اخبار
رئيس نادي الصيادلة: ثورة 23 يوليو وضعت الأسس لبناء مجتمع علمي منتج ودعمت صناعة الدواء
الأربعاء 23/يوليو/2025 - 02:08 م

طباعة
sada-elarab.com/771973
قال الدكتور محمد عصمت، رئيس نادي صيادلة مصر، وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصيادلة العرب، إنه في مثل هذا اليوم من عام 1952، انطلقت شرارة ثورة 23 يوليو بقيادة الضباط الأحرار، لتضع مصر على طريق جديد من التحرر الوطني والتنمية الشاملة.
أضاف الدكتور محمد عصمت، أن ثورة 23 يوليو، لم تكن مجرد تغيير سياسي، بل كانت مشروعًا وطنيًا لإعادة بناء الدولة على أسس السيادة الوطنية، والعدالة الاجتماعية، والنهضة الصناعية والعلمية، وقد انعكست هذه التحولات على جميع فئات المجتمع، وكان للصيادلة المصريين ولصناعة الدواء موقع محوري في تلك المسيرة.
أوضح الدكتور محمد عصمت، أنه في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، أصبح الصيدلي المصري رمزًا للعلم والانضباط والخدمة المجتمعية، ولم يعد الصيدلي مجرد موزع للدواء، بل أصبح شريكًا في إدارة المنشآت الصحية، وتخطيط السياسات الدوائية، وتنفيذ حملات الوقاية والعلاج في ظل روح يوليو، اتسعت مهام الصيدلي لتشمل مجالات التصنيع الدوائي، والرقابة، والإمداد الدوائي في مؤسسات الدولة، وقد عُدّت وجاهة الصيدلي في تلك المرحلة عنوانًا لتقدير الدولة للعلم ولأصحاب التخصص، وتم الاعتراف به كجزء لا يتجزأ من منظومة الأمن الصحي في مصر.
أكد الدكتور محمد عصمت، أن من أهم إنجازات الثورة في المجال الصحي، الطفرة الهائلة في صناعة الدواء. فقد وضعت الدولة هدفًا استراتيجيًا واضحًا: تقليل الاعتماد على استيراد الأدوية، وبناء قاعدة إنتاج محلية تلبي احتياجات الشعب وتؤمّن أمنه الدوائي، مشيرًا إلى أن مصر شهدت بعد يوليو إنشاء العديد من شركات ومصانع الدواء الوطنية، مثل شركة النيل وشركة ممفيس وشركة القاهرة وغيرها، لتنتقل مصر من مستهلك للدواء إلى منتج ومصدر له، وهذه النقلة النوعية لم تكن ممكنة دون الاستفادة من الخبرات الصيدلانية المصرية، التي التحقت بإدارة تلك المصانع وأشرفت على خطوط الإنتاج والتطوير والجودة.
أضاف أن هذه النهضة الصناعية ساهمت في خفض أسعار الأدوية بشكل ملحوظ، وتوفير أدوية للأمراض المزمنة والمعدية، ودعم مشروعات الاكتفاء الذاتي والأمن القومي الصحي، وهكذا، كان للصيادلة دور محوري ليس فقط في صرف الدواء، بل في صناعته وتطويره وتوطين تكنولوجياته.
قال أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر آمن بأن النقابات المهنية ركيزة للاستقرار المجتمعي، وأداة لتعبير الفئات المتخصصة عن مصالحها، لذلك، عملت الدولة على تأسيس نقابة الصيادلة وغيرها من النقابات، باعتبارها مؤسسات ضرورية في أي دولة مدنية حديثة، وقد لعبت نقابة الصيادلة دورًا وطنيًا بارزًا، بدءًا من الدفاع عن حقوق الصيادلة، إلى الإسهام في تطوير التشريعات المنظمة للدواء والمهنة، وصولاً إلى المشاركة في خطط التوعية الصحية والتعليم المستمر.
وإذا كنا اليوم نستلهم روح ثورة يوليو في بناء الوطن، فإننا نؤكد أن رفع الحراسة عن نقابة صيادلة مصر لم يعد خيارًا، بل ضرورة مهنية ووطنية عاجلة. فالنقابة لا تُدار بالحراسة، بل بأيدي الصيادلة أنفسهم، عبر صناديق الانتخابات والمؤسسات المنتخبة، مؤكدًا على أن نقابة الصيادلة ليست مجرد هيئة إدارية، بل كيان وطني، يمثل بيت الخبرة والتنظيم والتوجيه للمهنة، ويجب أن تستعيد دورها الطبيعي كشريك للدولة.
أكد أن ثورة 23 يوليو وضعت الأسس لبناء مجتمع علمي منتج، وارتقت بمهنة الصيدلة ومكانة الصيادلة، ودعمت صناعة الدواء لتصبح أحد أعمدة الأمن القومي، واليوم، إن مسؤوليتنا تجاه هذه المسيرة تقتضي استعادة المؤسسات النقابية لدورها، وعلى رأسها نقابة صيادلة مصر، مشيرًا إلى أن رفع الحراسة عن النقابة، وإعادة تفعيل دورها الوطني، هو استكمال حقيقي لما بدأته ثورة يوليو، فنهضة الوطن لا تتحقق إلا بتمكين علمائه ومهنييه، وعلى رأسهم الصيادلة، حراس الدواء والأمان الصحي للمصريين.