ما عام 2017 وترشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار الحادي والتسعون في 2019.
في عام 2020 أخرجت بن هنية فيلم الرجل الذي باع ظهره والذي نافس بمهرجان فينيسيا السينمائي وفاز بطله الممثل يحيى محيني بجائزة أفضل ممثل، كما فاز الفيلم بجائزة أديبو كينج للإدماج. وفي العام الماضي شارك فيلمها الأشهر بنات ألفة بمهرجان كان السينمائي الدولي وفاز بثلاثة جوائز هم جائزة السينما الإيجابية، وجائزة العين الذهبية - مناصفة مع الفيلم المغربي "كذب أبيض"، وجائزة فرنسوا شالي، ثم خاض رحلة سينمائية طويلة توّج فيها بعدة جوائز ووصل إلى القائمة القصيرة لترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.