اخبار
الرئيس السيسي يشهد الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف بمركز المنارة
الأربعاء 03/سبتمبر/2025 - 12:22 م

طباعة
sada-elarab.com/776839
شهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، صباح اليوم، احتفال جمهورية مصر العربية بذكرى المولد النبوى الشريف، الذى أُقيم بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، وذلك بحضور كل من الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء؛ وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ والدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف؛ والدكتور نظير محمد عياد، مفتى جمهورية مصر العربية؛ إلى جانب رئيسى مجلسى النواب والشيوخ، وعدد من السادة الوزراء وكبار رجال الدولة.
وصرح المُتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية بأن فعاليات الاحتفال بدأت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقبها كلمة ألقاها الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، اختتمها بتقديم هدية تذكارية للسيد الرئيس، ثم تم عرض فيلم تسجيلى بعنوان “رحمة للعالمين”، تلاه كلمة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
وذكر السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى، أن برنامج الاحتفال شمل كذلك إلقاء قصيدة بعنوان “1500 عام فى ميلاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم”، واستمع الحضور إلى أغنيتين بعنوان “محمد يا رسول الله” و”محمد نبينا”. كما تفضل السيد الرئيس بمنح عدد من المكرمين من علماء الأزهر ووزارة الأوقاف وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، كما منح نوط الاستحقاق من الطبقة الأولى لاسم المرحوم خالد محمد شوقى عبد العال، سائق سيارة نقل المواد البترولية، الذى استُشهد متأثرًا بإصابته إثر حادث اشتعال سيارة إمداد بنزين داخل محطة وقود بمنطقة العاشر من رمضان، حيث ضرب أروع أمثلة البطولة والتضحية والإيثار، مقدمًا روحه فداءً لسلامة زملائه والمواطنين المتواجدين فى موقع الحادث.
وأشار المُتحدث الرسمى إلى أن السيد الرئيس ألقى كلمة بهذه المناسبة العطرة، فيما يلى نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الإمام الأكبر.. شيخ الأزهر الشريف،
العلماء والأئمة الأجلاء.. السيدات والسادة،
﴿ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ﴾
نجتمع اليوم، لاحتفال عظيم القدر، يأتى كل عام بالبهجة والسرور، على كل شعوب الأمتين العربية والإسلامية، وهو ذكرى ميلاد سيدنا محمد ﴿ صلى الله عليه وسلم ﴾، الذى قال الله تعالى فيه: ﴿ ومـــــــا أرســـــــلناك إلا رحمــــــة للعــــــالمين ﴾.. وإذا كان هذا هو شأن المولد النبوى الشريف فى كل عام، فكيف باحتفالنا اليوم، الذى يشهد خصوصية نادرة، وهى أنه احتفال بمرور ألف وخمسمائة عام، على مولده الشريف ﴿ صلى الله عليه وسلم ﴾.. فنحن نشهد اليوم مئوية محمدية، لا تتكرر إلا بعد مئة سنة من اليوم.
إن احتفالنا بالمولد النبوى الشريف، يمثل فرصة عظيمة، لإحياء منظومة القيم والأخلاق المحمدية، التى وصفها الله تعالى بقوله: ﴿ وإنك لعلى خلق عظيم ﴾، حتى يكون احتفالنا بالمولد النبوى الشريف، انطلاقا حقيقيا ومتجددا؛ لتجديد منظومة الأخلاق فى كل مفاصل الحياة.. من إكرام الطفولة والعناية بها واكتشاف مواهبها، ومن إكرام المرأة والبر بها وجبر خاطرها، ومن الصدق فى القول والفعل، ومن الأمانة والوفـاء.. ومن مواجهة كل صور الحزن والقنوط واليأس، ومن المواجهة الجسورة لكل صور الغلو والتطرف والعنف والإرهاب.. ومن بعث الهمم فى القلوب للعمران، ومن العناية بالعلم والبحث العلمى فى كافة ميادينه ومجالاته.. ومن الوفاء للوطن والحفاظ عليه، والاستعداد للموت والشهادة فى سبيل حمايته، والسعى فى جمع شمل كل أبنائـه على الخير والنجاح.. ومــــن الصبر على الأذى والصفح عنه.. ومن صناعة الحضارة وبناء المؤسسات وتشغيل كل الطاقات، ومن إدارة علاقات دولية مستقرة وموزونة ومتجردة.. هكذا كان شأن سيدنا محمد ﴿ صلى الله عليه وسلم ﴾، وهكذا ينبغى أن يكون احتفالنا بيوم مولده الشريف.. وهكذا ينبغى أن نترجم حبنا لمقامه العظيم ﴿ صلى الله عليه وسلم ﴾، إلى برامج عمل منيرة بنور الإيمان والحب لله ولرسوله، تقوم بترشيد واقعنا المعاصر وتنير له الطريق، حتى يكون حبنا له ﴿ صلى الله عليه وسلم ﴾، محركا وباعثا لتحقيق مقاصد شرعه الشريف، ودينه السمح الحنيف.
إن الدولة المصرية، وهى تحتفل اليوم، بألف وخمسمائة سنة من ذكرى مولده الشريف ﴿ صلى الله عليه وسلم ﴾، لتعقد العزم على المضى قدما، فى تحفيز كافة مؤسسات الدولة؛ سواء الدينية أو التعليمية أو الإعلامية وغيرها، على الانطلاق بقوة، نحو منظومة القيم الأخلاقية الرفيعة، التى تبنى الإنسان على الفكر والعلم والإبداع من ناحية، مع الارتباط الصادق بالله ﴿ جل جلاله ﴾ من ناحية أخرى.
وقبل ختام كلمتى، أطمئن الشعب المصرى العظيم، على يقظتنا وإدراكنا، لما يدور حولنا ويحاك ضدنا، ووقوفنا فى مواجهة التحديات بإجراءات مدروسة.. واثقين فى عون الله تعالى، ومرتكزين على صلابة شعبنا، ومعتمدين على قدراتنا، لتوفير حياة آمنة ومستقرة لمواطنينا، فى كل ربوع الوطن.. ومهما تعددت وجوه الشر، وتنوعت أساليبه، فستبقى مصر - بإذن ربها - أرض الأمان والسلام والعزة.
وختاما، فإنه يطيب لى، أن أجدد التهانى لشعب مصر العظيم، والأمتين العربية والإسلامية، والإنسانية كلها، بهذه الذكرى العطرة.. داعيا الله ﴿ جل جلاله ﴾، أن يعيدها على أرض الكنانة "مصر"، وعلى دولنا وبلادنا كلها، بالخير واليمن والبركات.
أشكركم..
وكل عام وأنتم بخير،
﴿ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ﴾